28 ابريل 2012
تحرير الأمير (الشارقة) - فضل عدد من السائقات العاملات في “مواصلات الشارقة” من خلال شركات الامتياز عدم خوض تجربة نزولهن الى قلب المدينة لعدة اعتبارات تتصدرها عدم جدوى هذا القرار مادياً، حيث إن المدخول “متواضع جداً”، فضلاً عن إمكانية تعرضهن لبعض المشكلات.
وأكد عدد من السائقات أن تواجدهن في “المطار” وتخصيصهن للرحلات الطويلة داخل الإمارات هو الأفضل لهن من حيث الجدوى المادية وتحقيق الهدف المرجو من وجود “سيدة “ ضمن كوادر مؤسسة مواصلات الشارقة.
وفي هذا الإطار أكدت فاطمة حليوي سائقة تعمل في هذا القطاع منذ نحو 4 سنوات أن فكرة العمل في قلب المدينة ليست جيدة ولن تحقق شيئا مطالبة بالاستمرار في “المطار” وعبر الرحلات الطويلة فقط من خلال مركز الاتصال واعتبرت انه لن يشكل ضرراً إذا سمح للسائقات بأن ينقلن رجالا في مركباتهن من المطار.
وذكرت أن دخلها الشهري يتجاوز الـ 4000 درهم شهرياً غير أن هذا الرقم يشهد تحولا خلال المواسم والإجازات للأفضل.
وترى نوال النوباني التي التحقت في هذا العمل لعشقها قيادة المركبات أن فكرة إنزالهن الى الشارع أسوة بالرجال فكرة غير صائبة لان فلسفة وجودهن من البداية كانت بهدف توفير الخصوصية للأسر والنساء سواء من المطار أو عبر “الحجز الآلي” ولكن البحث في الشوارع عن “أسر ونساء “ أمر غير مستحب على الإطلاق.
وتقول النوباني والتي تعمل في هذا القطاع منذ نحو 4 سنوات انها تحب عملها كثيرا لاختلاطها بجنسيات وأعراق مختلفة واطلاعها على ثقافات جديدة فضلا عن عدم رغبتها في العمل المكتبي أو الروتيني
وتؤكد نوال النوباني أن تجربة إنزال المركبات النسائية للشارع ليست جيدة مشيرة إلى أن “المؤسسة والشركات” حاولوا تطبيقها سابقا ولكنها لم تنجح ونأمل عدم تكرارها مرة ثانية.
وترى أن المطار كاف، وكذلك الرحلات الطويلة من مدينة الى أخرى لان الرحلات القصيرة غير مجزية ومتعبة فضلا عن عدم التزام الزبائن بالتوقيت وجهلهم بالأماكن.
الى ذلك قال عادل خليل مدير النقل بين المدن في مواصلات الشارقة إن المؤسسة طرحت في وقت سابق فكرة نزول السائقات الى المدينة ولكنها لم تلق ترحيباً كبيراً وتفكر حالياً بخوض التجربة من جديد.
وقال إن عدد السائقات في مواصلات الشارقة اللواتي يعملن في مطار الشارقة بالشركات الخمس التي تشغلها مواصلات الشارقة يبلغ 23 سيدة من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية من أصل 200 سائق في المطار.
وأشار إلى أن مشروع القيادة النسائية بدأ منذ عام 2004 من خلال عدد من السائقات الجاهزات على مدار الساعة لنقل الركاب من مطار الشارقة إلى مختلف إمارات ومدن الدولة، بشرط أن يكون الركاب فقط من الأسر والنساء فقط.
