18 ديسمبر 2009 23:40
تراجعت أسعار مواد البناء في أبوظبي بمتوسط 10% خلال الربع الأخير من العام الجاري مقارنة بالربع الثالث، بحسب تجار مواد بناء ومقاولين أرجعوا ذلك إلى تراجع الطلب واحتدام المنافسة بين التجار.
وقال تجار لـ “الاتحاد” إنهم اضطروا لخفض أسعار مواد التشطيب المستوردة لتعويض تراجع الطلب وانخفاض المبيعات، موضحين أن المنافسة بين التجار على جذب المشترين أدت إلى ظهور مضاربات سعرية لمحاولة تعويض تراجع الطلب.
وقال عصام زيادة مدير مجموعة السلطان لمواد البناء إن الشركة اضطرت لخفض أسعار مواد التشطيب بنسبة 10% لتعويض التراجع في الطلب بعد الأزمة المالية العالمية.
وأضاف “التجار مضطرون للتنازل عن جزء من هامش الأرباح لتنشيط المبيعات التي تشهد ركوداً ملحوظاً”، موضحاً أن أسعار المواد المستوردة لم تتراجع خلال هذه الفترة، ولكن الشركات اضطرت لخفض الأسعار.
وأوضح مقاولون أن تراجع الطلب على مواد البناء نتيجة تباطؤ نشاط التشييد بعد الأزمة المالية أسهم بوجه عام في خفض أسعار أغلب المواد.
ولكنهم أشاروا إلى تراجع أسعار مواد البناء عالمياً بعد الأزمة المالية العالمية.
وأوضح هؤلاء أن أغلب المطورين يطالبون اليوم باستخدام مواد التشطيب منخفضة السعر لخفض التكاليف، علاوة على موافقة أغلب المشترين على خفض تكاليف التشطيب.
وكان تقرير صادر عن مركز إحصاء أبوظبي مؤخراً أشار إلى تراجع متوسط أسعار البلاط والرخام في شهر أكتوبر الماضي بنسبة 5.79% مقارنة بأسعار شهر سبتمبر، حيث انخفضت أسعار بلاط موزاييك الإمارات بنسبة 8.18%، وبلاط الرخام 9.75%، وبلاط سيراميك الجدران بنسبة 11.88%. ولفت التقرير إلى انخفاض متوسط أسعار الأدوات الصحية بنسبة 2.62%، حيث انخفض متوسط سعر أطقم الحمام بدون اللوازم بنسبة 5.68%، فيما استقر متوسط سعر “أطقم حمام بجميع اللوازم ملون” و”مجلى ستانلس ستيل” كامل مع الخلاط كما كان عليه خلال سبتمبر.
كما انخفض متوسط أسعار الأخشاب في أكتوبر الماضي بنسبة 1.02% مقارنة بشهر سبتمبر 2009، حيث تراجع متوسط سعر المتر المكعب الواحد من الخشب الأبيض التشيلي بنسبة 10.73% من 1203 إلى 1075 درهماً، ولوح الخشب بليوود أبيض/الاندونيسي بنسبة 10.26% من 71.58 إلى 64.24 درهم، فيما ارتفع متوسط سعر لوح الخشب الأحمر كرنك الماليزي بنسبة 15.38% للصغير وبنسبة 9.27% للكبير مقارنة بأسعار شهر سبتمبر.
في المقابل، لفت التقرير إلى ارتفاع أسعار المواد العازلة بنسبة 7.69%، والزجاج 13%، وأنابيب المياه والمجاري 12%، والأسلاك بنسبة 3.8%.
وذكر عصام أن أبوظبي شهدت قبل سنتين طفرة في المشروعات العقارية، موضحاً أن الفترة الحالية تشهد انتهاء أغلب المطورين من أعمال البناء لتبدأ مرحلة التشطيب، ورغم ذلك فإن الطلب يشهد تراجعاً ملحوظاً، في الوقت الذي يطلب فيه كثير من المشترين تخفيضات وتسهيلات في الدفع.
وأوضح أن متوسط التراجع في أسعار السيراميك والأدوات الصحية خلال الربع الاخير يصل إلى نحو 10%.
وقال إبراهيم الخوري رئيس شركة طنب الكبرى للمقاولات إن أسعار مواد البناء بوجه عام تشهد تراجعا خلال هذه الفترة، موضحاً أن التراجع يعد نتيجة طبيعية لتراجع نشاط البناء بعد الأزمة المالية.
وأضاف الخوري أن التراجع في الأسعار يظهر بوضوح في الأدوات الصحية، وفي بعض أنواع السيراميك.
ولكنه قال “ثمة أصناف أخرى من مواد التشطيب يمكن أن يطرأ ارتفاع على أسعارها”.
وأوضح أن سعر الأسلاك الكهربائية على سبيل المثال ارتفع إلى 180 درهماً للمائة متر، مقابل 160 درهما قبل أشهر، كما ارتفعت بعض أنواع السيراميك، ومنها السيراميك الأسباني الذي ارتفع سعره إلى 190 درهما مقابل 170 درهما للمتر قبل فترة.
بدوره، أكد المهندس كمال شحادة الشريك الإداري في شركة بروفيشنال بيلدرز أن أسعار مواد التشطيب تشهد استقراراً خلال الفترة الحالية، في ظل تراجع الطلب بشكل عام على مواد البناء، مشيرا إلى أن “التراجع الحالي في الأسعار لا يزال محدودا وغير كافي”.
وأضاف شحادة أن المنافسة هي السبب الرئيسي وراء انخفاض أسعار بعض مواد التشطيب، مشيراً إلى أن التنافس بين التجار على جذب المشترين يؤدي إلى اتجاه بعض التجار لخفض السعر، إلا أن ذلك يعد مجرد حالات فردية بما يعني صعوبة الحديث عن تراجع ملحوظ في الأسعار.
وأضاف “الفترة السابقة على الأزمة كانت تشهد تسابق المقاولين وراء التجار دون فائدة، في حين نشهد اليوم إصرار التجار على محاولة إقناع المقاول بالشراء عبر تقديم بعض المزايا والتخفيضات”.
وأوضح شحادة أنه في الوقت الذي يبحث فيه المطورون عن استخدام مواد التشطيب منخفضة القيمة بسبب أزمة شح السيولة لديهم، فإن كثيرا من التجار يتشددون في التعامل مع المطورين، خوفاً من التعثر في السداد.
المصدر: أبوظبي