نسرين درزي (أبوظبي)
لم تمر غير أسابيع قليلة على بداية 2020، إلا أنه من الجميل معاودة الاحتفال مرة أخرى بانطلاقة جديدة على طريقة رأس السنة الصينية التي تصادف منتصف ليل 24 يناير، وتتوافق مع «عام الفأر» بحسب علم الأبراج الصينية الذي يعتبر الفأر رمزاً للرفاهية والثراء والرخاء.
ووفقاً للتقاليد الصينية، فإن مواليد هذا العام يتمتعون بالتفاؤل والطاقة الإيجابية، ويمكن تبادل التهاني بهذه المناسبة باستخدام العبارة الصينية التقليدية «جونغ هي فات تشوي».
شعبية كبيرة
لا تقتصر الاحتفالات المعروفة بالسنة القمرية أو عيد الربيع على الصينيين وحدهم، بل تمتد إلى دول شرقي آسيا وجنوب شرقي آسيا، كما تحظى بشعبية كبيرة في أهم المدن وأكثرها تميزاً، بدءاً بنيويورك ولندن وفرانكفورت وصولاً إلى مدينة سيدني.
وتشارك الإمارات سنوياً باحتفالات رأس السنة الصينية، عبر قائمة من الفعاليات الترفيهية التي تجذب أفراد الأسرة، وتقدم المطاعم الصينية على امتداد إمارات الدولة خلال هذه الفترة من السنة قوائم طعام تقليدية وسريعة، ونماذج من الأطباق الشعبية التي تحضر في البيوت.
ألعاب نارية
وتتزين جزيرة المارية وممشى «الغاليريا» بالفوانيس الحمراء ككل عام احتفاء برأس السنة الصينية، ويترقب الزوار عروض الألعاب النارية التي تطلق ليل 24 يناير الجاري على أجمل إطلالة بحرية للعاصمة، وتتواصل أجواء الاحتفالات على الجزيرة حتى نهاية الشهر بالمزيد من العروض الشعبية ورقصات المظلات وورش العمل التقليدية، مع فرصة الاطلاع على الفنون الصينية وصناعة الطائرات الورقية، والتعرف إلى ألوان الفلكلور ومراوح اليد والمشاركة بالرسم والتلوين والكتابة بالأحرف الصينية.
وتنطلق الألعاب النارية في مناطق متفرقة حول مدينة دبي ليل 24 يناير بـ «ذا بيتش»، و«لامير» والواجهة المائية في دبي فستيفال سيتي مول، و«ذي بوينت» نخلة جميرا، وتستمر العروض حتى 29 يناير الجاري.
رقصات التنين
وتشهد القرية الآسيوية في «الحبتور سيتي» بمدينة دبي مجموعة من الأنشطة وتجارب الطعام احتفاء برأس السنة الصينية من 23 إلى 25 يناير الجاري، وتقدم المنطقة محطات من مأكولات الشارع، بما فيها الأطباق التقليدية بالتزامن مع عروض الباليه ورقصات التنين التي تبهر الأطفال بلباسها التنكري. وتشهد مدينة دبي كل عام احتفالات ثقافية وترفيهية ضخمة بمناسبة رأس السنة الصينية، حيث ينضم الزوار إلى أبناء الجالية الصينية للاستمتاع بالأجواء الاحتفالية التي ترسم لوحة من التسامح والمحبة، وتتزيّن بالألوان والعروض الضوئية وعلى رأسها عروض التنين. وتستضيف «دبي باركس آند ريزورتس» الفنانة الصينية فينغ جيا تشين التي حققت أكثر من 1.5 مليار مشاهدة عبر تطبيق «تيك توك»، والتي من المقرر أن تقدم رقصات تنكرية على الطبل الدوّار من 27 وحتى 29 يناير.
قرع الطبول
ويتفاءل كثيرون بالزينة الحمراء المعتمدة في هذه المناسبة والآتية من تقاليد الصينيين قديماً، ممن يؤمنون بأنها تطرد الحظ السيئ وتجلب السعادة والازدهار، عندما تترافق مع لافتات الشعر والرسومات الشعبية وقصاصات الورق البيضاء وفوانيس الأضواء الخافتة، إضافة إلى عروض «الشيهيو»، وهو فن شعبي قديم يقدم رقصات الأسد والتنين ويشمل الألعاب البهلوانية والمشي بالركائز وعروض الأوبرا وقرع الطبول، ويتفاءل الصينيون بمتابعته أثناء تناولهم العشاء الذي يضم أطباقاً معينة مثل لفائف الخضراوات والسمك والزلابية وكعك الأرز وأصناف الحلويات والمكسرات.
التقويم الصيني
ينقسم التقويم الصيني إلى دورات قمرية مدتها 60 عاماً، وتنقسم كل دورة إلى 5 دورات، مدة كل منها 12 عاماً، وكل عام يمثله حيوان في الأبراج الصينية: الفأر، الثور، النمر، الأرنب، التنين، الأفعى، الحصان، الخروف، القرد، الديك، الكلب، والخنزير.
ويعتقد أن احتفالات رأس السنة الصينية تُقام منذ عام 1100 قبل الميلاد ككرنفال يقدم فيه الناس التضحيات للأجداد مع نهاية فصل الشتاء، وأصبحت عطلة عامة منذ عام 1914.
هجرة «مهرجان الربيع»
عطلة السنة الصينية الجديدة أطول عطلة عامة في الصين، ويتاح للموظفين من 7 إلى 12 يوماً كعطلة رسمية، في حين يقضي الطلاب شهراً كاملاً في إجازة الشتاء، ويفضل الصينيون المنتشرون العودة إلى ديارهم في هذه الفترة ليكونوا مع عائلاتهم، ما يسجل أكبر هجرة سنوية في العالم تعرف بـ«مهرجان الربيع»، والذي يتم الاحتفال به، إما في يناير أو فبراير لاستخدام الصينيين التقويم القمري الذي يعتمد على حركة القمر، يبدأ العام الصيني في اليوم الأول من الشهر الأول في التقويم القمري، ويستمر شهراً كاملاً.