وقال إن السائقات يخضعن لنظام التشغيل المفتوح من خلال عمولة وراتب مقطوع بحيث يصل دخل السائقة الى نحو 5000 درهم وذلك عبر تواجدهن في ساحة المطار في فترة الذروة وهبوط عدد من الرحلات الدولية الى المطار مما يجعل وتيرة العمل متسارعة، خصوصا في الليل ويستمر الأمر على هذا المنوال حتى الثانية عشرة من بعد منتصف الليل حيث تتواجد مركبات مواصلات المطار على مدار الـ
“24 ساعة” ويكون التنسيق حول عدد ساعات الخدمة فيما بينهن حسب طاقتهن ورغبتهن حيث يتواجدن تقريباً من الساعة السادسة صباحاً إلى الثانية فجراً تقريباً .
وأشار إلى أنه ليس من الضروري أن تتمكن السائقة من تبديل إطار المركبة أو الاهتمام ببعض الأمور الميكانيكية حيث إن التواصل مستمر ومباشر معهن، من خلال مكتب المطار أو من خلال شركات الأجرة، إذ تكون مسؤولية تلك الشركات متابعة شؤونهن خلال الطرقات، بينما تكون مسؤوليتنا في المطار وفي حال تعرض السائقة لمثل هذه المشكلات كأن يفرغ الإطار من الهواء أو تتعطل المركبة لأي سبب يتم توفير مركبة اخرى تقل الركاب على الفور.
وأوضح أن خدمة النقل تغطي المسارات من المطار إلى قلب المدينة وبقية مدن ومناطق الإمارات، مشيراً إلى عدم تلقى الادارة أية شكوى من السائقات بشأن الطرقات أو محاولة تحرش من قبل الزبائن أو غيرها خصوصاً أن الزبائن فقط من “الأسر أو النساء “، منوها أن تعرفه فتحة العداد من المطار إلى الشارقة 20 درهماً، وإلى دبي 40 درهماً. وبشأن الشروط التي يتم من خلالها اختيار السائقات، قال حسن السيرة والسلوك والكفاءة والقدرة على تحمل العمل، والالتزام بالزي “حجاب وكاب على الرأس” إضافة الى الشروط القانونية وحصولها على رخصة القيادة .
وأضاف أن الخدمة أيضا متوفرة عبر الحجز الآلي للأجرة النسائية، التي أطلقتها المؤسسة مؤخراً، عن طريق الحجز والتوزيع، حيث على طالب الخدمة أن يقوم بالاتصال على الرقم المجاني 600545455 لتتوافر له الخدمة حيثما كان، لنقل الطالبات إلى الجامعات أو النساء إلى المستشفيات، أو إلى أي وجهة يرغبن بالوصول اليها، وتقل هذه المركبات النساء والعائلات إلى الأماكن داخل وخارج الإمارة كافة من أجل منح الفرصة للسيدات بالمحافظة على خصوصيتهن في مركبة الأجرة، بتوفير مركبة تقودها سيدة.
التاكسي النسائي يوفر الخصوصية
أكد عدد من الأسر أن فكرة وجود امرأة في المطار تقود مركبة أجرة فكرة حضارية وجميلة إضافة الى تماشيها مع الدين والعادات والتقاليد، فهي تكفل روح الخصوصية للأسرة، كما أن التعامل مع امرأة عربية يكون أكثر سلاسة وراحة من التعامل مع سائق آسيوي خاصة فيما يتعلق باللغة، بينما أكد عدد من النساء أن الركوب مع “سيدة” يحقق شعور بالأمان والراحة والاطمئنان خصوصا إذا كانت الرحلة طويلة أو في وقت متأخر. وطالب عدد من رواد المركبات بضرورة تعميم التجربة عبر إنزال هذه المركبات الى قلب المدينة ومضاعفة عدد من المركبات التي تقودها نساء.
وقالت تسنيم محمود “طالبة في جامعة الشارقة” إنها تضطر أحياناً إلى استخدام مركبة أجرة ووجدت أن خيار “مركبة تقودها سيدة” هو الخيار الأمثل، مؤكدة أننا نعيش في بلد الأمن والأمان ولكن لا بأس من توفير المزيد من الطمأنينة.