6 يوليو 2010 20:13
انطلقت في الشارقة فعاليات الدورة الرابعة من المشروع الوطني صيف بلادي 2010 الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، حيث نظمت إدارة متاحف الشارقة في الأسبوع الأخير من شهر يونيو 2010، ورشتين تدريبيتين للأطفال بمتحف الشارقة للتراث باللغتين العربية والانجليزية، حملت الأولى عنوان “عش تراث الإمارات”، لتشجيع الأطفال على العمل ضمن مجموعة لتتخيل وتعيش وتبدع وترسم قصة من تراث دولة الإمارات بصورة عصرية، أما ورشة العمل الثانية فكانت “هيا بنا نحتفل”، وقد شجعت الأطفال على ابتكار الأزياء وارتدائها والمشاركة في تمثيل مسرحي تفاعلي.
وقد أشرفت على الورش أمل أحمد المندوس، الأخصائية التعليمية في منطقة الشارقة للتراث التابعة لقسم الخدمات التعريفية والتعليمية لإدارة متاحف الشارقة، في حين قام صلاح عودة، خبير لغة الإشارة بترجمة ما يدور خلال الورش للطلبة من ذوي الإعاقات المختلفة، الذين جاؤوا للمشاركة بالتنسيق مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، كما تم تخصيص أيام معينة للأطفال الأجانب حيث تم شرح تقديم الورش وشرح تفاصيل تراث دولة الإمارات باللغة الانجليزية.
حكاية تألق
تقول أمل المندوس التي كانت لنا معها هذه الوقفة خلال الورشة بمتحف الشارقة للتراث: “لدينا مخيم صيفي يشمل ثلاثة متاحف وهي متحف الشارقة للتراث ومتحف الشارقة البحري ومتحف الشارقة للفنون، حيث أقمنا المخيم تحت شعار”مخيم المتألقين الصيفي2010”، وفي اليوم الأول من الأسبوع جعلنا الأطفال في متحف الشارقة للتراث يتخيلون ويعيشون ويرسمون قصة حية مستوحاة من تراث دولة الإمارات، وقد أخذنا الأطفال في جولة تفاعلية لكل غرفة من غرف المتحف، وفي كل منها أعطيناهم نشاطا متعلقا بطبيعة الغرفة نفسها، كغرفة الطب الشعبي التي تعرفوا أولاً على مكوناتها وأدواتها عبر المشاركة الحية الممتعة وليس عبر التلقين، ثم قدمنا لهم لوحات مرسومة تمثل دولة الإمارات كتبوا تحتها تعليقات، شكلت في النهاية قصصاً قصيرة مثل قصة “الدواء الشعبي السحري”، ثم كتب الأطفال قصة أخرى وهي قصة “أحمد في العيد”، وبعدها قاموا بتشكيل الدمى الصغيرة من ثني وتشكيل خلال الملاعق البلاستيكية والأوراق التي شكلوا من خلالها عرائس صغيرة، تمثل شخصيات القصة التي كتبوها”.
حق الليلة
تضيف أمل المندوس: “في اليوم الثاني من الأسبوع أقمنا للأطفال ورشة “هيا بنا نحتفل”، وكان الموضوع عبارة عن تمثيل مسرحي بسيط لتراث دولة الإمارات بطريقة جذابة، وقد قام الأطفال الذين أحبوا التمثيل واستمتعوا به، بتمثيل مشهد “حق الليلة/ الاحتفال بليلة النصف من شعبان”، عبر ارتداء إحدى الفتيات الصغيرات لبس الجدة الذي يتكون من الشيلة والبرقع والثوب الإماراتي (الكندورة المخورة/ أي الثوب المطرز على أطراف الأكمام والصدر)، وقد أجادت الفتاة تمثيل دور الجدة، ووزعت على الأطفال الحلويات التراثية التي تحاكي الحلويات القديمة، كما استمتع الأطفال بترديد الأهازيج الشعبية التراثية الخاصة بهذه المناسبة”.
مسرحية طفولية
تتابع محدثتنا: “في الجولة التالية من الورشة توجهنا بالأطفال إلى غرفة التعليم التقليدي (الكتاب/ لتعليم القرآن) حيث تعرفوا على مفردات وأدوات المكان مثل (المرفع) الخاص بحمل المصحف الشريف، وغيره من أدوات التعليم في ماضي الإمارات، وقام أحد الأطفال بتمثيل دور (المطوع) مرتدياً (البشت) والغترة والعقال والكندورة والعصا، بمشاركة مجموعة من الأطفال الذين قاموا بتمثيل دور الطلبة والطالبات في الماضي عبر ترديد الآيات القرآنية وراء (المطوع)، وأخيراً أخذنا الأطفال إلى غرفة الأزياء التراثية، حيث قام أحد الأطفال بارتداء ثياب العريس، وقامت إحدى الفتيات بارتداء ثياب وذهب العروس، بمشاركة الأطفال الآخرين الذين مثلوا دور الضيوف والمحتفلين بحفل الزواج، وقد كانت هذه أكثر الفقرات إثارة وفرحاً بالنسبة للأطفال، الذين تحرروا من جمودهم، وانطلقوا في المشاركة بروح مرحة وجريئة”.
غرس التراث
عن أهمية مثل هذه الورش الصيفية تقول أمل المندوس: “تشكل هذه الدورات من الورش والدورات أهمية كبيرة بالنسبة للأطفال، حيث يتعرفون على تراث دولتهم بطريقة محببة وجذابة، كما يتمكنون من اكتساب خبرة حسية عبر التعرف على المناسبات الخاصة والعادات والتقاليد، التي شكلت مظاهر تراثية تقليدية في دولة الإمارات قديماً، كالأعراس وحق الليلة وغيرها بعيداً عن جو التلقين المدرسي المباشر أو الأساليب الجامدة المملة، بل عن طريق التفاعل الجذاب، والمشاركة الجماعية التي نجحت في خلق جو من الانسجام الألفة والسعادة والاستمتاع لدى الأطفال المشاركين في الورشة”.
وتضيف أمل المندوس: “كما تمثل هذه الدورة للأطفال جانباً مغايراً من النشاط الصيفي، الذي عادة ما يكون تقليدياً روتينياً لا يتجاوز الترفيه البحت، بينما تشكل لهم هذه الدورات متنفساً تعليمياً وترفيهياً جديداً في الوقت ذاته، وهو أمر مهم يجعل المعلومات تثبت في أذهانهم بصورة أقوى من الطرق التقليدية، وأكبر دليل على ذلك هو أن الأطفال الذين شاركوا في الأيام الأولى جلبوا معهم أطفالاً جدداً من أقربائهم وأصدقائهم للمشاركة في الأيام التالية من الورش والدورات”.
طعم الفرح
أطلقت إدارة متاحف الشارقة فعاليات المخيم الصيفي للأطفال 2010 في مراكز ومتاحف الشارقة تحت شعار “معاً نحو غد أفضل”، وتأتي هذه المبادرة، في إطار التزام إدارة متاحف الشارقة لاستثمار أوقات فراغ الأطفال وطاقتهم بطريقة إيجابية وصقل مواهبهم واكتساب مهارات جديدة من خلال المشاركة في فعاليات متنوعة ممزوجة بالفائدة والمرح.
المصدر: الشارقة