5 يوليو 2010 23:53
دشَّن مشروع “صيفنا مميز” في مجلس أبوظبي للتعليم برنامج إعداد وتأهيل كوادر وطنية في مجال “الطاقة البديلة”، ويعتبر هذا النشاط الأول من نوعه على مستوى الفعاليات الصيفية في الدولة.
ويهدف المشروع إلى تعريف الطلبة في مرحلة دراسية مبكرة بأهمية الاتجاه نحو توظيف الطاقة البديلة في مختلف مجالات الحياة.
ويتضمن المحتوى الأكاديمي للبرنامج عدداً من المحاور العلمية والتطبيقية في مقدمتها معلومات وخلفيات علمية وتاريخية حول الطاقة التقليدية، وخاصة النفطية واستخداماتها وما يرتبط بها من إسهامات في عملية التنمية.
كما يتضمن المحتوى الطاقة البديلة والمتجددة، وخاصة بعد استضافة أبوظبي لمقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إيرينا”، وتدشين عدد من المشاريع المرتبطة بالطاقة النظيفة، وخاصة مدينة مصدر.
وأكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم أنّ خُطة “صيفنا مميز” هذا العام تضمنت عدداً من المحاور والبرامج المطورة التي ينشد من خلالها المجلس الارتقاء بثقافة الطالب ورؤيته المعرفية لما يدور حوله في المجتمع المحلي، وخاصة في موضوع مثل الطاقة والذي يعتبر أحد الموضوعات البارزة بالنسبة لهذه الشريحة العمرية من الطلاب والطالبات، خاصة في المرحلتين الإعدادية والثانوية. وأضاف “يتعرف كل منهم على استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة فيما يتعلق بالطاقة البديلة، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، بشأن بناء كوادر وطنية متخصصة في علوم وهندسة الطاقة البديلة ودورها في خدمة المجتمع والانطلاق بعملية التنمية به إلى آفاق عالمية”.
برنامج حيوي
وأوضح الخييلي أنّ برنامج الطاقة البديلة يعتبر أحد البرامج الحيوية التي تستقطب أعداداً كبيرة من الطلاب والطالبات على مستوى “صيفنا مميز” في أبوظبي.
ويشرف على هذا البرنامج أساتذة متخصصون يقدمون معلومات مبسطة للطلبة يمكن من خلالها أن يشكل كل طالب وطالبة مرجعية علمية حول هذا الموضوع الذي يمثل عصب الصناعة والتنمية الوطنية في المستقبل.
من جانبه، أشار محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي للعمليات بمجلس أبوظبي للتعليم المشرف العام على “صيفنا مميز” إلى وجود استجابة كبيرة من جانب الطلاب والطالبات بشأن المحاور العلمية والتطبيقية المطروحة في برنامج الطاقة البديلة.
ويعتبر أحد البرامج الجديدة في قائمة “صيفنا مميز” حيث يمثل هذا البرنامج استشرافاً من جانب “صيفنا مميز” للتحليق بالطلاب والطالبات في فضاءات جديدة من المعرفة والعلوم التطبيقية.
وأوضح الظاهري أن اهتمام مجلس أبوظبي للتعليم لا يقف عند العملية التعليمية، بل وجه المجلس اهتمامه إلى الطلبة خلال العطلة الصيفية فعمل على شغل أوقات الفراغ وممارستهم لهوايتهم، فتم افتتاح مراكز صيفية تحت شعار “صيفنا مميز” وتقدم تلك المراكز الصيفية أنشطة جديدة تواكب التطور العلمي والتكنولوجي الذي تشهده الدولة في مختلف المجالات، وحتى تكون الاستفادة على أكبر قدر. وأضاف أن هناك مراكز تعمل فترة صباحية وأخرى مسائية لاستيعاب أكبر عدد من الطلبة مع تخصيص مراكز لكل مرحلة عمرية، ولذلك فهناك مراكز رياضية تتعدد بها الأنشطة بين سباحة أو لياقة بدنية بمختلف أنواعها أو كاراتيه أو سلاح الشيش، وهناك مراكز بها أنشطة علمية وثقافية بجانب الاهتمام بالترفيه ونشاط رياضي حتى لا يصاب الطلبة بالملل.
