أحمد البلوشي: أثق بقدرتي على الإبداع في التصوير

“ إذا رأيت صوراً جميلة التقطتها كاميرات غيري لا أشعر بالغيرة، لأنني أثق أنني قادر على الإتيان بمثلها...” كلمات عبر بها المصور الإماراتي أحمد خميس البلوشي عن ثقته بنفسه وإيمانه بموهبته، وما يقدمه في عالم التصوير وإن كان يعترف أنه لا يزال في بداية الطريق، ويلزمه الكثير ليصل إلى درجة المحترفين. يدرس أحمد البلوشي إدارة الأعمال في كليات التقنية العليا في مدينة العين، وتعتبر هواية التصوير الفوتوغرافي والتصميم على الكمبيوتر باستخدام الفوتوشوب من أكثر ما يمارسه في أوقات فراغه لما يجد فيهما من متعة منقطعة النظير. يتحدث البلوشي عن علاقته بالتصوير وما الذي دفعه للتعمق في عالمه ويقول :” عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري كنت أرى والدي وخالي يمارسان التصوير بكاميرا فيلمية، ويلتقطون صوراً جميلة تلفت الانتباه، وكلما تصفحت ألبوماتهم التي تحوي صورا تذكارية للعائلة وأخرى للطبيعة والورود وغيرها شعرت برغبة في تقليدها، وفعلا قمت بالإمساك بالكاميرا والتقاط مجموعة من الصور وعرضتها على العائلة، ومن ثم في المنتديات الإلكترونية حيث كنت طالباً في مدرسة نموذجية وتعلمت فيها منذ سن مبكرة كيف أتعامل مع الحاسوب وبرامجه ومواقعه بمهارة، فوجدت التشجيع من الجميع وبالأخص خالي الذي أعتبره معلمي الأول في التصوير إذ عمل على تطوير حسي ومهاراتي التصويرية بكل ما أوتي من قوة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه” الخال المدرب ويتابع :” حكايتي مع الاحتراف بدأت منذ 4 سنوات أي منذ بدأت أتعلق بالتصوير وأمارسه بشكل مستمر، وذلك بعد أن جمعت من مصروفي لأشتري بها كاميرا متطورة أكثر من الكاميرا الديجيتال التي كنت أصور بها واستشرت خالي بنوع الكاميرا المناسبة فنصحني بكاميرا كانون 400D على أساس أنها ليست كاميرا احترافية، وفي ذات الوقت ليست كاميرا عادية وسعرها مناسب وتناسب الهواة مثلي، وبعد أن اشتريتها بدأت أجربها على حديقة منزل العائلة أصور الورود والأشجار ووجوه أطفال أقاربي، ومن ثم أنزلهم على الكمبيوتر وأتفحص مواطن الجمال فيهم والقوة والضعف وحصرت العيوب فيها بين اهتزاز الصورة وإضاءتها وبعد أسبوع توجهت لخالي لأستفسر منه عن السبب والعلاج وبحكم خبرته الطويلة أرشدني لذلك وأعطاني دروساً في آلية عمل الكاميرا وكيف تتكون الصورة وطريقة التقاط صورة ناجحة ومميزة وأهمية توزيع العناصر في الصورة بشكل متوازن فيما يسمى بشكل الصورة الجمالي وكيف أنتقي الزاوية الصحيحة في التصوير وغير ذلك مما اعتبرته أساسيات مهمة بنيت عليها بعد ذلك موهبتي وفني في التصوير” لم تكن علاقة البلوشي بخاله علاقة عادية فقد زاد هذا القاسم المشترك بينهما من التواجد معا في نزهات ورحلات بغرض التصوير إلى أماكن مختلفة في مدينة العين وسلطنة عمان بوصفهما مكانين يزخران بالتراث والطبيعة الخلابة، وصارا يصوران كل بكاميراته، وتارة أخرى يتبادلان الكاميرات لكون الكاميرا التي يصوربها خال البلوشي احترافية أكثر مما يسهم في تعلمه عليها وملاحظة الفرق بينها وبين كاميرته الشخصية. العلاقة مع الكاميرا يعتقد الكثيرون بأن الكاميرا هي من تصنع الصورة لكن في الحقيقة وفق ما ذكره البلوشي أن الكاميرا مهما كانت متطورة واحترافية لا يمكنها صنع صورة مميزة وجميلة بدون أن يديرها ويحسن استخدامها مصور مثقف مطلع موهوب يعرف كيف يمسك الكاميرا ويغير اعداداتها وفق الشيء المراد تصويره ويختار العدسة المناسبة ويضبط باقي اعداداتها. الطبيعة الصحراوية الخاصة بدولة الامارات هي أكثر ما يجذب البلوشي في التصوير، فعندما يخرج ليصورها في أوقات مختلفة من اليوم يشعر بأن لكل وقت ميزة تختلف عن الأخرى فوقت الشروق يختلف عن الغروب وعن ظلمة الليل التي تعكس نفسها على الرمال الناعمة التي أبدعها الخالق سبحانه، بالإضافة إلى وجوه الأطفال التي يعشق أحمد تصويرها لما تتسم به من براءة وعفوية وابتسامات غير مصطنعة. برامج التصوير على الرغم أن البلوشي يمتلك مهارات التعامل مع برنامج الفوتوشوب الذي يستخدمه في تصميم المواقع، لكنه قليلًا ما يعرج عليه لتعديل صوره فهو ضد استخدام الفوتوشوب المبالغ فيه في تعديل الصور، والذي بدوره يفقدها صدقيتها خصوصا أنه يحرص على وضع صوره في منتديات ومواقع عربية وعالمية ليعرف العالم بمدينة العين وجمالها، مما يتطلب منه الصدقية والأمانة في نقل ذلك عبر عدم العبث بصوره كإضافة عناصر لها غير موجودة فيها أصلا مما يخدع المتلقي الذي يراها. رأي في مسابقات التصوير يحجم أحمد البلوشي عن المشاركة في المسابقات الخاصة بالتصوير، لأنه يشعر أنها لن تضيف له شيئاً فهي تظهر للمصور مكانه عبر ترشيحه لأحد المراكز الأولى دون أن تقدم النقد البناء للمصورين الآخرين، وتناقشهم بأخطائهم ليطوروا من أنفسهم ويرتقوا بمواهبهم.