الأربعاء 18 ديسمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جيش لبنان يعزز وجوده في الجنوب لاحتواء تداعيات التوتر

جيش لبنان يعزز وجوده في الجنوب لاحتواء تداعيات التوتر
10 يوليو 2010 00:18
أكدت مصادر رسمية لبنانية أنه تم احتواء تداعيات التوترات و”الإشكالات” التي حصلت بين قوات “يونيفل” المعززة في الجنوب وأهالي بعض القرى بشكل نهائي وكامل، وبدأت مرحلة جديدة من التعاون بين الجانبين برعاية الجيش اللبناني. وأوضحت المصادر رداً على سؤال لـ”الاتحاد” أن قائد الـ”يونيفل” الجنرال البيرتو اسارتا، لعب دوراً بارزاً في معالجة الوضع، واعترف بارتكاب بعض الأخطاء من قبل “يونيفل” ووجه رسالة مفتوحة الى ابناء الجنوب هي الاولى من نوعها منذ عام 1978 شدد فيها على التعاون والعمل معاً من اجل السلام في الجنوب. وكان الجنرال اسارتا قد واصل لقاءاته مع القيادات اللبنانية والتقى أمس المدير العام للامن العام اللواء الركن وفيق جزيني وبحث معه التنسيق القائم بين “يونيفل” والمديرية العامة للأمن العام في إطار تنفيذ القرار 1701 لجهة تسهيل عملية عبور ضباط وعناصر الوحدات العاملة في هذه القوات، وتقييم الأوضاع الأمنية المرتبطة بعملها ومناطق انتشارها. وأمل الممثل الخاص لأمين عام الأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز من جانبه، بعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي، ألا تتكرّر الأحداث التي تعرّضت لها “يونيفيل” في الجنوب، مرحّباً بقرار مجلس الوزراء القاضي بتعزيز عدد الجيش في الجنوب، لافتاً إلى أن هذا القرار يشكّل عنصراً مهماً جداً باتجاه التقدم نحو تطبيق القرار 1701. وأشار إلى أن قرار مجلس الوزراء سيشكل عنصراً إيجابياً من خلال اجتماع مجلس الأمن لمناقشة ما جرى من أحداث. وأكد وليامز أن وجود “يونيفيل” شكّل حجر زاوية للقرار الدولي للاستقرار الذي ساد المنطقة، مشدداً على أن حرية التنقل لـ”يونيفيل” عنصر حساس، ويجب أن يكون موضع احترام كامل. وكان وزير الدفاع اللبناني الياس المر قد ابلغ مجلس الوزراء خلال جلسته الاسبوعية مساء الخميس انه تقرر تعزيز وحدات الجيش اللبناني العاملة في الجنوب عدداً وعدة، وتم التوافق مع قيادة الجيش على إرسال 3500 ضابط وجندي على عجل إلى الجنوب لملء الفراغ الأمني الذي تسبب بالإشكالات الأخيرة بين “يونيفل” والجيش. واوضح مجلس الوزراء في قراراته التي صدرت في نهاية الجلسة في ساعة متأخرة من ليل أمس حرصه على سلامة القوات الدولية العاملة في الجنوب وعلى العلاقة الطيبة معها القائمة منذ عقود، واكد الدور الذي تضطلع به هذه القوات وفق القرار 1701 وكل مندرجاته، مطالباً المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتطبيق بنوده كاملة خصوصاً لجهة استمرار الانتهاكات الإسرائيلية له، وشدد على ضرورة التنسيق الكامل بين الجيش و”يونيفل” في كل التحركات العسكرية الميدانية، التي يجب ان تتم بإشراف الجيش اللبناني وفق مضمون القرار 1701. وأفاد مصدر شارك في اجتماع “يونيفل” والأهالي بإشراف الجيش في بلدية تبنين في الجنوب “الاتحاد” بان الاتفاق كان تاماً بين الجانبين على كل الخطوات، وأن الأهالي حصلوا على تعهد من الجنرال اسارتا بعدم تفرد “يونيفل” بأية إجراءات ميدانية، ووقف عمليات الدهم والتصوير لاماكن معينة، وعدم تسيير الآليات العسكرية خلال الليل في البلدات وعدم دخولها إلى الأحياء دون الجيش اللبناني. وأكد قائد الجيش العماد جان قهوجي “أن الحوادث الأخيرة التي شهدها الجنوب لن تتكرر، على قاعدة احترام القرار 1701 بكل مندرجاته”. وشدد على أنه “يضمن للأمم المتحدة وللدول المشاركة في القوة الدولية أن الجيش اللبناني يتعهد حماية العناصر المشاركة في (يونيفيل) مئة في المئة، ولن يسمح بأي اعتداء عليها، ويضمن لها حرية الحركة ضمن مندرجات القرار 1701”. وفي هذا السياق، أكد وزير الشباب والرياضة اللبناني علي العبدالله أن “صفحة الإشكالات مع “(يونيفيل) قد طويت”، وشدد على “فوائد القرار 1701 لا سيما بالنسبة لضبط الحدود مع إسرائيل”. وتوقع من “جلسة مجلس الأمن الدولي امس توضيح الأمور”، وأكد “الحفاظ على القرار 1701”، نافيا أن تكون “قوات “يونيفيل رهائن”، ومتحدثا عن “تفاوض من أجل توضيح بعض الأمور أو بعض الإشكالات التي حصلت”، كما نفى “أي تفاوض لانسحاب “يونيفيل” من الجنوب. وقال إن “نقاشا قد تم حول عدم تكرار ما حصل”، لافتا إلى “أن قوات (يونيفيل) هي التي بدأت بالإشكالات”. وأكد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى “من كتلة بري” انه بالأساس لم تكن هناك نوايا من اجل اي تعديل او تغيير بالقرار 1701، لافتاً الى ان القوات الدولية أتت إلى لبنان لمساعدة الدولة ووجودها مرحب به. واعتبر موسى “ان الإشكالية كانت في طريقة التعاطي مع بعض الأمور غير المنصوص عنها في قواعد الاشتباك، مضيفاً أن اجتماعات والاتصالات التي حصلت أظهرت ان لا نوايا ضد القوات الدولية او بتغيير ما في اللعبة والأمور توضحت وعادت إلى نصابها”. واعتبر أن زيادة عدد الجيش في الجنوب قد يسهّل الأمور ويعطي اطمئناناً لكل الأهالي. من جانب آخر جدد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان شكره للمساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للبنان، لافتا إلى أهمية أن تمارس أميركا ضغوطها على إسرائيل للانخراط في عملية السلام؛ لان الفرصة مؤاتية وضياعها يعني انفتاح المنطقة على شتى الاحتمالات. وحمل سليمان، خلال استقباله وفدا من لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الأميركي برئاسة رئيس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط السيناتور روبرت كايسي في حضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ميشيل سيسون، الوفد تحياته إلى الرئيس الأميركي باراك اوباما، متمنيا أن تبقى العلاقات اللبنانية - الأميركية جيدة على كل المستويات وفي شتى المجالات. بدوره، جدد السيناتور كايسي دعم الإدارة الأميركية لسيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه، مشيرا إلى استمرار المساعدات الأميركية بشكل خاص إلى الجيش وقوى الأمن الداخلي. وتناول اللقاء الأوضاع في المنطقة وآفاق عملية السلام والتحركات والمشاورات الجارية في سبيل إعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مكررا موقف بلاده من قيام دولتين متجاورتين.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©