عدد اليوم
سيد الحجار (أبوظبي)
في مشهد أعاد إلى الأذهان فترة الطفرة العقارية بأبوظبي، وبعد غياب سنوات لظاهرة اصطفاف المشترين لشراء العقارات بالعاصمة، اصطف آلاف المشترين أمس، لشراء وحدات بمشروع «الريمان» الذي أطلقته شركة الدار العقارية بمنطقة الشامخة بقيمة ملياري درهم، والذي يضم 786 قطعة أرض سكنية مخصصة لبناء الفلل، و220 قطعة أرض تجارية مخصصة للمباني التي تضم محالاً وشققاً سكنية.
وخلال ساعات من فتح باب الحجز أمس، انتهت «الدار» من بيع كامل الأراضي السكنية، فضلا ًعن بيع معظم الأراضي التجارية، لتحقق مبيعات بنحو 1.6 مليار درهم، وسط ازدحام شديد من المشترين، الذين تسابقوا لحجز مواقعهم أمام مقر مركز مبيعات الدار في جزيرة ياس، قبل يوم كامل من فتح باب الحجز، ما استلزم تدخل أفراد الشرطة لتنظيم المرور بالمنطقة، وتنظيم عمليات دخول المشترين لموقع المبيعات.
وتبدأ الأسعار بالمشروع من 690 ألف درهم لقطع أراضي الفلل، و4.69 مليون درهم لقطع الأراضي التجارية، حيث تتوفر أراضي الفلل بمساحات 500 إلى 1000 متر مربع، فيما تتوفر مساحات أراضي المباني بـ 4.5 و5.3 و7 آلاف متر مربع.
وقال معن العولقي، المدير التنفيذي للشؤون التجارية في شركة الدار العقارية لـ«الاتحاد» إن الإقبال الكبير على شراء الأراضي بمشروع «الريمان» يعكس استقرار وقوة ومتانة السوق العقاري، وسط مؤشرات على نمو متوقع للسوق، واستمرار الطلب لاسيما على المشاريع المناسبة لذوي الدخل المتوسط، حيث يعد «الريمان» ضمن مشاريع الدخل المتوسط التي تتماشى مع استراتيجية الدار الناجحة، والتي ترتكز على تطوير الوجهات الاستثنائية والتوسع إلى مناطق جديدة في أبوظبي.
وأرجع العولقي الإقبال الملحوظ على شراء العقارات بالمشروع إلى الأسعار التنافسية، فضلاً عن الموقع المتميز بمنطقة الشامخة، في ظل تفضيل كثير من المواطنين لشراء أراضي بالمنطقة، فضلا عن طرق السداد الميسرة، مؤكداً أن هذا الإقبال يعكس تعطش السوق لمشاريع الأراضي ذات الأسعار المناسبة.
وأضح أن المشروع يعد بمثابة منطقة استثمارية تقع في الشامخة بالقرب من مطار أبوظبي الدولي، حيث يضم قطع أراضٍ سكنية وتجارية للبيع لجميع الجنسيات، مضيفاً أن «الدار» ستوفر الأراضي للمشترين، والذين يباشرون بعد ذلك تصميم وإنشاء الفلل أو المباني السكنية بالشكل الذي يرغبون به، ضمن حدود المساحة الطابقية الإجمالية الموافق عليها.
وذكر أن «الدار» توفر خطط سداد ميسرة عبر سداد 5% فقط للحجز، ثم 35% حتى موعد استلام الأراضي منتصف 2021، موضحاً أن المشروع يوفر عائداً استثمارياً متميزاً للمشترين يصل إلى نحو 10%.
وتوقع العولقي بدء عمليات البناء في المشروع خلال العام الحالي، حيث ستباشر «الدار» تجهيز البنية التحتية، فضلاً عن المرافق، موضحاً أن «الريمان» يمتد على مساحة إجمالية تبلغ 2.8 مليون متر مربع.
وأكد العولقي أن النسبة الأكبر من المشترين من المواطنين، والذين يفضلون شراء الأراضي بغرض السكن، فضلاً عن وجود مشترين من جنسيات أخرى، حيث يضم المشروع قطع أراض سكنية وتجارية للبيع لجميع الجنسيات.
بدوره، قال طلال الذيابي، الرئيس التنفيذي لشركة الدار العقارية، في بيان صحفي: يجسد مشروعنا الجديد مثالاً آخر على تميّز خططنا الاستراتيجية لتنفيذ وتطوير وجهات استثنائية، وذلك من خلال متابعة توجهات السوق العقاري وتلبية احتياجات المستثمرين وتوفير المشاريع الملائمة للسوق بأسعار مناسبة، وهو ما وفره تماماً مشروع «الريمان»، بتحقيقه مبيعات بقيمة 1.6 مليار درهم.
وأضاف: بعد أن شهد عام 2018 مبادرات حكومية هامة مثل «غداً 21»، فإننا نرى أثر هذه المبادرات على أرض الواقع، التي من شأنها أن تعزز من أداء السوق العقاري في أبوظبي.
إلى ذلك، أكد مشترون بالمشروع لـ «الاتحاد» إن الأسعار التنافسية وموقع المشروع وطريقة السداد سبب إقبالهم لشراء أراضي بالمشروع، مؤكدين حاجة السوق للمزيد من مشاريع الأراضي ذات الأسعار المناسبة، في ظل رغبة كثير من المواطنين لشراء أراضي سكنية في أبوظبي.
وقال أحد المشترين: تمكنت من شراء قطعة أرض سكنية بقيمة 900 ألف درهم، وذلك بعد حضوري لمقر مبيعات الدار منذ الساعة الثانية فجراً، حيث اضطررت لقضاء ساعات الليل في السيارة أمام موقع المبيعات، بعد تردد الأنباء على الإقبال الكبير على شراء الأراضي بالمشروع، وبناء على نصيحة الأصدقاء والوسطاء العاملين بالسوق العقاري، والذين رصدوا الاهتمام الكبير من المواطنين لشراء أراضي بالمشروع.
وقال مشتر آخر: جئت لشراء قطعة أرض سكنية منذ الساعة السادسة صباحا، إلا أنني فوجئت بالازدحام الشديد، في ظل توافد أعداد من المشترين منذ نهار يوم الجمعة لحجز موقع أمام قاعة المبيعات، بل علمت أن بعض المشترين جاؤوا منذ يوم الخميس، ولذلك لم أتمكن من شراء قطعة أرض سكنية، ولكن لم أضيع الفرصة وقررت شراء قطعة أرض تجارية، لاسيما في ظل تسهيلات السداد، مع سداد 5% فقط للحجز.
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي شكاوى من عملاء لعدم تمكنهم من حجز وحدات بالمشروع، بعد وقوفهم لساعات في طوابير الحجز، فيما أرجع مسؤولون بشركات تسويق عقاري الإقبال على شراء الأراضي بالمشروع إلى رغبة كثير من المواطنين في شراء أراض بغرض السكن في أبوظبي، مؤكدين أن الحضور والإقبال فاقا توقعات الجميع، وهو ما أدى لحالة الازدحام غير المسبوقة، والتي أعادت إلى الأذهان فترة الطفرة العقارية بأبوظبي.
