عمرو عبيد (القاهرة)
استعاد المنتخب البرازيلي الكأس اللاتينية بعد غياب 12 عاماً، وهو إنجاز كبير لجيل السليساو الحالي الذي ابتعد عن منصات التتويج العالمية والقارية، خلال العقد الأخير، وهو ما لا يليق بصاحب الرقم القياسي في الفوز ببطولة كأس العالم عبر التاريخ، وبرغم هذا التتويج القاري المهم، إلا أن الجميع في البرازيل يتمنى أن يكون لقب كوبا 2019، بمثابة نقطة انطلاق حقيقية نحو تحقيق الحلم المونديالي الكبير، الغائب عن خزائن السليساو منذ 2002، ولكن التاريخ قد يعاند راقصي السامبا، لأن الفوز بكأس أميركا الجنوبية، لم يكن يوماً هو كلمة السر في التتويج بكأس العالم!
وكان منتخب الأرجنتين أول من تلقى تلك الضربة المحبطة، في عام 1930، عندما توّج قبلها بعام واحد فقط، بالكأس اللاتينية، للمرة الرابعة في تاريخه، على أرضه، وبعد نتائج رائعة في أول نسخة مونديالية، احتضنتها أرض أميركا الجنوبية أيضاً، توقع الجميع أن يكرر الألبيسيليستي تفوقه ويحصد اللقب العالمي، إلا أن أوروجواي، التي خرجت من الدور الأول في بطولة كوبا أميركا في عام 1929، اقتنصت الكأس على حساب راقصي التانجو في النهاية.
وفي مونديال 1938، اكتفى وصيف كوبا أميركا 1937، البرازيل، باحتلال المركز الثالث في مونديال 1938، قبل أن يتلقى السليساو الصفعة التاريخية الكبرى، في نسخة كأس العالم 1950، على ملعبه ووسط جماهيره، إذ أجرى «بروفة» ناجحة في الكأس اللاتينية في عام 1949، عندما استضافها وفاز بها، لكنه لم ينجح في تكرار الإنجاز بعد عام واحد، عندما احتضن النسخة المونديالية الأولى بعد الحرب العالمية الثانية، ولكنه خسر أمام السيليستي أيضاً، في نهائي ملعب ماراكانا الشهير، بهدفين مقابل هدف واحد.
وبرغم سيطرة البرازيل على الكرة العالمية، خلال حقبة الجيل الذهبي التاريخي، الذي حصد 3 ألقاب مونديالية في 4 نسخ، بين عامي 1958 و1970، إلا أن رفاق بيليه وجارنشا وتوستاو، وبقية أفراد الجيل الأسطوري، لم يتمكنوا من معانقة الكأس القارية، خلال تلك الفترة اللامعة في تاريخ السامبا، في حين شهدت تلك الحقبة نتائج كارثية للأرجنتين، بطل كوبا أميركا مرتين متتاليتين في عامي 1957 و1959 ووصيف نسخة 1967، لأن الألبيسيليستي خرج من الدور الأول في مونديالي 1958 و1962، واكتفى ببلوغ ربع نهائي بطولة 1966، بينما لم ينجح في التأهل إلى نسخة 1970 في المكسيك، في واقعة تاريخية لم تتكرر على الإطلاق!
الغريب أن فوز الأرجنتين بالمونديال، في نسختي 1978 و1986، ارتبط بخروج التانجو المبكر من بطولات كوبا أميركا التي سبقت كأس العالم في المرتين، إذ تعرضت للإقصاء من مرحلة المجموعات في الكأس اللاتينية في عام 1975 على يد البرازيل، قبل أن تقصي مجدداً بفارق الأهداف عن السليساو في المجموعة الثانية في نسخة 1983، وبعد 3 سنوات من كل بطولة قارية، حصل الألبيسيليستي على لقبيه التاريخيين الوحيدين حتى الآن.
ولم يختلف الأمر مع البرازيل، في آخر تتويجين لدول القارة اللاتينية بكأس العالم، في نسختي 1994 و2002، لأن السليساو لم يكن بطل القارة في بطولتي 1993 و2001، إذ اكتفى ببلوغ ربع النهائي في كل مرة، والمثير للدهشة أن منتخب السامبا حصل على كأس كوبا في بطولة 1997، إلا أنه سقط بقوة في نهائي مونديال 1998 أمام الديوك الفرنسية، وكان الثنائي اللاتيني اللدود، البرازيل والأرجنتين، هما طرفا نهائي نسختي 2004 و2007 في الكأس القارية، إلا أن الحصاد المونديالي كان مخيباً للغاية في بطولتي 2006 و2010 على الترتيب، ويعتبر حصول التانجو على وصافة مونديال 2014، ومعه البرازيل رابعاً، هو الحصاد الأفضل للقارة الجنوبية في العقد الأخير، علماً بأن كليهما غادر بطولة كوبا 2011 من ربع النهائي.