نسرين درزي (أبوظبي)
ساحة «الوثبة كاستم شو» من المناطق الأكثر استقطاباً للجمهور ضمن مهرجان الشيخ زايد التراثي، لما تمثله من روح المغامرة والتشويق والتعرف من خلال المسابقات الميدانية إلى أفضل الطرق لتجديد السيارات الكلاسيكية وتزويد محركاتها. والفكرة اللافتة التي تقدم للسنة الثانية على التوالي تتعدى جوائزها 2 مليون درهم، وتخاطب فئة الشباب الإماراتيين الذين يشكلون 80% من الهواة ممن يطلعون بدقة على أداء المحترفين العالميين الشغوفين في هذا المجال، وهم جاؤوا خصيصاً إلى أبوظبي للمشاركة في 29 ورشة تصليح وإعادة تصميم، بما يتناسب مع استخدامات السيارات العصرية، ويأتي ذلك كله في إطار تشجيع الجيل الجديد على الإبداع والابتكار في مجال تطوير السيارات ضمن فئات تم تحديدها لتعزيز هذه الرياضة.
25 خبيراً
المشهد الحيوي الذي يرسمه جناح «الوثبة كاستم شو»، يتمثل في حضور أكثر من 25 خبيراً عالمياً ضمن 4 فرق متخصصة لتجديد 4 سيارات صنعت في خمسينيات القرن الماضي من أميركا وفرنسا وإيطاليا، وعدا عن أجواء العمل المتواصل على مرأى من زوار المهرجان، تقام في هذه المنطقة مسابقات وفقرات خاصة، بينها طرح مواصفات خاصة مثل تخفيف وزن جسم السيارة وتزويد محركها، وإعادة بناء السيارات الكلاسيكية من الألف إلى الياء. وتُعرض أعمال المشاركين في الورش من الشباب على لجنة حكم محترفة تمنح الدرجات للمتسابقين بحسب الفئات وما يستحقه الفائزون بالمراكز الأولى.
فئات ومحركات
تحرص الفعالية الأولى التي تستضيفها «الوثبة كاستم شو» على تحديث شكل السيارات القديمة على أن تبقى بكامل جاهزيتها وكفاءتها، ويكون ذلك على 3 أقسام، الأول للسيارات المصنعة في الفترة من 1950 إلى 1970، والثاني للسيارات المصنعة من 1980 إلى 1990، والثالث للسيارات المصنعة من 1990 إلى 2010. أما الفعالية الثانية، فتعنى بتخفيف وزن جسم السيارة وتزويد محركها ليصبح أكثر قوة، وتصبح السيارة أكثر سرعة، وقد تم تخصيص 4 فئات للرابحين تقسم على 4 جوائز. وتهتم الفعالية الثالثة بإعادة بناء السيارات الكلاسيكية، والتي يعمل فيها المتسابقون على إعادة السيارة القديمة إلى حالتها السابقة التي كانت عليها سنة التصنيع، والجائزة هنا مقسمة على المراكز الستة الأولى.
4 فرق عالمية
تستضيف «الوثبة كاستم شو» ضمن مهرجان الشيخ زايد التراثي أكثر من 25 خبيراً عالمياً، تم توزيعهم على 4 فرق دولية، بهدف تقديم الشرح اللازم لكيفية إعادة بناء السيارات القديمة والعمل على ضمان كفاءتها وجودتها، وتمت دعوة الفرق المشاركة من أهم الدول التي اشتهرت بصناعة السيارات العريقة الممتدة حتى اليوم، حيث قصد العاصمة أبوظبي فريق من أميركا، وفريق من إيطاليا، وفريقان من فرنسا. وضم كل فريق بين 5 و7 خبراء متخصصين، دورهم العمل على تجديد سيارات صنعت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، والورش التي شارفت على نهايتها داخل منطقة «الوثبة كاستم شو»، واستغرق العمل في كل منها مدة أسبوعين، إذ ليس من السهل القيام بأعمال تحديث في الشكل والإبقاء على جودة المحركات تماماً كما في السابق أو حتى أفضل.
مبادرة إبداعية
يعبر جمهور الشباب ضمن مهرجان الشيخ زايد التراثي عن إعجابهم بالفعاليات المخصصة لهم، لاسيما «الوثبة كاستم شو» التي يعتبرونها مبادرة إبداعية مفيدة ليس فقط لهواة السيارات، وإنما كذلك للباحثين عن مجال جديد للابتكار والتفرد.
وذكر عبدالله الهاجري الذي كان يمعن النظر في كيفية العمل على سرعة المحركات، أنه منذ صغره يهوى اللعب بالسيارات وتفكيكها وإعادة بنائها، وقال إن ورش العمل ضمن «الوثبة كاستم شو» حققت له جزءاً من حلم الطفولة الذي اعتقد أنه بعيداً عن مستوى التطبيق، وبالنسبة له، فهو ينوي دخول مجال الهندسة الميكانيكية لللانخراط أكثر في أجواء صناعة السيارات وتطويرها والاهتمام بتصاميم هيكلها بما يخدم الشكل والسرعة في آن.
واعتبرت سارة العلي أن السيارات الكلاسيكية إبداع من المؤسف أن يندثر لما يشكله من بصمة حيوية تترافق على مدى الأجيال، وأشارت إلى أنها تقتني سيارة مرسيدس قديمة وتهوى هذا النوع من الآليات قليلة الحجم والارتفاع. ولفتت إلى أن عالم السيارات ليس حكراً على الشباب وإنما يدخل كذلك في اهتمامات الكثير من الفتيات والنساء اللاتي يهوين التعرف إلى تاريخ تطور السيارات عبر العصور، وهذا برأيها ما يوفره مهرجان الشيخ زايد التراثي في الإضاءة على ورش العمل الميدانية لتجديد المحركات، وتجميل الهيكل الخارجي للسيارات الكلاسيكية.
تشجيع المواهب الشابة
يجد المتميزون من المشاركين في «الوثبة كاستم شو» فرصة للانطلاق بقوة في عالم تعديلات السيارات عبر الجوائز المادية الضخمة، خاصة وأن المهرجان يوفر لهم كل وسائل الدعم، من خبراء وعمال ومساعدين وقطع غيار، وكل هذه الجهود تتضافر للعمل على تعزيز وتشجيع المواهب الشابة، وتشكيل جيل قادر على تطوير السيارات من داخل الإمارات.
وقد أثنى سيف المنهالي على إعادة طرح فعالية «الوثبة كاستم شو» ضمن المهرجان للسنة الثانية على التوالي، لما تتركه من أثر طيب لدى الزوار عموماً وفئة الشباب خصوصاً. وقال إنه شارك في أكثر من ورشة تطوير للسيارات المعروضة في الجناح، وفوجئ بحجم العمل المطلوب لتغيير حجم السرعة أو مستوى الدفع في كل سيارة، لاسيما أن درجة التركيز لابد أن تكون عالية، وعلى مستوى من الحرفية. وذكر أنه من المهم للعاملين في هذا المجال أن يعتمدوا على خبرة طويلة والاستعانة بحرفيين متخصصين، لأن الأمر ليس سهلاً كما يظن البعض.
عرض جماهيري
تقيم منطقة «الوثبة كاستم شو» ضمن مهرجان الشيخ زايد التراثي عرضاً جماهيرياً للسيارات الكلاسيكية أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع، وتشارك في كل عرض أكثر من 10 سيارات، وتمنح هدايا تقديرية للمشاركين.