أنشطة متنوعة
كما تقدم بقية المراكز أنشطة متنوعة بين الرسم، والتصوير، والنجارة، وتشكيل وتركيب المعادن، والزراعة، والحاسوب، والروبوت، والفورمولا، والثقافة الاجتماعية، والفنون الشعبية، وكانت اللجنة المشرفة على “صيفنا مميز” موفقة في افتتاح نشاط جديد للطاقة البديلة في مركز الصقور الصيفي، وذلك لاهتمام الدولة بالطاقة النظيفة وما قابله المعرض الدولي لمستقبل الطاقة الذي أقيم في أبوظبي في الأسبوع الثالث من شهر يناير هذا العام من نجاح وصدى عالمي، وكذلك إنشاء أول مدينة خالية من التلوث ولا تستخدم إلا طاقة نظيفة “مدينة مصدر”.
كما يتم إنشاء معهد متخصص في هذا المجال هو “معهد مصدر”، لذلك كان الاتجاه نحو عمل هذا النشاط لتعريف الطلبة بهذا المجال الجديد وتشجيعهم على التعرف عليه.
التنمية الوطنية
والتقت الاتحاد” عدداً من الطلاب المشاركين في برنامج “الطاقة البديلة” بمركز الصقور الصيفي، حيث قال الطالب سيف علي محمد الجنيبي إنه استفاد كثيراً من المعلومات والورش التطبيقية التي قدم من خلالها المدرب رؤية علمية شاملة حول الطاقة التقليدية، وكذلك الطاقة المتجددة ومزايا كل منهما ودورهما في رسم مستقبل أفضل للقطاع الصناعي، بل والتنمية الوطنية خلال الفترة المقبلة.
وأشار الطالب حمزة المقداد إلى أهمية هذا البرنامج ودعا مجلس أبوظبي للتعليم للتوسع في طرحه على نطاق واسع، يشمل المناطق التعليمية الثلاث في أبوظبي والعين والغربية، بالإضافة إلى ضرورة إنشاء نادٍ علمي يحتضن المواهب الشابة في مجال الطاقة البديلة.
وقال عمار عبد الرحمن وهو من الطلاب الذين أتموا دورة الطاقة البديلة إنه اكتسب مهارات جديدة منها عمل التوصيلات الكهربائية، وقياس فرق الجهد، وشدة التيار الكهربائي، وكيفية عمل تصميم لابتكار علمي على الورق، ومن ثم تنفيذه باستخدام خامات يوفرها المركز.
جو من الألفة
وأوضح خالد يسلم أن التدريب يتم في جو من الألفة بين المشاركين، بحيث يرسم كل طالب ويصمم ويعمل بروح الفريق، ويتناقش التلاميذ وتجمع الأفكار في تصميم وتنفيذ واحد، وكان ضمن ما نفذه التلاميذ خلية وقود لإنتاج طاقة كهربائية من الماء، وهي طاقة نظيفة، وكذلك إنتاج طاقة كهربائية من الطاقة الشمسية باستخدام خلايا شمسية، واستخدام هذه الطاقة في تشغيل ألعاب من تصميم التلاميذ.
كما بدأ التلاميذ في عمل تصميم فرن شمسي، وتصميم آخر لإنتاج طاقة تستخدم في التسخين والتدفئة في الليل بتخزين الطاقة الشمسية، باستخدام التفاعلات الطاردة والماصة للحرارة، ويلاحظ أن المشرف كان يكرر على التلاميذ ضرورة الالتزام بقواعد الأمن والسلامة، ولم يقتصر دور مركز الصقور الصيفي على إشباع هوايات الطلاب العلمية، بل يقوم الطلاب بإشراف المركز وبصحبة المسؤول على كل مجموعة برحلات ترفيهية إلى مراكز الألعاب، وكذلك برحلات تثقيفية منها رحلة إلى مرور أبوظبي، وكذلك تقام مسابقات رياضية بين المجموعات المختلفة وقت الاستراحة.
المصدر: أبوظبي