آمنة الكتبي (دبي)
قال هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي: «مهمتي للفضاء تمثل علامة فارقة بالنسبة لي شخصياً ولبلدي وللمنطقة العربية بأسرها بشكل عام، وهذه المهمة هي مجرد بداية لخطط الإمارات لغزو الفضاء».
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمته وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» في هيوستن لفريق رواد الفضاء الذي سينطلق إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة الفضاء الروسية «سويوز أم أس 15» من محطة «بايكونور» الفضائية في كازاخستان يوم 25 سبتمبر المقبل، حيث سيقضون 8 أيام على متن المحطة. ويتكون الفريق من هزاع المنصوري، رائد الفضاء الإماراتي وجيسيكا مير، رائدة الفضاء الأميركية وأوليج سيربوشكا، رائد الفضاء الروسي.
ويأتي المؤتمر في إطار الاتفاق بين مركز محمد بن راشد للفضاء، ووكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، على إجراء مجموعة من التدريبات لرائدي الفضاء الإماراتيين في مركز لندون بي جونسون للفضاء (JSC)، وعلى إجراء أبحاث علمية تناسب المهمات قصيرة المدى إلى محطة الفضاء الدولية.
وأضاف هزاع المنصوري: «لا بد من وجود صعوبات ولكن سوف نتجاوزها ونصل إلى حلم الوصول إلى الفضاء واستكشافه»، مبيناً أنه يطمح لمعرفة ودراسة علوم الفضاء وكيفية العيش في هذه الظروف القاسية وسوف ينقل التجربة للجميع، وفي المستقبل سيصل إلى المريخ لخوض تجربة أخرى.
وتابع: «رغم اختلاف الثقافات بين طاقم الرحلة، إلا أن طموحنا هو استكشاف الفضاء وإجراء تجارب علمية تفيد البشرية، وأنا فخور بأن أمثل الإمارات في هذه المهمة وأحقق الحلم الإماراتي والعربي، ونأمل من خلال التجارب العلمية التي نشارك بها أن نترك علامة بارزة للإمارات في سجل مهمات الفضاء والتي تسهم في إثراء المعرفة البشرية».
وأوضح أن الهدف من الوصول إلى محطة الفضاء الدولية هو إثراء التجارب العلمية التي تدرس تفاعل جسم الإنسان مع بيئة الجاذبية الصغرى ومدى تحمله للتغييرات المصاحبة للسفر إلى الفضاء والعيش في ظروف مختلفة عن بيئتنا الطبيعية.
وحول الخطط المستقبلية بعد اكتمال المهمة، قال المنصوري: إنه يطمح للوصول إلى القمر، ويركز حالياً على تنفيذ برنامج تدريبي لمدة أسبوعين في مركز ليندون جونسون الفضائي التابع لناسا، ويشتمل البرنامج على تدريب على معدات وأجهزة «ناسا» الموجودة على متن المحطة الفضائية الدولية، وكذلك التعامل مع حالات الطوارئ مثل تسرب غاز الأمونيا وإزالة الضغط.
وعن نوعية الأطعمة المتوافرة في الرحلة قال المنصوري: «تم إجراء عدة تجارب لمدة 4 أسابيع، فيما يخص عدد من الأطعمة وتم اعتماد وجبة (البلاليط) كنوع من أنواع الحلويات والتي ستتوافر خلال الرحلة إلى المحطة الدولية في الفضاء».
وأشار إلى وجود جدول عمل واضح تم تحديده لمدة 8 أيام المقررة خلال الرحلة، ويتخللها عمليات البحث والدراسة والتصوير، بالإضافة إلى أعمال الصيانة والتعرف أكثر إلى عالم الفضاء.
وقال: إن مهمة دولة الإمارات العربية المتحدة في الفضاء هي «مسؤولية كبيرة»، ولكنها تهدف إلى إلهام الجيل القادم، وأنها مسؤولية كبيرة بالنسبة له ولزميله سلطان كونهم الدفعة الأولى في برنامج رواد الفضاء الإماراتي.
