19 ديسمبر 2009 00:11
سرقة بعض الزوجات للأزواج حقيقة تعترف بها المرأة ببساطة، ولكنها لا تعتبرها من السرقات، مما جعل إحداهنَّ تقول لنا بمزاح: «سرقة الحبيب مثل أكل الزبيب».
والزوجة عندما تسرق من زوجها، تكون دوافعها مختلفة بدرجة كبيرة عن دوافع سرقة الرجل لزوجته، فالمرأة سارقة زوجها تهدف بصورة أساسية إلى الانتقام من بخل الزوج وتقتيره، أما الزوج الذي يسرق زوجته، فتكون الغيرة من الزوجة وما تجنيه من مال السبب، على الأغلب وراء تصرفه.
لكن في نهاية الأمر هل يمكن نشل الزوجة لزوجها، بعد أن يروح في سبات عميق، أن يكون أمراً يتقبله الزوج تحت شعار أن «الحال واحد»، و«الجيب واحد».
ثمة حالة لسيدة أخرى تعلم أن ما تفعله خاطئ، لكنها تلجأ إليه مضطرة لأن زوجها لا يوافقها على شيء، وغالباً ما يقصر في احتياجاتها، ويعتبرها من الكماليات، ولا يعترف إلا بالمأكل والمشرب، أما الأمور الأخرى فهو يرفض النقاش فيها، حتى الواجبات الاجتماعية في المناسبات تكون مرفوضة.
تقول رشيدة بابكر، وعلامات الاستفهام واضحة على وجهها: «عندما أطلب منه مبلغاً من المال يستنكر ويضرب كفاً بكف، ويرفض أعطائي شيئاً، ثمَّ يستغرق في النوم».
تصمت رشيدة قليلاً قبل أن تسترسل: «أعلم أنَّ ما أفعله يتعارض مع العلاقة الزوجية السوية، لكني لست «لصة» في الوقت ذاته، بل أجد إنه نوع من التصرف بحكمة، ورغم ذلك لست راضية عن نفسي».
أسرق لبخله
هذا هو منظور أم هيثم، التي تقوم بسرقة زوجها نظراً لبخله، ولا تطيب لها السرقة إلا في وقت نومه، تقول عن ذلك: «كلما سنحت لي الفرصة أمشي على أطراف أصابعي، وأمد يدي في جيب زوجي، فهو في غاية البخل والقسوة، لكنه مع ذلك لا يهتم بالنقود».
تسترسل أم هيثم مضيفة: «أنا بدوري أسرق منه بطريقة لا يستطيع معها اكتشاف أنه ُسرق، وسبب قيامي بذلك أنني أدخر هذه النقود لحاجتي الشخصية، من حيث شراء بعض المستلزمات، وإن بقي منها شيء فأنا أدخر هذه النقود التي أخذتها «لليوم الأسود»، وأضعها في صندوق خاص، وعندما يحين الوقت المناسب سوف اكشفُ له الأمر، وأنا على يقين إنَّه سوف يشكرني».
ليست سرقة
بدورها تعترف بسمة الدقة أن ما تقوم به ليس سرقة، وتقول ضاحكة: «كان زوجي يفعل ذلك مع زوجته الأولى المغلوبة على أمرها، فقد كان يأخذ راتبها بالكامل، ومن خلال هذا الراتب الذي جمعه تزوج بي، وكما يقول المثل «مثلما تفعل تجازى، فقد تزوج بي وحصل الأمر معه، فأنا أحب أن أمد يدي في جيبه، وآخذ ما أشاء من المال، ولا يهمني إن كان في صحوه ونومه، فهذا حق من حقوقي، وأعتقد أن من تفعل مثلي، وتأخذ من مال زوجها، لا أعتقد أنه سرقة بقدر ما هو حاجة».
لكن الحال مع فوزية جاسم مختلف، تقول: «أسرق زوجي لأحافظ على نقوده، وأدخرها لليوم الأسود فزوجي رجل مسرف جداً، لا يطيق أن يترك نقوده في جيبه حتى الصبح، وكل مبلغ استولي عليه من جيبه احتفظ به».
