27 ابريل 2012
(كلباء) - اختتمت الأيام التراثية في كلباء فعالياتها، مؤخرا، ضمن احتفالات الدورة العاشرة لأيام الشارقة التراثية، تحت شعار “عقد من التراث”، والذي نظمته بلدية كلباء، بالتعاون مع المجلس البلدي. وأكد عبد الله اليماحي، رئيس المجلس البلدي لمدينة كلباء، ورئيس اللجنة المنظمة أن القرية التراثية، التي أقيمت في كلباء، وضمت كافة أوجه التراث المحلي، نجحت في استقطاب ما يزيد على 25 ألف زائر لها على مدار أسبوع من الفعاليات المنوعة التي احتضنتها أجنحة القرية، ومن بينها “زهبة العروس”، والطب الشعبي.
مقاه وبيئة
وقال اليماحي إن القرية التراثية شهدت هذا العام إقامة فعاليات جديدة، مثل المقاهي الثقافية التي أشرفت عليها الدكتورة فاطمة المغني، المعنية بالتراث والشؤون الاجتماعية، وقدمت من خلالها العديد من المواضيع التي تهم الشأن المحلي التراثي مثل التعليم في الماضي، والذي استضافت فيه الدكتور عبد الله السويجي، رئيس مجلس التعليم في إمارة الشارقة، كما استضافت الدكتورة مريم بشيك، الأستاذ في جامعة الإمارات، وعلي المغني المعني بالتراث أيضا.
وشاركت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية للمرة الأولى في المعرض التراثي بكلباء من خلال جناح خاص بها، ضم عددا من الحيوانات البرية النادرة، كما قدمت العديد من أوجه الحياة البرية قديماً وحديثاً.
وقالت جواهر الزعابي، مسؤولة إعلامية بالقرية التراثية “تم إحياء عادة اجتماعية قديمة وهي “زهبة العروس”، ضمن الفعاليات والتي تعيدنا إلى الماضي الجميل، وانطلقت “زهبة العروس” التراثية من أمام بحيرة كلباء باتجاه القرية التراثية تتقدمها فرقة “الهبان”، وموكب المعرس والعروس على الجمال، بالإضافة إلى زهبة العروس المحملة على الجمال مع مجموعة الأطفال والرجال والنساء”.
وأضافت مع مظاهر من الاحتفال والفرح تعلوها أصوات الأهازيج والألحان والدق على الطبول وأنواع مختلفة من الآلات الموسيقية المختلفة، وصل موكب المعرس والعروس إلى القرية التراثية، حيث حطت الجمال أمام خشبة المسرح الموجودة بالقرية ليبدأ عرض “زهبة العروس” وما تحتويه من ملابس وذهب وهدايا وعطور وبخور وكافة مستلزمات العروس الذي وضعت في التنكة”.
وأوضحت الزعابي أن “أيام الشارقة التراثية هي وسيلة ربط عملية وواقعية لأبناء هذا الزمن بزمن أجدادهم حتى تستمر الأصالة فيهم”.
ثلاثة أجنحة
يشارك مستشفى كلباء في أجنحة القرية التراثية بثلاثة أجنحة مزجت ما بين الماضي والقديم في عمليات التداوي. في هذا الإطار، قال عبيد بن فريش، مدير مستشفى كلباء العام “لدينا ثلاثة أجنحة مختصة بالطب، أولها جناح التداوي بالأعشاب، وتم فيه عرض العديد من الأعشاب المحلية وغير المحلية مثل عرج اللي وخيار شمة واليانسون والكراوية وكف مريم وغيرها من الأعشاب الطبية المعروفة، ولم نقتصر فقط على عرضها، بل تم تقديم معلومات كافية عن كل عشبة طبية ودواعي الاستخدام وطرق العلاج، وقد قدمنا في القرية ضمن الجناح الخاص بها أكثر من 50 صنفاً من الأعشاب الطبية”.
وأضاف بن فريش “أقمنا جناحاً ثانياً للعلاج بالحجامة، وتم دعوة ممارسين مختصين معروفين مثل يوسف المطلعي من خورفكان لتقديم خدمات علاجية حيه للراغبين من زوار المعرض. كما قدم المطلعي شروحا مستفيضة لعدد من الزوار حول فنون العلاج بالحجامة وطرقها المختلفة. واحتوى الجناح أيضا على طرق العلاج بالرقى الشرعية المعروفة في الإسلام”. وتابع “في الجناح الثالث الذي خصص للطب الحديث تم الاستعانة بسيارة إسعاف مجهزة بكافة التجهيزات الطبية لتقديم فحوص طبية سريعة للزوار، مثل فحص الدم لمعرفة السكري والفصيلة وقياس الضغط، بالإضافة إلى شروح عبر شاشة تلفزيونية حول المستشفى وأقسامه المختلفة”.
مشاركات ناجحة
من جهته، قال عبد الله آل علي “شاركت في المعرض بجناحين مختصين بالبحر والبر؛ أما جناح البحر فضم وسائل الصيد القديمة التي كانت تستخدم في عصر ما قبل النفط والنهضة الكبيرة التي شهدتها الدولة في القوت الحالي، وهذه الوسائل، مثل القراقير والشوش من سعف النخيل ووسائل الغوص القديمة ووسائل صيد الضغوة والبرية والعومة”. وأضاف “في الجناح البري توجد كافة الصناعات اليدوية القديمة الخاصة بالنساء والرجال منها الحصر القديمة والصروج والمكبة والمشب والمهفة والمخرافة والجفير وغيرها من الأدوات المنزلية المعروفة”، مؤكدا أن الهدف من مشاركته في القرية التراثية يأتي في المقام الأول لتعريف الشباب بالماضي.
وقال عبد الله المزروعي “هذه هي المشاركة الثلاثون لي في معارض محلية وخليجية، وفي القرية التراثية بكلباء، شاركت في عدد من الأجنحة، وليس في جناح مخصص لي وحدي حيث قدمت العديد من الأدوات التراثية التي تعنى ببيئة دولة الإمارات قديما، كما نستقبل الشباب من الجنسين ممن لديهم شغف بالتراث ويريدون معرفة المزيد عن تراث الأجداد”.