بجمرة لهب الأيام تحترق ذكرياتي وأوراقي مع جمال الحياة وتلك الإنسانة تمازج كبرياؤها بدموع لازالت تتنهمر كل ليلة وثانية من دقائق عمرها·
لاشك أننا قد نزرع بذور الحياة والحب في كل شبر من قلوب الآخرين ونحاول أن نمنح الوفاء ونصنع الإخلاص وعمل الخير ولكن حين تكتشف أننا مازلنا نعيش في وهم وخداع وما زالت الطقوس واللعنة تهب برياحها نحوك والظلم والتظلم يلاحقان ركب الحياة، وقد تجد نفسك محاطاً بأسوار الكآبة والانفعال وأيضا هو الجنون والحيرة·
تبتهل إلى الله أن يعينك على ما أصابك من هم وتدعوه أن يزيل تلك الغيوم المحاطة بك عنوة·
هي جمرة لهب حين تلامسها تلسعك نارها ثم لا تكاد تبعد يديك بسرعة رهيبة، ولكن كيف لك أن تبعد قلبك عمن يجاورك احساسك وحياتك؟!! كأنني أشبه الجمرة بالكلمة القاسية التي تفتك بالفؤاد وتشله في نفس الوقت، هكذا نحن حين نسمع جملة غير معتادة في قاموس حياتنا نحاول تجنبها ولكن أين وإلى أي مدى نحاول الفرار··؟!
ألهذا الحد علينا أن نصمت وألا نتفوه بما نرغب أن ندافع عنه؟
ألهذا الحد نحن نزرع الخير والمحبة للآخرين وهم ينبشون الزرع ويُخربونه؟
ألهذا الحد نحن نعيش الكراهية والغيرة والحسد اليوم··؟
ألهذا أصبحت الحياة لا تطاق بناسها وأهلها ومن أقرب المقربين؟
أترى هي التي فقط تتفوه أو التي تتنفس الهواء العليل؟
أم هي زفرات الألم حين تحيط بالتائهين؟
أتعجب كيف هو حالنا اليوم وكيف أصبحت المادة تطغى على النفوس الجاهلة؟
ولا شيء غيرها··!!
تعيق مشوارك تصمت فاهك·· تعيد حساباتك·· تفتك بأواصر الخير في قلب جارك··
تفتت كل شيء لمن هم حولك ولأحوالك··!!
هكذا هي المادة وربما غيرها من زفرات الألم الذي تعانيه أيها الإنسان·· عراقيل تسد ثغور الفرحة في قلوبنا برغم صمتنا وقلة حيلتنا··
ولا زلنا نعيش الوهم رغم تفانينا وخدمتنا للآخرين··
إلا أننا أيضا مازلنا متمسكين بقدرة الله تعالى في تغير النفوس إلى الأفضل··
هاهي يداي الآن ترتجفان من الكتابة لمجرد كانت هنا زفرة ألم·· ورحلت نحو·· مدى آخر!!
موزة عوض ــ العين