الإثنين 14 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 39 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القرآن «بشرى» بالخير والنعيم في الدنيا والآخرة

القرآن «بشرى» بالخير والنعيم في الدنيا والآخرة
28 ابريل 2011 22:12
«بشرى» اسم من أسماء القرآن الكريم، سماه الله تعالى به، وذهب إلى ذلك صاحب البرهان والسيوطي في الإتقان وغيرهما استنادا لقوله تعالى: «قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين» سورة البقرة -الآية 97، وقوله عز وجل: «ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين» سورة النحل - الآية 89، وقوله سبحانه: «قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين» سورة النحل - الآية 102، وقوله: «طس، تلك آيات القرآن وكتاب مبين، هدى وبشرى للمؤمنين» سورة النحل - الآيتان 1و2، وقوله تعالى: «وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين» سورة الأحقاف - الآية 12. أحمد محمد (القاهرة) - ورد في التفاسير عن هذه الآيات الكريمة، أن بعضهم زعم أنهم يعادونك ويكفرون بكتابك لأنهم أعداء لجبريل الذي يبلغك هذا الكتاب، فقل يا أيها النبي لهم: من كان عدوا لجبريل فهو عدو لله، لأن جبريل ما يجيء بهذا الكتاب من عنده وإنما ينزله بأمر الله مصدقا لما سبقه من الكتب السماوية ومصدقا لكتابهم نفسه وهدى وبشرى للمؤمنين، وما ينزل جبريل على قلبك إلا بآيات بينات لا يسع طالب الحق إلا الإيمان بها، فقد نزلنا القرآن فيه بيان كل شيء من الحق، وفيه الهداية وفيه الرحمة والبشرى بالنعيم، وقل لهم يا محمد إن القرآن قد نزل عليّ من ربي مع جبريل الروح الطاهر مقترنا بالحق مشتملا عليه ليثبت به قلوب المؤمنين وليكون هاديا للناس إلى الصواب ومبشرا بالنعيم لكل المسلمين. وتلك الآيات المقروءة من كتاب الله المبين، هو هاد للمؤمنين إلى طريق الخير والفوز في الدنيا والآخرة ومبشر لهم بحسن المآل ومن قبل القرآن أنزل الله سبحانه وتعالى التوراة رحمة للعاملين، وهذا القرآن الذي يكذبونه مصدق لما قبله من الكتب أنزله الله بلسان عربي ليكون إنذارا متجددا للذين ظلموا وبشرى للذين استقاموا على الطريقة. خير وهدى ويقول الدكتور خمساوي أحمد ـ الأستاذ بجامعة الأزهر ـ إن الاسم «بشرى» ورد في القرآن الكريم في المواضع الخمسة السابقة، وأن هذا الاسم جاء نكرة في جميع الآيات التي ورد فيها هذا اللفظ، وسمي به القرآن الكريم للدلالة على عظيم شأنه وعلى أنه بشرى عامة جامعة، وأنه لم يسم أو يوصف بهذا الوصف أي كتاب سبقه كالتوراة والإنجيل والزبور وغيرها، مع أن بعض هذه الكتب وصفت بأنها هدى ورحمة ونذير وكتاب وغيرها من الأسماء المشتركة مع أسماء القرآن الكريم، ومع أن اسم «هدى» لصيق لاسم «بشرى» في أربع آيات من الآيات الخمس؛ لأن القرآن كانت خصوصيته البشرى؛ لأنه آخر الكتب، وبالتالي أقربها إلى تحقق الجزاء والثواب في الآخرة، وهو آخر أنباء الخير للبشر، والتصاق لفظ «بشرى» بلفظ «الهدى» في الآيات الأربع يوحي بأن البشرى لا تتحقق إلا بالهداية، فإن الكتاب فيه التشريع وأوامر الله ونواهيه وطريق الرشاد، فمن ألزم نفسه بها وهدي إليها كان القرآن له بشرى، أما من ضل أو من خلط إيمانه بظلم فليس القرآن بشرى له، بل هو نذير وإنذار بالوعيد والقرآن الكريم «بشرى»؛ لأنه بركة وخير وهدى وسبب الفرح والسرور. وورد أيضا اسم مشابه للبشرى وهو «البشير» كما جاء في قوله تعالى: «كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون» سورة فصلت - الآيتان 3و4 أي أن هذا الكتاب تنزيل بديع من المنعم بجلائل النعم ودقائقها، ميزت آياته لفظا ومقاطع ومعنى بتمييزه بين الحق والباطل والبشارة والإنذار وتهذيب النفوس وضرب الأمثال وبيان الأحكام وهو مقروء باللسان العربي ميسر فهمه لقوم يعلمون، مبشرا المؤمنين العاملين بما أعد لهم من نعيم ومخوفا المكذبين بما أعد لهم من عذاب أليم، فانصرف عنه أكثرهم فلم ينتفعوا به كأنهم لم يسمعوا. وورد لفظ «بشير» في القرآن الكريم سبع مرات، ست منها اسم أو صفة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومرة اسم وصفة للقرآن الكريم، وهذا الاسم مشترك للقرآن والرسول؛ لأن كلا منهما يخبر الأمة بالخير والبشرى. ينبوع الحكمة فقد أنزل الله سبحانه وتعالى هذا القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم، ليخرج به الأمة من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام حتى أصبحت خير أمة أخرجت للناس، وتميزت بخصائص كثيرة ليست في الأمم كلها واختص أيضا نبيها - صلى الله عليه وسلم- بخصائص كثيرة وتميز دينها الإسلامي بخصائص عديدة ليست في الأديان الأخرى وتميز الكتاب الذي أنزل عليها بخصائص دون سائر الكتب المنزلة، فهو ينبوع الحكمة وآية الرسالة ونور الإبصار والبصائر. فلا طريق إلى الله سواه، هو كلام الله العظيم وصراطه المستقيم، ودستوره القويم، به كل سعادة وهو رسالة الله الخالدة ومعجزته الدائمة ورحمته الواسعة وحكمته البالغة ونعمته السابغة وحجة الرسول- صلى الله عليه وسلم - الدامغة وآيته الكبرى شاهدة برسالته وناطقة بنبوته وهو كتاب الإسلام في عقائده وعباداته وحكمه وأحكامه وآدابه وأخلاقه ومواعظه وهدايته ودلالته وهو أساس رسالة التوحيد والمصدر القويم للتشريع ومنهل الحكمة والهداية والرحمة والنور المبين للأمة والمحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك لا يدانيه فضل ولا تسمو إليه مكانة. حدود الحلال والحرام يقول ابن القيم عن القرآن: «لا تزال معانيه تنهض العبد إلى ربه بالوعد الجميل وتحذره وتخوفه من العذاب الوبيل، وتحثه على التخفف من عناء اليوم الثقيل وتهديه في ظلم الآراء والمذاهب إلى سواء السبيل وتصده عن طرق البدع والأضاليل، وتبصره بحدود الحلال والحرام وتثبت قلبه عن الزيغ والميل عن الحق».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض