شادي صلاح الدين (لندن)
أثارت زيارة تميم أمير قطر إلى الولايات المتحدة موجة غضب عارمة بين وسائل الإعلام، التي طالبت الإدارة الأميركية باستغلال الزيارة للضغط على أمير الدوحة لإجباره على وقف دعمه للإرهاب وجماعة الإخوان الإرهابية وإلزامه بالاتفاقيات التي وقعتها إمارته مع الولايات المتحدة، محذرين من خطورة الوقوع فريسة للمؤامرات القطرية.
فمن جانبه، طالب «نيوت جيتجريتش» في مقال عبر مجلة «نيوزويك» الإدارة الأميركية بإجبار النظام القطري على وقف أعمال «الغش». وأوضح في مقاله تحت عنوان «على ترامب دفع أمير قطر إلى إنهاء أعمال الدعم غير العادلة» أن أمام الرئيس ترامب فرصة كبيرة لمنع حكومة أجنبية أخرى من الإضرار بصناعة أميركية، مشيراً إلى امتلاك نظام الحمدين حصصاً في شركة «إير إيطاليا»، التي كانت شركة طيران إقليمية صغيرة قبل أن تشتري منها الحكومة القطرية حصة 49 في المائة في أواخر عام 2017. وأضاف: انتقلت شركة «إير إيطاليا» فجأة من تقديم عدد قليل من الرحلات القصيرة لإعلان طرق جديدة من ميلانو إلى سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس في أواخر عام 2018، موضحاً: أصبح ذلك ممكناً لأن شركة الخطوط الجوية الإيطالية كانت مدعومة مالياً من قبل حكومة قطر، ولهذا، يتعين على شركات الطيران التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، والتي تدير هذه الخطوط، أن تتنافس مع شركة طيران مملوكة للحكومة لم تضطر إلى تحقيق ربح.
وأضاف: قالت قطر مراراً إنها ستتوقف عن الغش وتقويض صناعة الطيران الأميركية، ولكنها لم تتوقف.
ومن جانبه، أفرد موقع «كلاريون بروجكت» مساحة واسعة للحديث عن خطورة العمل القطري في الولايات المتحدة. وحذرت الناشطة الإصلاحية الأميركية شيرين قدوسي، في رسالة عبر الموقع، الإدارة الأميركية من الاعتماد على النظام القطري أو التعامل معه، مشددة على أنه نظام يأوي جماعة الإخوان الإرهابية ويدعم إيران، مضيفة أن «عدم الإيمان بقدرة الإصلاحيين الأميركيين المسلمين على ضمان السير في عملية الإصلاح مرتبط مباشرة بحملات التضليل التي تزود بها قطر الأسواق الأميركية، نحن نخسر، قصصنا ووجوهنا وأصواتنا ممزقة بالحبر الأسود لحملات التضليل في قطر، لا يمكننا التعايش، يجب سحق جماعة الإخوان ويجب تحييد جميع القوى التي تقود رسالتهم».
وقال مدير شبكة طلاريون إنتيليجنس، رايان ماورو، «الرئيس ترامب وحكومته تعرضوا بالفعل لأساليب التلاعب القطرية قبل وصول الأمير هذا الأسبوع»، مشيراً إلى «عمل الآلة الإعلامية القطرية وجماعات الضغط في الولايات المتحدة».
ومن جانبه، كشف موقع «بيرتبارت» أن ثلاثة من القيادات المحافظة أرسلوا خطاباً إلى الرئيس ترامب في مطلع هذا الأسبوع يطلبون منه الوقوف في وجه أمير قطر بشأن قضايا دعم الإرهاب وانتهاكه لاتفاقية التجارة عند لقائه في البيت الأبيض. وأرسل الخطاب في السادس من يوليو الجاري كل من كينيث بلاكويل، السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة، وجيني بيث مارتين، رئيسة حركة حزب الشاي الوطني (حركة سياسية من المحافظين الأميركيين)، وريك مانينج، رئيس رابطة أميركيين من أجل حكومة محدودة.