محمد قناوي (القاهرة)
يعتبر النجم المصري محمد سعد أن دوره في الجزأين الأول والثاني في فيلم «الكنز»، الأهم في حياته الفنية، ويقول سعد عن تفاصيل الشخصية التي يقدمها في الفيلم: «بشر باشا الكتاتني» هو رئيس القلم السياسي وأحد رموز النظام في العصر الملكى، وتتسم شخصيته بالجدية والقسوة، لها أبعاد على أكثر من مستوى، فهو الرجل الذي وجد حبه بعد سنوات، وفي الوقت نفسه يتصدى لحالة الاضطراب التي تمر بها مصر قبل ثورة يوليو بفترة قصيرة، ما يجعلها شخصية تحظى بخيوط كثيرة، وهي تعتبر إحدى أصعب الشخصيات التي قمت بأدائها في مسيرتي الفنية، ووجه سعد الشكر للمخرج شريف عرفة الذي أخرجه من عباءة اللمبي بعد كل تلك السنوات.
صراع وتضحية
وأضاف سعد قائلاً: يستكمل «الكنز.. الحب والمصير»» في الجزء الثاني، صراع الشخصيات من أجل الوصول إلى الكنز أو حمايته، مضحين في سبيل ذلك بحبهم أو بحياتهم، ويوّصلنا الفيلم إلى سر الكنز من خلال استكمال صراع الشخصيات التى رأيناها في الجزء الأول، بشر باشا الضابط الكبير الذي ضحى بأخيه وحبيبته من أجل مركزه، وكيف يعثر على دليل الوصول للكنز، وكيف يُرزق بابنه حسن الذي يظل يبحث عن الإرث المجهول لوالده، إضافة إلى حتشبسوت وصراعها مع الكهنة وحبها للمهندس سننموت، وعلي الزيبق وصراعه مع الكلبي وحبه لابنته زينب، وإلى أين ستصل المعركة بينهما، وما هو ثمن الانتقام.
ويضيف سعد: بصراحة كنت دائم الانتظار لهذا الدور، كنت أرغب بشدة في أن أقدم شيئاً مختلفاً للجمهور، لكن لم يكن هناك سيناريو يخدمني، كان كل ما يعرض عليّ أدوار كوميدية، وانتظرت سنوات طويلة إلى أن عُرض عليّ «الكنز»، فدائماً كنت أبحث عن أي مشهد يبرز قدراتي كممثل تراجيدي، الأمر لم يكن سهلاً على الإطلاق، نعم كنت أعرف أن الجمهور يريد رؤيتي في شكل مختلف، لذا لم أتردد في الموافقة على «الكنز»، حيث اكتشفت منذ قراءة السيناريو أنه فرصتي التي يجب أن استغلها.
ثرية فنياً
ويكمل سعد: لاشك أن عبد الرحيم كمال- كسيناريست- لا يختلف عليه اثنان، فهو يمتلك مفرداته وأسلوبه الخاص، لذا كان يجب أن تكون شخصيات العمل جميعها على قدر مسؤولية هذه الكتابة، وشخصية «بشر الكتاتني» احتاجت إلى تحضير كثير، فبداخلها مشاعر مختلفة، حقاً إنها شخصية ثرية فنياً يتمناها أي ممثل، وشعرت بالاطمئنان لأن معي فريق عمل مميز، لذا دخلت تصوير الفيلم وأنا مطمئن وسعيد، وواثق فيما سوف أقدمه وواثق في من حولي.
وقال سعد إنه يعتبر الفيلم نقلة كبيرة ومهمة في مشواره الفني، كاشفاً أن شخصية رئيس البوليس السياسي، دور جديد ومختلف، ولم تكن لديه الجرأة على تقديم هذه الشخصية في عمل فني، إلا مع مخرج كبير مثل شريف عرفة، خاصة لأنه يعرف قدراته التمثيلية جيداً.
وعن أسباب ابتعاده عن الكوميديا في هذا الفيلم، قال: منذ تصوير أحداث الجزء الأول، طلب مني المخرج شريف عرفة تحجيم الكوميديا، وأراد أن يوجهني لشكل جديد وطبيعة مختلفة، وأنا رحبت بذلك لثقتي الكبيرة به.
وعن عمله مرة أخرى مع المخرج شريف عرفة والذي قدمه للمرة الأولى في شخصية «اللمبي»، قال سعد: شريف عرفة أستاذي الذي تتلمذت على يديه، فبدايتي سينمائياً كانت معه في «الناظر»، ومسرحياً كانت من خلال «كعب عالي»، لذا هو يعرف محمد سعد بتفاصيله، ويفهم مفاتيح شخصيتي، فهو من المخرجين المميزين، وأقدر تماماً ما فعله معي، بجانب حبي له على المستوى الشخصي.