6 يوليو 2010 22:07
تقود شركات الطيران الإماراتية والخليجية النمو الراهن في قطاع الطيران بمنطقة الشرق الأوسط والعالم، حسب “تقرير أليكس بارتنرز العالمي للطيران والدفاع 2010”.
وأكد التقرير أن طلبيات شراء الطائرات التي أبرمتها وستبرمها الناقلات الإماراتية، بينها طيران الإمارات، وظهور شركات ناشئة مثل “طيران رأس الخيمة”، وإطلاق مراكز للخدمات اللوجستية مثل “دبي وورلد سنترال”، من أهم العناصر الرئيسية في قيادة وريادة الإمارات في صناعة النقل الجوي بالمنطقة.
وأفاد التقرير الذي تم الإعلان عنه أمس في دبي بأن قطاع الطيران في الشرق الأوسط يخالف الاتجاه السائد، في العالم والذي يتسم بالتراجع، بينما في المنطقة تشهد المزيد من الاستثمارات وتوجهات نحو النمو، مدفوعاً بالعدد المتزايد من المطارات ومراكز العمليات، والزيادة المستمرة في أعداد سكان المنطقة، علاوة على زيادة الثروات والقدرة على السفر.
وتوقع التقرير أن يتراجع الإنفاق الدفاعي أو الاستمرار عند مستوياته الحالية في أفضل الأحوال نتيجة العجز في ميزانيات الحكومات الأميركية والأوروبية، لافتاً إلى أن إنفاق الشرق الأوسط مرشح لينال حصة أكبر مرتفعاً إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2014.
ونوه أريك برنارديني المدير العام في أليكس بارتنرز والرئيس المشارك لقطاع الطيران والدفاع العالمي بالشركة، إلى أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت قوة كبرى في مجال الطيران، خاصة في ظل الطلبيات الهائلة المقدمة لشراء طائرات كبيرة، بينما قطاع الطيران والدفاع في الوقت الراهن عالمياً، يدخل أجواء ما بعد الركود في بيئة يرجح لها أن تتسم بضعف الطلب لفترة طويلة، وفائض في الطاقة الإنتاجية، وانكماش في ميزانيات الدفاع، ومزيد من الدمج، وظهور شركات طيران كبرى جديدة، وذلك على الرغم من قدرة التحمل المذهلة التي أبداها هذا القطاع في فترة ركود أثرت سلباً على موردي الطائرات التجارية والعسكرية على حد سواء.
الخروج من الركود
ويرى التقرير أن القطاع قد يستغرق سنوات لتجاوز التداعيات المباشرة وغير المباشرة لفترة الركود التي خرج منها للتو، مبينا بأنه وعلى الرغم من أداء مصنعي المعدات الأصلية والموردين كان جيدا على غير المتوقع في عام 2009، فإنه لا ينبغي لهذه الشركات أن تتوقع استمرار الظروف ذاتها.
وقال: ستواصل شركات الطيران الخليجية، مثل “طيران الإمارات”، و”القطرية” تحدي الناقلات التقليدية والاستئثار بحصة سوقية أكبر في قطاع السفر والنقل الجوي على الخطوط الطويلة، وبالتالي فإن الشرق الأوسط تمثل سوقاً مغرية لجميع المصنعين، خاصة موردي الصف الأول.
ولفت إلى الدور المتنامي الذي سيلعبه مستقبلاً كل من الشرق الأوسط وآسيا في القطاع.
وقال أريك برنارديني: لقد انتهت دورة النمو القوي لقطاع الطيران والدفاع في عام 2009 بعد أن استمرت خمس سنوات، وبات القطاع يواجه مرحلة من التقلبات المستقبلية، ومن اللافت أن القطاع نجح في اجتياز عام 2009 بأداء أفضل من معظم القطاعات الأخرى، ذلك أن اللاعبين الرئيسيين ردوا سريعاً بخفض الطاقة الإنتاجية.
وأضاف: لقد ظل الإنفاق الدفاعي الأميركي قوياً في عام 2009 ولا يزال كذلك حتى الآن في عام 2010، الأمر الذي يعزى بشكل أساسي إلى تفويضات الإنفاق الملحقة الخاصة بالحرب في العراق وأفغانستان، ولكن نظراً للأزمة المالية واقتصادنا الهش المتعثر، فإن الضغوط على ميزانيات الدفاع ستزداد مستقبلاً، مما سيحدو بالشركات الكبيرة والصغيرة على حد سواء إلى إعادة هيكلة نفقاتها بالشكل الأمثل.
ومن جانبه قال أريك بينيديكت المدير العام المسؤول للشركة في منطقة الشرق الأوسط: في ظل الطلب العالمي الضعيف الآن، تقف شركات الطيران في الشرق الأوسط على أعتاب فرصة غير مسبوقة للاستفادة من موقعها، وشبكاتها، وطاقتها الاستيعابية، وبنيتها التحتية، لتحقيق النمو على خطوط السفر والشحن الجوي الطويلة في أرجاء المنطقة واكتساب قدرة لا تضاهى على المنافسة.
خفض الميزانيات
يشير التقرير إلى عدد من الجوانب التي لا يزال القطاع متأخراً فيها عن العديد من قطاعات التصنيع الأخرى، بما في ذلك الإدارة المتعقلة للبرامج، وتعزيز سلسلة القيمة إلى حدودها القصوى، والهندسة “المتساهلة”، وإدارة مشاركة المخاطر مع الموردين.
وقال “دايف فيتزباتريك” أحد المديرين العامين لقطاع الطيران والدفاع في الشركة: يدخل القطاع مرحلة يشكل خفض الميزانيات وإدارة النفقات أبرز سماتها، ولا شك في أن الشركات التي تتبع استراتيجيات جديدة لمواجهة هذه التحديات في قطاعي الطيران التجاري والدفاع، ستكون من الفائزين.
