فاطمة عطفة (أبوظبي)
افتتح، أمس، في منارة السعديات، معرض «الفن والمدينة»، بحضور سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، ويستمر المعرض لغاية 6 أكتوبر المقبل، ويضم مجموعة مختارة من الأعمال التشكيلية، التي تقدم نماذج ترتبط بالمدينة ومبدعيها، ويحوي مختارات من أعمال كل من الفنانين حسن شريف، وجيف كونز، اللذين تناولا في أعمالهما آليات النزعة الاستهلاكية التي تنتقد بعض مظاهر الثقافة الشعبية أو تحتفي بها. ومن الأعمال المعروضة للفنان الفلسطيني، وفا الحوراني، صور من مجموعته «قلنديا 2047» التي تصور الحياة اليومية في المخيم الفلسطيني الملاصق، لأهم نقطة تفتيش تتحكم بالدخول إلى رام الله. أما الفنان الفلسطيني المقيم في فرنسا، تيسير بطنيجي، فقد شارك بعمل مضاء بالنيون، تتشابك فيه كلمتا «ثروة-ثورة»، بحيث يشكل تعليقاً غير مباشر على واقع المدن في الوطن العربي والعالم.
يشارك في المعرض أيضاً، الفنان جاك فيليجلي، الذي جمع ملصقات إعلانية من شوارع باريس، وقد اتبع تقنية خاصة به، أطلق عليها عبارة «أفيش لاسيريه»، أي الملصقات الممزقة، وهذه التقنية تعتمد على مواد اعتيادية، لإنجاز أعمال فنية متميزة، حيث أخرج الفنان هذه المواد من سياقها الحضري ليضع قطعها الممزقة في تشكيل أعمال، تشير إلى الوضع السياسي الراهن. كما يضم المعرض أيضاً بعض أعمال الرسام الأميركي كيف هارينغ، الذي استوحى رسومه من الشارع كذلك، مستلهماً بأسلوبه المميز مناظر من شوارع نيويورك وثقافة الرسم الجرافيتي في الثمانينيات، ليصبح شخصية محورية في نهضة فن «البوب آرت» الأميركية. وفي لقاء «الاتحاد»، مع القيّمة الفنية للمعرض ريم فضة، قالت: معرض الفن والمدينة عبارة عن جمع لمقتنيات دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، لأكثر من السنوات العشر الماضية، وأصبحت جزءاً من ممتلكاتها، وقد قررنا عرض جزء منها فقط، وهي الأعمال المستوحاة مما يتعلق بالمدينة، وتضم أعمالاً للفنانين الباحثين لطرق المدينة وأشكالها، كما يظهر الفنان أو ينتقد الآثار الاستهلاكية للمجتمعات وبمختلف أشكالها الموجودة في المدينة، فقد حاولنا أن نربط بين عدد كبير من أشكال الفنون من لوحات أو مجسمات و»كراكيب» فنية أو كولاج، وكثير من الفنون المتعددة التي تتناول بعض المظاهر في التجريد الفني الذي يطغى على هذا المعرض، وعندنا أعمال لفنانين عالميين وفنانين عرب وإماراتيين مثل حسن شريف.
وفي لقاء مع الفنان الفلسطيني وفا حوراني، قال: هذا المشروع بدأت فيه عام 2004، لأني لاحظت أن صورة واحدة غير كافية لتعبر عن التعقيدات السياسية والاجتماعية في فلسطين، لذلك أخذت أعمل فنياً على بناء مخيم «قلنديا» الواقع جنوب رام الله قرب القدس، والعمل يركز على فكرة المرآة، أي إن كل فلسطيني يحمل مرآة صغيرة ليتطلع إلى نفسه، لكن عندما توضع المرآة على الجدار يمكن لكل فلسطيني أن ينظر لنفسه ويفكر: كيف يمكننا عمل شيء أفضل للبلد، في الوقت الذي تمر فيه فلسطين بأصعب الظروف، وهي الوحدة والعزل.