إبراهيم سليم (أبوظبي)
نفى الخبراء والمختصون من دول عدة خلال مشاركتهم في ملتقى الاستمطار الدولي وجود آثار بيئية أو صحية لعمليات الاستمطار أو المواد المستخدمة في عمليات التلقيح للسحب، وأن هذه المواد تعتبر مواد ملحية آمنة ليس لها مضار صحية لا على الإنسان أو الحيوان أو الزراعة، وبالتالي لا يوجد قلق على البيئة بشكل عام، ومصطلح المواد الكيميائية كنايةً عن الأملاح الثقيلة.
جاء ذلك على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقده برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار أمس، في ختام أعمال النسخة الرابعة من الملتقى الدولي للاستمطار الذي استضافته العاصمة أبوظبي على مدار ثلاثة أيام، ونظمه المركز الوطني للأرصاد من خلال البرنامج.
وأجمع الخبراء والمختصون أن الإمارات أصبحت ركيزة مهمة عالمياً في مجال البحوث في هذا المجال، وتعد من أبرز الدول التي تكافح شح المياه وتوفير الأمن المائي لدول العالم قاطبة، وأن الإمارات بقيادتها الحكيمة تؤمن للأجيال في الدولة وبالعالم الحصول على المياه باستخدام أحدث الطرق في مجال تلقيح السحب وتعظيم كميات المياه الناتجة منها، كما أن بيئة الإمارات مثالية وفريدة ذات طقس خاص لا يوجد لها مثيل، لفعالية البحوث الاستمطارية المعتمدة على السحب الركامية والغبار الناتج يسهم في زيادة الشحنات المساعدة علي نجاح عمليات تلقيح السحب، وبالتالي فإن كميات الأمطار قابلة للزيادة في المستقبل.
وأعلن البرنامج أمس عن نتائج المشاريع الحائزة منحة البرنامج في دورته الثانية لكل من الدكتور بول لوسون، الباحث العلمي المعروف في شركة «سبيك» بالولايات المتحدة الأميركية، والبروفيسورة هانيلو كورهونين، رئيسة مجموعة نمذجة الغلاف الجوي والمحيط في معهد الأرصاد الجوية الفنلندي، والبروفيسور جايلز هاريسون، أستاذ فيزياء الغلاف الجوي في قسم الأرصاد الجوية بجامعة ريدينغ في المملكة المتحدة.
كما شهد المؤتمر الإعلان عن مواعيد إطلاق الدورة الرابعة لمنحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، والتي من المقرر فتح باب استقبال مقترحات المشاريع المبتكرة فيها ضمن مجالات بحثية جديدة مطلع العام 2021، حيث سيعلن البرنامج في وقت لاحق من هذا العام عن الهيكلية الجديدة لمنحة البرنامج لناحية المواضيع المستهدفة وآليات التقييم.
وأكد الدكتور عبد الله المندوس، مدير المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية: «أن إطلاق برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار برعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، جاء ليقدم للعالم منصة قادرة على حشد الجهود العالمية لتطوير علوم وتقنيات الاستمطار، باعتباره مورداً مستداماً للمياه يسهم في مواجهة تحديات الأمن المائي في المناطق الجافة حول العالم».
وأضاف: «لقد حققت المشاريع الحائزة على منحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار إنجازات مهمة كان لها أثر كبير في النهوض بواقع علوم الاستمطار وعمليات تلقيح السحب هذا المجال الحيوي الذي أثبت مكانته كرافد أساسي لتحقيق الأمن المائي العالمي، ونتطلع قدماً خلال الدورة الجديدة من البرنامج في عام 2021 إلى استقبال مقترحات مشاريع مبتكرة قادرة على إحداث نقلة نوعية في مجال الاستمطار على المستوى العالمي».
وقدمت البروفيسورة هانيلو كورهونين، وكل من البروفيسور مارتن أمباوم، الباحث المساعد ضمن فريق البروفيسور جايلز هاريسون، والدكتور رولوف بروينتجيس، من فريق الدكتور بول لوسون، النتائج النهائية لأبحاثهم المبتكرة التي أسهمت في تطوير إمكانات علوم الاستمطار وتطوير تقنيات جديدة لدولة الإمارات والعالم.