محمد الدمرداش (القاهرة)
حافظ منتخبا تونس والجزائر على راية الكرة العربية خفاقة، في النسخة 32 من بطولة كأس الأمم الأفريقية، بعدما واصلا المسيرة التاريخية ببلوغ الدور نصف النهائي والاقتراب من نهائي عربي تاريخي يقرب اللقب من العودة إلى أحضان العرب مرة أخرى بعد 9 سنوات من الغياب، منذ تتويج المنتخب المصري بلقب نسخة 2010 في أنجولا.
وأطاح المنتخب الجزائري أفيال كوت ديفوار بركلات الترجيح، بعدما انتهت المباراة في وقتيها الأصلي والإضافي على استاد السويس بالتعادل بهدف لكل فريق، ليعبر «محاربو الصحراء» إلى الدور نصف النهائي. وسيكون «ثعالب الصحراء» على موعد مساء غدٍ مع موقعة أخرى عنيفة، أمام منتخب نيجيريا القوي، في نصف النهائي، بحثاً عن مواصلة المسيرة والعبور للنهائي والاقتراب أكثر من تحقيق الحلم الذي ينتظره ملايين الجزائريين، بحصد اللقب الأفريقي الثاني في تاريخ بلد المليون شهيد.
كما نجح منتخب تونس في تأكيد عودته القوية للبطولة بعد دور أول متواضع، وأطاح منتخب مدغشقر المفاجأة خارج البطولة، بنتيجة 3 / 1، على استاد السلام بالقاهرة، وتحت أنظار الرئيس الملغاشي ورئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، «كاف»، أحمد أحمد، ليعبر «نسور قرطاج» إلى النهائي، ويضرب موعداً مع منتخب السنغال في نصف النهائي، في مواجهة غاية في الصعوبة، بحثاً عن مواصلة المسيرة والاقتراب من النهائي الحلم، والظفر باللقب التاريخي الثاني للنسور في البطولة القارية. ونجح منتخبا الجزائر وتونس في الصعود إلى دور الأربعة، نصف النهائي، بعد سنوات طويلة من الغياب، لينهي المنتخبان العربيان سنوات من الفشل في العبور إلى هذا الدور. وتأهل المنتخب الجزائري لنصف النهائي، آخر مرة منذ 9 سنوات، عندما عبر لدور الأربعة في نسخة 2010 في أنجولا، ولكنه اصطدم في طريقه بهذا الدور حينها بالمنتخب المصري الذي حقق فوزاً كاسحاً عليه بأربعة أهداف دون مقابل، قبل أن يخسر الفريق مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام نيجيريا بهدف، ليكتفي المنتخب الجزائري قبل 9 سنوات بالمركز الرابع.
أما المنتخب التونسي، فنجح في إنهاء عقدة استمرت 15 عاماً متواصلة فشل خلالها في العبور إلى الدور نصف النهائي، بعدما أسقط مدغشقر بثلاثية نظيفة ونجح في التأهل لمواجهة السنغال.
منتخب «نسور قرطاج» وصل آخر مرة إلى نصف النهائي في نسخة 2004، والتي أقيمت في تونس حينها، ونجح نسور قرطاج في حصد اللقب لأول مرة في التاريخ على حساب نظيره المنتخب المغربي، في المباراة النهائية بهدفين مقابل هدف، وكان الفريق التونسي أطاح السنغال في نصف النهائي.
وخلال 15 سنة متتالية ومنذ حصده للقب عام 2004 لم ينجح الفريق التونسي في الوصول لنصف النهائي، ويأمل في أن يتوج باللقب بعدما ارتبط تأهله الأخير لهذا الدور بحصد لقبه التاريخي الأول في البطولة.
بدوره، أبدى جمال بلماضي، المدير الفني لمنتخب الجزائر، فخره بتدريب المجموعة الحالية من لاعبي محاربي الصحراء، مؤكداً أنه سيظل يفتخر طوال حياته بأنه كان مديراً فنياً لهؤلاء اللاعبين، الذين أظهروا مدى عشقهم للوطن الجزائر، وقاتلوا من أجل التأهل لنصف النهائي، رغم صعوبة منتخب كوت ديفوار الذي أظهر براعة شديدة وقوة ورغبة في إقصاء المحاربين خارج البطولة.
وأضاف: «أهدرنا عشرات الفرص أمام مرمى كوت ديفوار، وكان بإمكاننا تحقيق الفوز بعدد كبير من الأهداف، بدليل أن حارس الأفيال توج بجائزة أفضل لاعب في المباراة، وهو دليل دامغ على أن الجزائر كان الأفضل في كل شيء، وأهدر لاعبوه عشرات الفرص».
المدرب قال إنه يمتلك 23 مقاتلاً نجحوا في إسعاد ملايين الجزائريين، والآلاف الذين تحملوا مشقة السفر إلى القاهرة ومنها إلى السويس، لدعم الفريق ومساندته.
