علي معالي (الشارقة)
عندما نتحدث عن كأس أمم آسيا لكرة القدم، يتذكر الجميع المدرب الكبير خليل الزياني (72 سنة)، عميد المدربين العرب، وصاحب الإنجاز السعودي الأول في أمم آسيا، عندما قاد الأخضر لتحقيق اللقب عام 1984 في النسخة التي جرت في سنغافورة، ومنذ ذلك التاريخ لم ينجح أي مدرب عربي في أن يحقق هذا اللقب القاري الكبير.
الزياني قال لـ«الاتحاد» إن تجربة الأخضر في المجال الآسيوي كبيرة ومشرفة، لكننا في الكرة العربية الآسيوية، إذا تقدمنا خطوة واحدة للأمام، فإن المنتخبات الأخرى ومنها اليابان وكوريا وغيرهما تتقدم خطوتين، لذلك علينا أن نكون حذرين للغاية بأنه لا يجب أن أن نعود للخلف مرة أخرى بل علينا النظر للأمام وأن نخطط بالشكل المناسب للمستقبل، ودائما ما تكون الأمم الآسيوية محطة مهمة للحصول على نتائج العمل المثمر في الاتحادات والمنتخبات القارية.
وأضاف: التجارب وحدها لاتكفي لتحقيق الألقاب بل لابد من العمل والتنظيم للمستقبل، والغياب العربي عن عدم التتويج طويلا بكأس أمم آسيا له العديد من الأسباب، أبرزها أننا انطلقنا بقوة في فترات معينة، ولكن لم نستمر في هذا العمل، وفي المقابل استفادت المنتخبات الأخرى مما حققناه وكنا نفكر به، وبدؤوا في ترتيب أنفسهم على مستوى اللعبة، ومن ناحية التنظيم الإداري ليقدموا نموذجا جيدا في اللعبة، ودخلت الكرة العربية في بعض الأمور التي جعلتنا نقف عند نقطة بعيدة عن منصات التتويج.
وقال: على منتخبات السعودية والإمارات والأردن والبحرين وعمان استغلال عدة نقاط في غاية الأهمية، أولا المنتخب السعودي بالتشكيلة والمجموعة الحالية قادر على العودة لزمن البطولات والألقاب الآسيوية من خلال مجموعة جديدة من اللاعبين أصحاب الكفاءات الفنية العالية، وكذلك إقامة البطولة في الإمارات، تجعل الأخضر يلعب وكأنه في المملكة من حيث الدعم الجماهيري، وهو نفس الدعم المعنوي لبقية المنتخبات العربية الأخرى.
وواصل: المنتخب الإماراتي يتطور بوضوح رغم معاناة الدور الأول، ويجب ألا تمر الفرصة من بين يدي الأبيض، خاصة وأن الدولة لا تدخر جهدا في تقديم كل يسهم في تطوير الأندية والمنتخبات، ووجود البطولة على أرض زايد الخير هذا في حد ذاته أكبر دافع للاعبين في ظل الأجواء الجميلة.
وتابع: سيكون للجماهير سواء مع المنتخب السعودي أو الإماراتي الدور البارز في السير قدما في البطولة، مع إيمان وثقة اللاعبين بأنفسهم وقدراتهم، ولابد للجهازين الفنيين سواء في الأخضر أو الأبيض أن يهتما كثيرا بالجانب النفسي للاعبين قبل وبعد المباريات، لأن ذلك واحد من الأسرار المهمة التي حققت بها أول لقب للسعودية في أمم آسيا. وتابع الزياني: على المنتخب العربي الذي يرغب في الفوز باللقب أن يسير مباراة بمباراة وأن يفكر في كل مباراة على حده، وأن يثق في الأساس في قدرتهم على تحقيق الانتصار تلو الآخر. وأكد خليل الزياني بقوله: قبل أمم 1984 في سنغافورة لم يكن للمنتخبات الآسيوية مثل اليابان وكوريا قوة المنافسة، ولكن تغير الوضع في الوقت الراهن ودخلت أستراليا على خط المنافسة أيضا لما تمتلكه من قوة ضاربة للاعبين يشاركون في دوريات أوروبية مختلفة، وبدأت كوريا الجنوبية واليابان ومعهما من قبل إيران في تنظيم أنفسهم حتى أصبحت السيطرة لتلك المنتخبات وتنحت المنتخبات العربية تاركة المجال للآخرين، وخير دليل على ذلك أن السعودية توجت 3 مرات ومرة واحدة لكل من الكويت والعراق.
وزاد: اهتمت المنتخبات الآسيوية المتطورة حاليا بإرسال لاعبيهم للخارج للاحتراف، ونحن أغلقنا الباب على أنفسنا لنصل للمستوى والنتائج الحالية على مستوى القارة.
وعاد الزياني للحديث عن اللقب السعودي الأول التي قائلا: تضافرت الجهود بين الإدارة واللاعبين والجهاز الفني، إضافة إلى ذلك أول مرة يخوض فيها الأخضر بعناصره تجربة على نهائي بطولة قارية، ولا زلت أتذكر مثل غيري تلك الملحمة في سنغافورة التي سطرها نجوم الأخضر تحت زخات المطر، لدرجة أن القمصان البيضاء التي كان يرتديها لاعبو الفريق تحولت إلى اللون الأسود بسبب الوحل الذي تواجد في أرض الملعب من جراء الأمطار.
ونوه إلى أن مباراة الصين التي تفوقنا فيها 2/ صفر في النهائي، كانت إنجازا كبيرا وهناك ذكريات كثيرة لا تنسى مع هذا اللقب، خاصة بعد انتصارات لأول مرة بهذا الشكل، وتواجد معي في أمم آسيا في ذاك الوقت مجموعة من اللاعبين تم اختيارهم بعناية وكانوا من أفضل اللاعبين».
وتحدث الزياني عن مباراة لا ينساها قائلا:«كانت ضد إيران لأنها نقلتنا للمباراة النهائية ضد التنين الصيني، حيث واجهناهم في الدور قبل النهائي، ويومها حققنا التعادل ثم تم اللجوء إلى ركلات الترجيح، وفيها حققنا الفوز ليصبح الطريق مفتوحا على مصراعية لتحقيق اللقب، وقد كان لنا ما نريده».