الصراحة والتفاهم
من جانبه صالح محمد يقول إنَّ حياته قائمة على الصراحة والتفاهم، ولا يتوقع في يوم أن تقوم زوجته بسرقة محفظته، وأخذ النقود منها. يقول بصراحة: «لا أتخيل أن تمد زوجتي يدها في جيبي بعد أن أنام لتسرقني، فهذه جريمة لا يقبلها أحد، لكن هذه ليست المشكلة، بل إنَّ الرجل هو «كذلك، فهو الذي يدفعها لفعل هذا العمل المشين، فهي تريد المال وهو يمنعها، ولأنها لا تستطيع المواجهة فهي تسرق بحسن نية، لكن هذا ليس مبرراً لأن تتحول الزوجة إلى لصة تنشل زوجها في غرفة النوم».
كذلك يرى راشد العامري أن قيام الزوجة بأخذ مال زوجها دون علمه، لابدَّ له أن يؤدي إلى مشاكل كثيرة قد تدرك الطلاق، وهذا ما حدث معه، يقول عن ذلك :»لقد علمت إن زوجتي تأخذ من مالي دون علمي وتعطيه لأهلها».
يصمت العامري بعض الشيء قبل أن يسرد حكايته: «لو طلبت مني مالًا لما منعتها، لكن أن تقوم بأخذ مبالغ شهرية من المال دون علمي، فهذا الخطأ بعينه، وعندما واجهتها أنكرت، فطلقتها وأعتقد إنها هي التي اختارت هذا المصير».
يخلص محدثنا إلى القول: «غياب التفاهم بين الزوجين لا يبرر أن تتحول الزوجة إلى «نشالة»، تسير على أطراف قدميها لتسرق زوجها بعد أن ينام.
بخل وحاجة
من جهته يرى دلبرين المصطفى إنَّه لابدَّ من معرفة دوافع الزوجة لأخذ مال زوجها، أو نشله دون علمه. يضيف معلقاً على الأمر: «هناك حاجة المرأة الماسة للمال، ويقابل ذلك بخل الزوج ورفضه أن يعطيها ما تحتاجه، حيث يرى بعض الأزواج أنَّ المرأة غير مؤهلة لصرف المال، وأنَّ الزوج هو الوحيد القادر والعارف بأمور أسرته، وبالكيفية الصحيحة لصرف المال، وهناك من الأزواج من لا يقدر حاجة المرأة لشراء بعض المستلزمات الشخصية التي قد لا يقتنع الزوج بضرورتها، الأمر الذي تضطر معه الزوجة إلى مد يدها وأخذ ماله دون معرفته، وذلك بهدف أن تشتري ما ترى إنه من حقها، وهذا من وجهه نظري حاجة، وليس نشلاً أو سرقة».
بدوره يعيد موفق محمد لجوء بعض الزوجات إلى نشل أزواجهنَّ في غرف النوم، لعوامل متعددة: «قد يكون الزوج بخيلاً لا ينفق على البيت، فتضطر الزوجة للسرقة من جيبه كي تنفق على مستلزمات حياتها وأولادها، وهذا ليس مرضاً ولا خللاً نفسياً، لكنه اضطرار تلجأ إليه من فرط الاحتياج المادي، وهنا يجدر بالزوجة أن تأخذ ما يكفيها في تأمين الضروريات فقط، وليس الكماليات».
رأي النفس
الأخصائية النفسية غادة طه تقارب المسألة بالقول: «بين الرجال من هو بخيل على أهله وأسرته، كريم على نفسه، وهذا ما يثير العجب لدى كثير من الزوجات دون أن يجدن سبباً لذلك، هل هو نتيجة مرض، أو أنَّه لا يعرف معني النفقة الواجبة عليه تجاه أسرته؟!
تضيف غادة: «أيضاً قد لا يسمح الزوج لزوجته أن تمد يديها من أجل أن تأخذ درهماً من جيبه، وهذه الأمور تولد عندها تعقيدات نفسية تجعلها تلجأ إلى أخذ مال زوجها وهو يغط في سبات عميق.
لذلك لا عجب حين نرى الكثير من الرجال عندما تتيسر أحوالهم لا يبخلون على أنفسهم في خوض المغامرات والنزوات، يصرفون المال على كل شيء بلا حساب، فيما زوجاتهم يلجأن إلى سرقة النقود من جيوبهم كنوع من قصقصة الريش الذكوري المتطوس، وذلك عملاً بالمثل الشعبي: قصقصي طيرك قبل ما يلوف بغيرك».
المصدر: أبوظبي