مراد المصري (دبي)
مازال سالم جوهر، نجم منتخبنا الوطني ونادي العين، صاحب واحدة من الصور الراسخة في تاريخ رياضتنا، وهو الذي تقلد شارة القيادة لرفع درع دوري أبطال آسيا، البطولة القارية التي ينفرد بها «الزعيم» بين أنديتنا، وهو ما جعله يحلم بتكرار الصورة، وقال: «أتمنى أن أشاهد لاعباً إماراتياً آخر يرفع الدرع الآسيوي مرة أخرى، بالطبع في حال توج العين باللقب الآسيوي سأكون سعيداً للغاية، وحتى لو نجح بذلك فريق آخر فإنني سأكون سعيداً أيضاً، فجميع الفرق سفراء للوطن، ونتمنى التوفيق للوحدة في مهمته المقبلة، وأن يواصل المضي قدماً فيها».
وأكد جوهر، أن سقف الطموحات في رياضتنا يجب أن يبقى مرتفعاً، سواء على صعيد الأندية أو المنتخب الذي نأمل أن يجد طريق العودة إلى نهائيات كأس العالم المقبلة، وقال: نعيش في الوقت الحالي في زمن طغت فيه المادة بمقابل أصبحت الموهبة عملة نادرة، وهذا الأمر لا يساعد «الأبيض»، لكن رغم ذلك، نتطلع أن ينجح الهولندي فان مارفيك في إيجاد الصيغة اللازمة من أجل ضبط صفوف المنتخب في الفترة المقبلة، كما نجح بذلك مع المنتخب السعودي، حيث برزت جهوده من خلال النتائج التي حققها، رغم أنه لم يخضع المنتخب وقتها لمعسكرات طويلة.
واعتبر جوهر، أن عودة العين خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالي، وإعادة ترتيب صفوفه، كان أمراً متوقعاً، بالنظر لما يحظى به «الزعيم» من دعم لا محدود من قيادته، واصفاً ما حدث بمثابة «كبوة الفرق الكبيرة»، وقال: «جميع الفرق الكبيرة تمر بمرحلة كبوة وتعود أقوى، ويمكن النظر إلى ريال مدريد على سبيل المثال وغيره من الفرق، ودائماً عودنا العين أن يعود أقوى من الكبوات، وأرى أن التغييرات التي طرأت على عدد من اللاعبين ومجلس الإدارة أمر طبيعي في عالم كرة القدم».
وفيما يتعلق بالتعاقدات التي قام بها العين، قال: «أرى أن كايو الأبرز بين اللاعبين الأجانب بالنظر لمعرفتنا بقدراته، كما أنه قدم مستويات مميزة في الفترة الأخيرة، وأرى أنه أفضل من زميله السابق فابيو دي ليما، وبالمجمل العام فإن العين نجح بضم لاعبين أجانب ومواطنين أراهم قادرين على تقديم الإضافة، لكن الأهم هو كيفية الوصول للمنظومة الصحيحة في طريقة اللعب، وهو الأمر الأهم من الأسماء الفردية، من خلال استخراج الأفضل من هذه الأسماء كمجموعة معاً في الميدان».
ووجه سالم جوهر نصيحة للاعبين الوافدين الجدد للفريق، خصوصاً ثنائي عجمان محمد هلال ومحمد شاكر، بحكم أن جوهر نفسه انضم للعين من عجمان، وقال: «الأهم هو القتالية ومحاولة تقديم الأفضل في الوقت الذي سيتاح لهما في حال أرادا التواجد في التشكيلة، كلاهما قادمان من فريق مجتهد، لكن الأمر مختلف في العين، حيث هناك منافسة قوية من أجل اللعب في ظل توفر نخبة من اللاعبين في كافة المراكز، لذلك التركيز الذهني ومحاولة الاستفادة وإثبات الوجود مهما كان عدد الدقائق التي يحصلون عليها أمر أساسي».
وتابع: «مازلت أذكر حينما انضممت للعين ووقتها تواجدت أسماء كبيرة في صفوف الفريق، لكن واصلت القتال وتقديم أقصى طاقتي في التدريبات، وفي أول فرصة حصلت عليها حينما شاركت نجحت بتسجيل هدف في مرمى الوحدة في مسابقة الدوري، وهو الهدف الذي حررني وجعلني أنطلق بمستوى أقوى بعد ذلك وأقدم مسيرة افتخر بها مع العين».
واعتبر جوهر، أن تجديد عقود أغلب اللاعبين المواطنين مع الفريق من «الحرس القديم»، إنما يعكس العلاقة الوطيدة بين اللاعبين والنادي، وأن الهدف الأول هو الطموح، وقال: «العين يقدم دائماً طموحاً للاعبين للمنافسة محلياً وحتى خارجياً، أسوة بالمنتخب الوطني، لذلك فإن اللاعبين لم يلتفتوا للعروض القادمة من أندية أخرى، ورغم نهاية عقودهم انتظروا، وهو ما يؤكد وجود الانسجام بينهم والبيئة المحفزة لهم للاستمرار، وأرى أن تمديد العقود لفترة زمنية تتراوح بين 4 و5 سنوات، أمر إيجابي من ناحية منح اللاعبين الطمأنينة والتركيز على كرة القدم فقط».