القاهرة (الاتحاد)
مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، من كبار التابعين، ولد العام 2 هـ بمكة، كنيته «أبو القاسم» و«أبو الحكم»، رابع خلفاء الدولة الأموية، تمتع بالحكمة والذكاء وسداد الرأي، شجاع فصيح يجيد قراءة القرآن.
روى مروان عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وبسرة بنت صفوان الأزدية، وروى عنه ابنه عبد الملك وسهل بن سعد وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلي بن الحسين زين العابدين ومجاهد، قال عنه القاضي أبو بكر بن العربي: مروان رجل عَدْلٌ من كبار الأمة عند الصحابة والتابعين وفقهاء المسلمين، عُرف بالكرم والزهد والسخاء، مُحب لأهله.
سطع نجمه في عهد ابن عمه الخليفة عثمان بن عفان الذي قربه إليه وأكرمه وجعله مساعداً وكاتباً له، وبعد مقتل عثمان كان مروان أول من طالب بدمه، ثم بايع علي بن أبي طالب، قال ابن سعد: كانوا ينقمون على عثمان تقريب مروان وتصرفه. تولى مروان ولاية المدينة في عهد معاوية بن أبي سفيان، ثم عزله، ثم ولاه ثانية، ثم عزله، وكان أقوى المرشحين لاعتلاء عرش «بني أمية» بعد وفاة معاوية بن يزيد، قال قبيصة بن جابر: قلت لمعاوية: من ترى للأمر بعدك؟ فسمى رجالاً، ثم قال: وأما القارئ الفقيه الشديد في حدود الله، مروان. بعد موت معاوية بن يزيد، ضعف نفوذ الأمويين وانقسموا بين مبايعين لمروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير، فبايع كبار بني أمية وأعيانهم مروان وتولى السلطة، وكانت خلافته البداية الحقيقية للعهد الثاني من الحكم الأموي، فبذل جهداً لتثبيت دعائم مُلكه واتسمت سياسته بالحسم والشدة وقاد حروباً عديدة للقضاء على أعدائه ومنافسيه وأسس دولة قوية للأمويين، وقام بالعديد من الإصلاحات والإنجازات العسكرية والسياسية والاقتصادية. تزوج مروان من أم خالد بن يزيد «أرملة يزيد» وجعل الخلافة لابنه عبد الملك من بعده بدلاً من خالد، وأصبح دائم التحقير من شأن خالد، ونقمت أمه على مروان الذي اغتصب الخلافة من ابنها، فتحينت الفرصة للانتقام منه ووضعت له السم في اللبن وقتلته أول رمضان سنة خمس وستين هجرية.