وبين تقرير “أليكس بارتنرز” بأن ممارسات التصاميم وفقاً لمقتضيات التكلفة لا تزال قاصرة في قطاع الطيران، حيث إن تجاوزات النفقات المتكررة لا تقل حاليا عن تجاوزات النفقات غير المتكررة، لافتا إلى أن العديد من الشركات استطاعت التكيف جزئيا مع مبادئ الهندسة المرنة، غير أنه لا يزال هناك الكثير من “التعثر” عندما توضع هذه المبادئ في حيز التنفيذ. ولفت إلى أنه ونظراً إلى البيئة التنافسية السائدة اليوم، فإن الدورة الزمنية لتطوير المنتجات الجديدة تحتاج إلى الاختصار بنسبة 40% أو أكثر، وهذا يعني أن مصنعي المعدات الأصلية يحتاجون إلى تسريع نهجهم التعاوني. وأكد أن الموردين يحتاجون إلى الانفتاح أكثر على مشاركة التكلفة والابتكار مقابل حصة أكبر من البرامج الجديدة والمشاركة السابقة في تلك البرامج. وفي هذا الإطار، يتعين على الجميع العمل على تحقيق هدف مشترك هو اكتساب القدرة على المنافسة في بيئة ستكون مختلفة مستقبلاً فيما يبدو”.
التحديات العالمية في القطاع
يشير التقرير إلى التحديات العالمية الرئيسية، بينها انخفاض تسليمات الطائرات بنسبة 9% عالميا في الربع الأول 2010، فيما بدأت الطلبيات تنتعش جزئياً بعد أن تراجعت 70% في عام 2009، وانحسار حركة المسافرين 7.5% عالميا خلال السنة المنتهية في أبريل، كما انخفضت حركة الشحن الجوي 22% خلال الفترة ذاتها. ومع أن حركة المسافرين في مايو 2010 عادت إلى مستويات ما قبل الركود بنمو 11.7%، غير أن ربحية شركات الطيران لم تتجاوز 0.5%، وهي نسبة أدنى بكثير من أن تكون ربحية مستدامة.
ونوه إلى تحديات أخرى تتمثل في أن جميع المؤشرات تدل على تقليص منتظر للإنفاق الدفاعي، حيث يواجه البنتاجون الأميركي ووزارات الدفاع حول العالم تداعيات الأزمة المالية الأخيرة واقتصادات محلية متثاقلة الخطى.، وطلب عالمي ضعيف على طائرات رجال الأعمال نظراً إلى أن أرباح الشركات لا تزال هشة وصورتها “غير السليمة سياسياً” التي تشكلت عقب جلسات الاستماع الخاصة بدعم قطاع السيارات في عام 2009.
30% تراجع أرباح مصنعي المعدات
دبي (الاتحاد) - أظهر التقرير أن أرباح مصنعي المعدات الأصلية تراجعت بأكثر من 30% مقارنة مع الموردين، وذلك بسبب التأخيرات الكبيرة في برامج التطوير، وفي عام 2009، كانت الشركات العاملة في الولايات المتحدة الرابح الأكبر من حيث نمو القيمة، حيث استفادت من برامج الدفاع الأميركية، بينما الشركات الأوروبية، كان أداؤها أضعف متأثرة بالتأخير الكبير والتزاحم على البرامج الدفاعية الأوروبية بالغة التعقيد.
ولفت التقرير إلى أنه بالنسبة للموردين، كانت الشركات الأكبر حجماً هي الأوفر حظاً من حيث الأداء، إذ ارتفعت ربحيتها بنسبة 30% خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، خاصة في الولايات المتحدة. وأوضح بيرنارديني: أصبح الموردون، وللمرة الأولى منذ سنوات، أصحاب الكلمة العليا في تعاملاتهم مع مصنعي المعدات الأصلية، ونظراً إلى الانتشار الحالي في عقود مشاركة التكلفة بمزاياها ومخاطرها، فقد أدى تأخير برامج الطائرات إلى ضغوط مالية إضافية على مصنعي الطائرات.
وبين بأنه ونتيجة لذلك، يجب على القطاع أن يباشر فوراً التركيز مجدداً على خفض التكلفة التعاونية، وتقديم تصاميم منخفضة التكلفة وإدارة البرامج بأقل تكلفة ممكنة للحد من الهدر والفاقد في سلاسل التوريد.
قطاعات هياكل الطائرات
دبي (الاتحاد) - يرى “تقرير أليكس بارتنرز العالمي للطيران والدفاع 2010” بأن تقييمات الشركات تحسنت في الآونة الأخيرة، إلا أنه يوجد عدد متزايد من فرص الدمج والاستحواذ، خاصة في مجالات التكامل ضمن القطاع.
ويشير إلى أن هياكل الطائرات، والأنظمة الكهربائية، والصيانة والإصلاح لغير المحركات، مجالات مناسبة لدمج العمليات، حيث تسيطر الشركات الخمس الكبرى على 40% في المجالين الأولين و27% فقط في المجال الثالث، مقارنة مع 60% إلى 95% في المجالات الأخرى.
ومن شأن الضغوط باتجاه خفض استهلاك الوقود والحد من انبعاثات الكربون أن تحفز عمليات الدمج والاستحواذ. وسيكون تطوير تقنيات جديدة لأنظمة الدفع النفاث، وأنظمة إلكترونية، ومركّبات مكونة من منظومات معدنية غريبة، أمراً استراتيجياً من شأنه أن يدفع مصنعي المعدات الأصلية وموردي الصف الأول إلى البحث عن فرص للدمج والاستحواذ في هذه المجالات.
المصدر: دبي