السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفال العين يمرحون مع التجارب العلمية

أطفال العين يمرحون مع التجارب العلمية
9 يوليو 2010 19:31
تعتبر العطلة الصيفية فترة زمنية حرجة في حياة طلبة المدارس الذين يحتارون وأسرهم في كيفية استغلالها بشكل صحيح، من شأنه أن يعود عليهم بالنفع والفائدة، ومما لا شك فيه أنهم يحتاجون إلى دعم مؤسسات المجتمع التي تتولى عملية إعداد برامج وأنشطة ترفيهية تعليمية تسعدهم وتزيل عن قلوبهم ملل الدراسة وقلق الامتحانات، وتبدد الكسل والخمول، وتعيد إليهم النشاط والحيوية، ولعل هيئة أبوظبي للسياحة كانت مدركة لكل هذه العوامل حين عمدت إلى استقطاب هذه الفئة الغالية على قلوبنا، عبر إعدادها لمهرجان صيف في أبوظبي الذي نالت مدينة العين حظا وافرا منه. يعد مختبر العالم المجنون واحدا من أبرز الفعاليات التي تقام حالياً في بوادي مول، والتي نجحت في استقطاب ما يزيد عن 300 طفل بصورة يومية من مختلف الجنسيات والأعمار. توليد الأسئلة في الفعالية يقوم بيلي ومساعدوه الثمانية باصطحاب الأطفال في جولة علمية مذهلة تحفزهم على التفكير وطرح التساؤلات، وتدفعهم نحو الابتكار العلمي، كل ذلك ضمن أجواء ترفيهية مرحة تتخللها دقة التجارب العلمية التي يظنها بعض الأطفال خدعة أو ضرباً من السحر. ويخبرنا بيلي عن التجارب العلمية التي أذهلت الأطفال وجذبتهم بصورة واضحة فيقول: “لقد قمت بعمل تجارب علمية في حقلي الفيزياء والكيمياء، واستعنت بمساعدة الأطفال لي وذلك في الجزء الآمن على حياتهم، فأنا أدرك ما لا يدركونه من خطورة التعامل مع المواد الكيميائية، وضرورة الحذر أثناء التعامل معها، كما أن هذه التجارب البسيطة تعلم الأطفال نظريات بصورة مبسطة وعملية لا تخلو من روح الفكاهة والمرح التي أركز على وجودهما أثناء أدائي للتجربة لأجذب الأطفال وأمتعهم، وأعلمهم في نفس الوقت، علما أنهم في نهاية كل عرض أو تجربة يتدافعون نحوي لسؤالي عن أسئلة تدور في أذهانهم حول التجربة والمواد التي استخدمتها وكيف تفاعلت بهذا الشكل”. علم كالسحر يضيف بيلي: “لقد قدمت لهم تجربة تبين لهم الضغط العالي والمنخفض للهواء، وذلك عبر جلوس طفل على طبق خشبي فيه ثقوب وتسليط هواء قوي باستخدام آلة خاصة مما يزيد من ضغط الهواء في الأسفل، ويرتفع الطبق الذي يجلس عليه الطفل لأعلى قليلا مما يوضح لهم عمل الطائرات والمناطيد، كما أجريت تفاعلات كيميائية بين مواد أنتجت مادة جديدة فظنوني ساحراً مثل إحضاري لكأس فيه مادتا الفينوفلين، ومادة أخرى تسمى بيس، أضفتهما للماء فصار المحلول وردياً، وقلت لهم سأعيده كما كان، فاستغربوا وأعدته بإضافة الخل، فصار الناتج ماء، وقد أضفت ورق ألمنيوم قام الأطفال بتفتيته بأنفسهم، وجمعته منهم وأضفته إلى الماء، وخلطته مع هيدروكسيد الصوديوم، ووضعت على فوهة الأنبوبة بالون فإذا به ينفخ نتيجة للتفاعل، وصعود الهيدروجين من المواد المتفاعلة”. النار والثلج يشرح بيلي تجارب أخرى قام بها بمساعدة الأطفال: “أجريت تجربة النار والثلج، وذلك عبر إحضار غاز ثاني أكسيد الكربون المتجمد على شكل ثلج، وتصل حرارته إلى – 79 درجة مئوية، وحولته إلى غاز متطاير كالدخان دون مروره بالحالة السائلة، وذلك عبر رش ماء ساخن عليه، وقد جلس الأطفال حول الصندوق الموجود فيه الغاز الثلجي، وصار الدخان يتطاير عليهم، وهم يضحكون ويتسابقون إلى الإمساك به، بالإضافة إلى أنني وضعت ماء لونته بألوان عادية وأجلست الكأس المملوء بالماء في صحن بلاستيكي، وربطت الصحن بخيوط وصرت ألوح بالصحن بحركة دائرية سريعة، دون أن يسقط السائل على الأرض لأعلمهم الجاذبية والسرعة، وأن العلاقة بينهما متناسبة عكسياً، كلما زاد الأول قل الثاني، وقام طفل بإعادة التجربة أمام الأطفال الآخرين الذين حيوه وصفقوا له، وتدافعوا ليشاركوا بإعادة التجربة بأنفسهم” . العلماء الصغار ما سبق ليس إلا أمثلة على تجارب قام بها بيلي ومساعدوه، وشاركهم الأطفال الذين عاشوا في أجواء علمية رائعة أمتعتهم ولفتت انتباه ذويهم كذلك الذين اكتفوا بالمشاهدة عن قرب، وتصوير أطفالهم بأجهزتهم النقالة وهم يشاركون بأداء التجارب. وقد التقينا بعض هؤلاء الأطفال وذويهم واستمعنا لما وجدوه من متعة وفائدة من مشاركتهم بفعالية مختبر العالم المجنون. يقول أسامة أحمد 13 سنة: “لقد أعجبتني التجارب التي أداها بيلي كثيراً وكنت أسأله بعد العرض لماذا فعلت كذا؟ وما المواد التي استخدمتها؟ وأتمنى أن أصبح عالم كيمياء كبيراً، فالتجارب ممتعة للغاية، وقد كلمت رفاقي عنها وتحمسوا لحضورها”. أما والدة أسامة فتثني على هذه الفعالية لأنها تجلب المتعة والتعلم للكبار والصغار على حد سواء. أما محمد توفيق 15 سنة فقد أدى تجربة بيلي ذات الكأس المثبت في صحن، وقام بالتلويح به أمام الأطفال يقول محمد: “لقد فرحت كثيراً، وأنا أجري تجربة بيدي لأول مرة في حياتي، وقد خفت أن تقع الكأس من يدي بينما ألوح بها، لكن بيلي قال لي زد السرعة، وفعلاً نجحت وتعلمت أنه كلما زادت السرعة قلت الجاذبية”. عبر والد محمد عن سعادته بوجود فعاليات صيفية للأطفال تمنعهم من الخمول والكسل، وتنشط قدراتهم العقلية والإبداعية وتنميها، ويتمنى أن تستمر هذه الفعاليات لمدة أطول، وأن تقسم التجارب حسب الأعمار وأن يكون لكل عمر عدة تجارب. من جانبها ميس خالد ابنة 6 سنوات شاركت الأطفال، وهم يتحلقون حول صندوق الدخان في إحدى التجارب، وكانت تضحك بصوت مرتفع، بينما كانت والدتها تلتقط لها صوراً بجهازها النقال وهذا يعكس الفرح والانسجام من قبل الطفلة ووالدتها التي فرحت بمشاركة ابنتها التي ربما لا تفهم كيف حصلت التجربة نظرا لصغر سنها!!
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©