8 يوليو 2010 19:51
تدريب الطلاب خلال الإجازة الصيفية يعتبر أحد أشكال التدريب الهادفة إلى تعريف الطلاب بواقع البيئة العملية وما تحتاج إليه من جد وانضباط، كما أنه من جهة أخرى يتيح الفرصة لمؤسسات القطاع الخاص للتعرف على إمكانات الطلاب ومهاراتهم، هذا بالإضافة إلى فوائده فيما يتعلق بتوجيه الشباب نحو الاستفادة من الإجازة الصيفية.
وللتدريب الصيفي في الكثير من الوزارات والهيئات هدف واضح، فهو في شكله العام نوع من التأهيل العملي لطلاب أوشكوا على دخول سوق العمل، يتوجب أن يلموا بسماته وملامحه، ويجربوا طقوسه قبل الولوج إليه مباشرة، كذلك فهو فرصة لتعويض غياب الكثير من الموظفين الذين يبدأون في مغادرة الإمارات بداية من أشهر الصيف الحارة.
وانطلاقًا من هذا الهدف تفتح الوزارات والدوائر الحكومية أبوابها لتسجيل الراغبين في التدريب وفق شروط محددة تضعها وزارتا «التربية والتعليم» و»الشباب والتعليم العالي والبحث العلمي» كنوع من المكافأة للناجحين، وفرصة لإشراكهم في الحياة العملية في عمر مبكر.
يبدأ التسجيل للتدريب الصيفي في الكثير من الوزارات منتصف شهر يونيو من كل عام، حيث يشترط في المتقدم أن يكون من مواطني الإمارات، وأن يكون قد اجتاز السنة الدراسية بنجاح، وتأكد انتقاله للسنة اللاحقة. كما يشترط على المتدرب الالتزام بالقواعد الإدارية التنظيمية المعمول بها في الجهة التي سيتدرب فيها، على أن يبدأ التدريب فعليًّا خلال شهر يوليو، ويستمر حتى مطلع شهر سبتمبر وقبل بداية العام الدراسي الجديد بأسبوعين حتى يتسنى للمتدرب أخذ قسط من الراحة والاستعداد للعام الدراسي الجديد.
وحسب نظام التدريب الصيفي تفتح كل وزارة أو دائرة حكومية باب التسجيل للراغبين في التدريب من الذين تنطبق عليهم الشروط، وتعمل على فرز الطلبات، ثم توزع المتدربين على الأعمال التي يرغبون التدرب عليها أو التخصصات التي تتكامل مع تخصصاتهم الدراسية.
وبالرغم من أن كل متدرب يحصل على مكافأة شهرية فإنه لا توجد ميزانية محددة للتدريب الصيفي نتيجة لتعدد جهات التدريب، وتنوعها بين جهات محلية تتبع الحكومات المحلية وجهات أخرى تتبع الحكومة الاتحادية.
إن الكثير من الطلبة الذين استغلوا إجازتهم في التدريب الصيفي في بعض المؤسسات والوزارات أكدوا أن التدريب لا يعود بالنفع عليهم وحدهم، بل تستفيد منه الجهات الحكومية والخاصة بنفس القدر، نتيجة للنقص الكبير الذي تشهده في عدد موظفيها، بسبب موسم الإجازات الذي يبدأ فعليًّا مع بداية التدريب الصيفي. فالمتدربون يعوضون الفراغ الذي يخلفه سفر الموظفين، كذلك فإنه يتيح لتلك المؤسسات التعرف على إمكانيات المواطنين مبكرًا قبل توظيفهم بصورة فعلية بموجب سياسة التوطين التي تنتهجها الدولة.
الانضباط الوظيفي وتحمل المسؤولية كان لهما بالغ الأثر في مواصلة التدريب والاستفادة منه، تقول سالمة الكعبي، طالبة متدربة: «لقد شعرت أنني موظفة لا متدربة، حتى إنني مارست بعض هذه المسؤوليات على موظفين دون أن يشعروا أنني متدربة، وقد استفدت الكثير من الوظيفة التي أنا أقوم بها». وتلفت سميرة يونس، طالبة جامعية، إلى أنَّه»بالرغم من أن الجامعة قد توفر تدريباً عمليًّاً لبعض التخصصات، فإن ذلك لا يعدو أن يكون بيئة عمل افتراضية لا تقارن بالعمل الحقيقي بقيمه وظروفه. ومن هنا فالتدريب مهم ومفيد، لكن المتدرب لن يحقق الفائدة المطلوبة إلا باكتساب بعض الخبرات من أصحابها العاملين في تلك المؤسسات. وإذا نظرنا إلى خروج معظمهم في إجازة، بالإضافة إلى قصر مدة التدريب فالمنفعة ستكون محدودة».
شارك العام الماضي في التدريب الصيفي، وأصبح هذا العام أكثر إصرار على المشاركة في الهيئة التي عمل بها سابقا، يقول سالم صالح: «أصبح لي دخل شهري، إنها سعادة لا توصف أن يشعر المرء بمال كسبه من العمل، لقد استفدت الكثير مثل الاعتماد على النفس، والصبر والالتزام. كما استفدت كثيراً من مواقع العمل التي عملت بها في كل قسم، وهذا يجعلني أفكر بعد التخرج من الجامعة أن أعمل في هذه الهيئة التي تدربت بها حيث املك خبرة وظيفية لابأس بها»
المصدر: أبوظبي