الحناء رفيقة المرأة وعنوان الفرح

تعبرّ النساء في الوطن العربي عن سعادتهن وفرحهن، من خلال تخضيب أياديهن بالحناء، خاصة أيام الأعياد والأعراس، حيث تعتبر الحنة من أساسيات الاحتفال بالمناسبة سواء أكانت عيداً أو عرساً· وقد مرّت الحناء بمراحل كثيرة على امتداد الزمن، وتنوعت من تخضيب الكف كاملاً بالحناء إلى الاكتفاء بنقشات منها، عبر رسم الأزهار وعروق الأشجار والأوراق والأشكال الهندسية المختلفة، كما اختلفت المسميات وتعددت، فمنها الحناء بالنقش العربي والنقش الهندي، وهما الأكثر شيوعاً في دولة الإمارات، والنقش السوداني والمغربي· كما يتخذ بعض النساء من الحناء علاجاً لكثير من الأمراض الجلدية وتلوين الشعر· خلال أيام العيد تكون الصالونات مكتظة لتحنية الكفين والقدمين والشعر أيضاً، إلا أنّ بعض هذه الصالونات أدخل المواد الكيماوية والبترولية على تركيبة الحناء بهدف الحصول على اللون الأحمر الغامق، وهذا قد يتسبب في ظهور الحساسية عند بعض الأطفال والسيدات· وتوضح عاملة في أحد الصالونات أنّ الحناء لا تتقيد بموسم، فمتى كانت هناك مناسبة سعيدة عند السيدات مثل أيام الأعراس واحتفالات المدارس والعيد الوطني وعيد الفطر يكون نقشها ملائماً· كما أن بعضهن يأتين الصالون للحناء بشكل دائم، ومن دون مناسبة؛ لأنّ السيدة تعودت أن تكون الحناء بيدها بشكل مستمر· وفي حين يكتفي بعض النسوة بوضع الحناء على أطراف الأصابع، فإنّ أخريات يجعلنها تغطي كامل اليد وصولاً إلى الكتف· وكذلك بالنسبة للقدمين، كما أنّ بعض السيدات يحرصن على وضع الحناء على الشعر من أجل تقويته ومنع تساقطه، إضافة إلى إعطائه اللون البني أو الأحمر الفاتح· وتكشف محدثتنا عن أنّ الحناء تُخلط بزيت الزيتون أو الروب أو الشاي والقهوة وغيرها الكثير للحصول على ألوان فاتحة، وتريب فروة الرأس· عرفت شجرة الحناء بكونها شجيرة ارتفاعها بين متر وخمسة أمتار، أوراقها بسيطة، متقابلة على الساق، وتحمل الأزهار الصغيرة البيضاء في نورات عنقودية لها رائحة زكية، والثمرة صغيرة تحوي بذوراً هرمية الشكل وتنمو في المناطق الرطبة في ساحل شمال أفريقيا، وتزرع في أماكن كثيرة من شبه الجزيرة العربية واليمن ومصر والشام، كما استخدمت منذ آلاف السنين في عمليات التزيين· ويستعملها الكثير من الناس لعلاج الحروق من الدرجة الأولى والثانية، وهي تعطي نتائج جيدة في العلاج· كما أنها تقلل من الآلام الناتجة عن الحروق· ولها ايضاً تأثير ضد الميكروبات، إذ إنّها تعمل على الحد من انتقال العدوى· تلتصق الحناء بمكان المجلد المصاب بالحروق حتى يشفى بشكل كامل· وتعمل الحناء على إيقاف النزف بلصق مطحونها على مكان حدوثه· مما يؤدي إلى توقف النزف خلال ثوان وبطريقة سحرية· كما أنّ للحناء تأثيراً على نزف قرحة الاثني عشر· ولقد ورد في موقع PLANT CULTURES ما يلي: ''كشفت بعض الدراسات العلمية الحديثة أنّ للحناء تأثيراً على جسم الإنسان بإبطاء معدل نبضات القلب، وخفض ضغط الدم وتخفيف التشنجات العضلات وتخفيف آلام الحمى، حيث يمكن اعتبارها مسكناً''· وعرف عن النبي ''صلى الله عليه وسلم'' وفقاً لحديث أخرجه الترمذي، أنه لم تكن تصيبه قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء