الرباط (وكالات) - قتل 15 شخصا وجرح عشرون آخرون في انفجار استهدف ظهر أمس أحد مقاهي وسط مراكش ، جنوب المغرب.وأكد وزير الاتصال المغربي خالد ناصري أن التفجير هو «عمل إرهابي، عمل إجرامي متعمد» ، وأضاف «المغرب يواجه التهديدات نفسها التي شهدها في مايو 2003 وسيجابهها بالفعالية والعزم عينهما». وأكد مسؤول مغربي أن انتحاريا نفذ التفجير الذي وقع أمس في مقهى (أركانة) في ساحة جامع الفنا التي يرتادها السياح بكثافة. وقال التلفزيون المغربي ان التفجير ادى إلى مقتل 15 شخصا من بينهم ستة فرنسيين، نقلا عن مصادر طبية.
وأمر ملك المغرب محمد السادس بفتح تحقيق سريع وشفاف في التفجير, بحسب بيان للديوان الملكي. وأكدت الرئاسة الفرنسية وجود فرنسيين بين القتلى من دون أن تحدد عددهم. ودانت فرنسا الهجوم ووصفته بأنه «وحشي وجبان».
وكان مصدر رسمي مغربي أفاد في وقت سابق عن سقوط 14 قتيلاً وعشرين جريحاً في انفجار “إجرامي” استهدف ظهر أمس أحد مقاهي وسط مراكش، جنوب المغرب. وأضاف المصدر أن بين الضحايا أشخاصاً من جنسيات عدة، وتفيد المعلومات الأولى عن عمل إجرامي”.
وقال مصدر طبي إن “القتلى هم ثلاثة مغاربة و11 أجنبياً، ولا يسعنا الآن تحديد جنسيات جميع الضحايا بدقة”. وأكد مسؤول كبير في وزارة الداخلية المغربية حصيلة القتلى، مضيفاً أن “تحقيقاً فتح لتحديد ظروف هذا الانفجار”.
ووقع الانفجار في مقهى أركانة وسط ساحة جامع الفنا الشهيرة التي يتردد عليها الكثير من السياح. وأضاف المسؤول أن “بين الضحايا العديد من السياح” من دون توضيح إذا كانوا “بين القتلى أو الجرحى”. وأفاد شاهد في اتصال هاتفي أن “الطابق الأول في مقهى أركانة انهار بكامله بالانفجار” الذي كان يوجد فيه العديد من السياح.
وفي وقت لاحق قالت وزارة الداخلية المغربية إن الأدلة التي جمعت من موقع الانفجار أكدت انه ناجم عن انفجار قنبلة، وقالت الوزارة في بيان أذاعته وكالة أنباء المغرب العربي الرسمية، إن تحليل الأدلة المبدئية التي جمعت من موقع الانفجار يؤكد نظرية الهجوم.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية فضل عدم الكشف عن اسمه، إن “عناصر التحقيق التي بحوزتنا تسمح لنا بتأكيد فرضية الاعتداء “.
من جانبه، أكد مسؤول في بلدية مراكش أن “المعلومات التي لدي، تقول إن الهجوم يمكن أن يكون قد نفذه انتحاري”.
وكان مسؤولون أعلنوا في وقت سابق أن أنبوب غاز كان وراء الانفجار. ويأتي الهجوم بعد أشهر من التظاهرات التي تنادي بالديمقراطية في المملكة، والتي ظلت بمنأى عن الاضطرابات التي اجتاحت دولاً عربية أخرى. وقد استجاب العاهل المغربي الملك محمد السادس لمطالب المتظاهرين، وأعلن عن إصلاحات دستورية شاملة.
على صعيد آخر أمر الملك محمد السادس عاهل المغرب، بأن تشمل الزيادات المقررة في أجور ومعاشات التقاعد بالقطاعين العام والخاص، أفراد القوات المسلحة والحرس الملكي والقوات المساعدة وخدمات الوقاية المدنية. ووافق المغرب يوم الثلاثاء على زيادة رواتب العاملين بالقطاع العام، في خطوة من المقدر أن تكلف البلاد أكثر من خمسة مليارات دولار على مدى ثلاث سنوات مع تزايد الضغوط على الحكومة الناتجة عن مطالب الإصلاح.
وقالت وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية، إن قرار الملك يأتي في سياق “الحرص الملكي السامي، على أن يشمل تحسين الوضعية المادية كافة موظفي وأعوان الدولة المدنيين، ومن بينها أسر القوات المسلحة”. وأضافت الوكالة إن القوات المسلحة الملكية - وهو الاسم الذي يشير إلى الجيش المغربي - “تتولى بكل مكوناتها تحت القيادة السامية لجلالته السهر بتفان وإخلاص على الدفاع عن حوزة المملكة الترابية وأمنها واستقرارها”.
ووفقا للقانون فإن المغرب ملكية دستورية لكن الدستور يمنح الملك صلاحيات واسعة تشمل تعيين رئيس الوزراء وحل البرلمان. ووعد الملك - وهو أيضا القائد الأعلى للقوات المسلحة - بإصلاح دستوري الشهر الماضي سيحد من نفوذه السياسي بالسماح بانتخاب رئيس الوزراء وجعل القضاء مستقلا.
ولم توقف وعود زيادة الأجور - بالإضافة إلى منح أخرى - احتجاجات الشوارع التي تتزعمها حركة 20 فبراير التي يقودها الشباب. وشارك عشرات الآلاف من المغاربة في مسيرة سلمية يوم الأحد للمطالبة بإصلاحات. وتوصلت الحكومة إلى اتفاق زيادة الأجور قبل مسيرات عيد العمال في الأول من مايو. وكان محللون يتوقعون أن تسارع الحكومة في التوصل إلى اتفاق مع النقابات قبل عيد العمال، إذ قالت حركة 20 فبراير إنها ستنضم إلى مسيرات نقابية. وينص الاتفاق على منح موظفي القطاع العام زيادة صافية تبلغ 600 درهم (80 دولارا) شهريا بدءا من أول مايو. وسيرتفع الحد الأدنى لمعاشات التقاعد بالقطاعين العام والخاص بنحو 70 بالمئة الى 1000 درهم شهريا. ولجأ بعض أعضاء قوات الأمن والوقاية المدنية والقوات المساعدة - والأخيرة كثيرا ما تستخدم في قمع الاحتجاجات ومكافحة الشغب - إلى موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الإنترنت للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل. ويصل إجمالي عدد قوات الجيش والشرطة والقوات المساعدة والوقاية المدنية معا إلى حوالي 220 ألفا. وهناك نحو 120 ألفا في قوات الاحتياطي التابعة للجيش.
ساركوزي يدين الهجوم «المشين والوحشي والجبان»
باريس (ا ف ب) - دان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس في بيان تفجير مراكش واعتبره عملاً «مشيناً ووحشياً وجباناً أسفر عن عدد كبير من القتلى من بينهم فرنسيون». ولم يوضح بيان ساركوزي عدد القتلى والجرحى الفرنسيين لكنه أكد أن الرئيس «تلقى باستياء نبأ الهجوم الإرهابي الذي وقع في مراكش» في مقهى في ساحة جامع الفنا الذي يعتبر مقصداً للسياح في البلاد. واكد النص ان الرئيس «يندد بأشد العبارات بهذا العمل المشين والوحشي والجبان الذي اسفر عن عدد كبير من القتلى من بينهم فرنسيون».