وشدد بلماضي على أن أصعب اللحظات كانت إضاعة بغداد بونجاح لركلة جزاء تأكيد الفوز والتأهل، ثم إصابة يوسف عطال الظهير الأيمن ونجم الفريق وخروجه من الملعب ودخوله في نوبة بكاء، كل هذه المواقف جعلت التأهل لنصف النهائي مثيراً، وجعلت الشعور رائعاً بطعم الانتصار في النهاية.
وقال إن مواجهة نسور نيجيريا ستكون غاية في الصعوبة خاصة وأن الفريق يتطور بصورة قوية من مباراة لأخرى ويمتلك هجوماً نارياً وستكون موقعة تاريخية، يأمل فيها أن يمتلئ استاد القاهرة الدولي بالجمهور المصري والجزائري لدعم الفريق، مشيراً إلى أن هدفه الأساسي هو وضع الجزائر بين الكبار خاصة بعد الإخفاق الأخير في بلوغ نهائيات كأس العالم بروسيا.
جيريس: النتائج أبلغ رد على المنتقدين
قال الفرنسي آلان جيريس، المدير الفني لمنتخب تونس، إن المواجهة أمام السنغال في نصف النهائي ستكون غاية في الصعوبة على المنتخبين، خاصة وأن المنافس يضم مجموعة قوية من العناصر والأسماء المحترفة في أوروبا، وفي نفس الوقت، لن يتنازل منتخب تونس بسهولة عن حصد اللقب، وسيقاتل من أجل الفوز بالبطولة التاريخية الثانية.
وأكد جيريس أن فريقه لعب المباراة أمام المنتخب الملغاشي بروح رائعة، مستغلاً الدعم الجماهيري الكبير، مشيراً إلى أنها أفضل لقاء للفريق في النسخة الحالية، ونجح اللاعبون في إنهاء عقدة استمرت 15 سنة لم يتأهل خلالها الفريق إلى هذا الدور.
أوضح جيريس أنه لن يرد على أي انتقادات أو مؤتمرات تحاك ضد منتخبه أو لاعبيه، مؤكداً أنه سيترك النتائج ترد على الجميع، ويجب على الفريق التفكير سريعاً في موقعة السنغال بسبب ضيق الوقت، ومحاولة العودة باللقب.
واشتكى جيريس من حالة الإجهاد البدنية التي يعاني منها اللاعبون، خاصة بعد خوض 120 دقيقة غاية في القوة والعنف أمام غانا في ثمن النهائي، وقال: «ظهر التراجع البدني واضحاً في الشوط الأول أمام مدغشقر، ولكن اللاعبين استغلوا خبراتهم بالشوط الثاني وسجلوا ثلاثة أهداف، ولذلك أجرى 3 تغييرات كان الهدف منها إراحة نجوم الفريق، استعداداً لموقعة السنغال الصعبة»، موضحاً أن الوقت غير كاف على الإطلاق قبل موقعة أسود التيرانجا، ولكن على الفريق التعامل مع الأمر الواقع والاستعداد جيداً لهذا اللقاء.
ساسي: طموحاتنا تتزايد
قال الفرجاني ساسي، نجم المنتخب التونسي ولاعب الزمالك المصري، إن طموحات منتخب بلاده تزايدت، وبات يتطلع بحماس إلى التأهل.
ويلتقي المنتخب التونسي في مباراته بالدور قبل النهائي، نظيره السنغالي على ملعب الدفاع الجوي، بينما تجمع المباراة الأخرى في المربع الذهبي منتخبي الجزائر ونيجيريا على ملعب استاد القاهرة الدولي، في اليوم نفسه.
وقال ساسي الذي سجل الهدف الأول لتونس في مباراة مدغشقر، وفاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة: «كان لدي شعور بأننا سنفوز بهدفين أو ثلاثة وأنني سأسجل في المباراة، كما توقعت بأن يسجل المساكني في المباراة وهو ما حدث بالفعل».
وأضاف ساسي: «حققنا هدفنا بالوصول إلى الدور قبل النهائي بعد 15 عاماً لكن الآن الطموحات بدأت تتزايد».
وتابع ساسي: «سنتعامل مع كل مباراة على حدة، وسنحافظ على تركيزنا في المباراة المقبلة للوصول إلى المباراة النهائية».
بونجاح يعتذر عن الركلة الضائعة
قدم بغداد بونجاح، مهاجم منتخب الجزائر، الاعتذار لجماهير بلاده بعد إهداره ركلة جزاء في مباراة فريقه أمام كوت ديفوار.
وتأهل المنتخب الجزائري إلى الدور قبل النهائي للبطولة بعد فوزه على منتخب كوت ديفوار 4/ 3 بركلات الترجيح، حيث انتهى الوقت الأصلي والإضافي من المباراة بالتعادل 1/1.
وقال بغداد في تصريحات صحفية عقب المباراة: «كنت أشعر بحسرة كبيرة عقب ضياع ركلة الجزاء، لم أكن موفقًا في التسديد وهذه هي كرة القدم».
وأضاف: «أتيح لنا العديد من الفرص لقتل المباراة، لكننا لم نستطع ترجمتها إلى أهداف، ما ساهم في عودة منتخب كوت ديفوار للمباراة».