«شهقة مائية» في سواحل الدولة

أحمد مرسي (الشارقة)

شهدت سواحل الإمارات العربية المتحدة، أمس، ظاهرة طبيعية متميزة تعرف بالـ «الشهقة المائية»، والتي تبدو كشريط طويل ممتد بين السماء والبحر، أو بمثابة عمود مائي كبير يصل للسحاب.
وأفاد إبراهيم الجروان، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، بأن مياه الخليج سجلت أمس الظاهرة المتميزة والتي حدثت داخل البحر قبالة سواحل شمال رأس الخيمة، في منطقة غليلة، وهي تعرف بالإعصار القمعي الصغير، بحيث ينزل الإعصار من الغيوم متجهاً للبحر ويمر الهواء البارد فوق مسطح مائي كبير، كالبحر، والذي يكون دافئاً نسبياً، فتحدث أحياناً حركة حلزونية أو دوامية، شبيهة بحركة الأعاصير لكنها أقل حجماً بكثير منه، وعادة لا يتجاوز قطرها عشرات الأمتار وسرعة حركتها بحدود 20 كيلو متراً في الساعة.
وأضاف: «إن هذه الظاهرة، والتي تعرف بـ (الشهقة المائية)، تحتوي على كميات من المياه، تكون في شكل دوران نتيجة الحركة السريعة للرياح التي تحدث في منطقة ضيقة جداً شديدة الانخفاض، وبالتالي حدوث رياح معها في جميع الاتجاهات بعكس عقارب الساعة، وعمرها في الغالب لا يتجاوز ساعة واحدة منذ بداية تشكلها وحتى تلاشيها، وتكون بين سطح المسطح المائي والسحب المنخفضة التي لا يتجاوز ارتفاعها 2000 متر، وتبدو ظاهرة للعيان من مسافات بعيدة، ويستطيع الهواة تسجيلها وتصويرها بسهولة، للمتابعين لها من قبل الباحثين والهواة والجمهور أيضاً».
وقال الجروان: «إن مثل هذه الظواهر المتميزة يكثر حدوثها عند الاضطرابات الجوية السريعة والانتقال من الدفء إلى البرودة، وتشتهر بكثرة حدوثها خلال فصلي الربيع والخريف في البحر الادرياتيكي، كما أنها تعرف في مناطق الشام مثلاً بـ (تنين البحر)»، مشيراً إلى أن المراصد والجهات الفلكية العالمية رصدت العديد من «الشهقات المائية» عالمياً والتي حدثت بصورة كبيرة.