وتابع: «هدفنا هو إلهام الجيل القادم والسماح لهم بمعرفة أن لا شيء مستحيل، وهذا ما تعلمناه، وهذا ما نفعله الآن، وهذا حلمي منذ الصغر عندما كنت أنظر إلى النجوم وكنا نعتقد أن الوصول للفضاء أمراً مستحيلاً، ولكننا اليوم نعيش المستحيل، ونخضع لتدريبات للوصول لعالم الفضاء».
وأضاف: «سأصطحب معي لمحطة الفضاء الدولية التي ستنطلق الرحلة إليها يوم 25 سبتمبر علم الإمارات وصورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تجمعه برواد فضاء كانوا يتحدثون إليه عن الفضاء وأهميته لمستقبل الدول، كما سألتقط صور لدولة الإمارات والحرم المكي من الفضاء».
وقال: أوجه رسالة إلى كل شخص في العالم هي العمل عليك المثابرة والعمل الجاد لتحقيق أحلامك، وتحديد أهدافك والعمل بجد لتحقيقها وبالتأكيد ستصل إليها.
وبدأ رائدا الفضاء الإماراتيان، هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، مجموعة تدريبات جديدة في مركز لندون بي جونسون للفضاء (JSC)، التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، ويشمل برنامج التدريبات التي تستمر لمدة أسبوعين التدريب على مختلف وحدات ومكونات القسم الأميركي من محطة الفضاء الدولية، والذي يضم المختبر الياباني ومختبر«كولومبوس» للأبحاث العلمية، وعلى إجراء أبحاث علمية بالتعاون مع الوكالة.
وتشمل التدريبات التي سيخوضها رائدا الفضاء الإماراتيان الأجهزة والمعدات التابعة لوكالة «ناسا» الموجودة على متن محطة الفضاء والتعامل مع حالات الطوارئ لاسيما انخفاض ضغط الهواء أو تسرب غاز الأمونيا في المحطة.
كما سيتسنى لهزاع المنصوري وسلطان النيادي التعرف إلى كل أجزاء محطة الفضاء الدولية عن طريق نموذج كامل من المحطة موجود في مقر وكالة «ناسا» يضم القسمين الروسي والأمريكي.
وقال يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: «يحرص المركز على بناء شراكات استراتيجية مهمة مع كبرى وكالات الفضاء العالمية ضمن جهودنا لدعم توجهات الدولة بإعداد كوادر إماراتية تسهم في إثراء التقدم العلمي لخدمة البشرية وتحقيق المزيد من الإنجازات في صناعة وعلوم وأبحاث الفضاء بما يخدم التطلعات الطموحة بالوصول إلى اقتصاد وطني قائم على المعرفة والابتكار والإبداع».
وتابع: تأتي مرحلة تدريبات رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي مع وكالة ناسا الأميركية بعد اجتيازهما برنامج التدريب الشهر الماضي في المركز الأوروبي لرواد الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في ألمانيا ضمن الاستعدادات لإرسال أول رائد فضاء إماراتي بعد نحو عشرة أسابيع».
وأوضح سالم المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء، ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، بأن هذه المرحلة من التدريبات هي أساسية لصقل مهارات المنصوري والنيادي في التعامل مع الأجهزة الموجودة في محطة الفضاء الدولية والتعرف إلى جوانب عدة من الحياة على متن المحطة مثل إعداد الطعام.
المنصوري لـ «»: جاهزون للمهمة
قال هزاع المنصوري رداً على سؤال لـ «الاتحاد»: «يواجه العديد من رواد الفضاء تحديات نفسية وصحية في مهمة الوصول للفضاء بسبب انعدام الجاذبية، ونحن على استعداد لمواجهة هذه التحديات، وخضعنا لتدريبات عدة، وسوف تتوافر في الرحلة أجهزة رياضية تساهم في المحافظة على لياقة رائد الفضاء، بالإضافة إلى توافر المكالمات الهاتفية على متن الرحلة للتواصل مع الأهل».