السبت 19 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 34 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تأجيل الحمل الأول يؤدي إلى العقم

6 ديسمبر 2005
القاهرة - سيد العبادي:
يتفق بعض الأزواج في بداية حياتهما الزوجية على تأجيل الحمل الأول عدة سنوات لأسباب اجتماعية أو لأن الزوجة ترغب في الانتهاء من دراستها أو تأمين مركز مرموق لها في عملها، وفي سبيل ذلك يستعمل الزوجان بعض الوسائل في العلاقة الزوجية مثل استخدام اللولب أو تناول حبوب منع الحمل لتأجيل الإنجاب··· لكن هذا القرار قد يحمل مخاطر الحرمان الدائم من الإنجاب لأسباب يعددها الدكتور أحمد عارف -أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة القاهرة في هذا اللقاء:
؟ بعض الأزواج يقررون تأجيل الحمل الأول، فهل هذا القرار سليم؟
؟؟ بعض الأزواج يفكرون في إرجاء الحمل الأول لأسباب مختلفة، ويرى الزوجان أن هذا القرار صائب على أمل أن يحدث الحمل بعد فترة حين تتحسن ظروفهما، وننصح بعدم اللجوء إلى مثل هذه الطريقة لأنه من الأفضل أن يختبر الزوجان قدرتهما على الإنجاب بمجرد الزواج ووسائل منع الحمل لها خطورة على الإنجاب فيما بعد والتجارب أثبتت أن بعض الأزواج تكون لديهم القدرة على الإنجاب لكنهما يؤجلان الإنجاب وحين تأتي الفرصة المواتية لاتخاذ قرار الحمل لا يحدث الإنجاب·
وأرى ألا يستعمل الزوجان أي وسيلة لمنع الحمل لتأخير الإنجاب والأفضل أن ينجبا الطفل الأول ثم يؤخرا إنجاب الطفل الثاني فترة·
حالات الإسراع بالحمل
؟ ما الحالات التي ينصح فيها بالإسراع بالحمل؟
؟؟ هناك العديد من الحالات التي ينصح فيها بالإسراع في الإنجاب لتجنب مخاطر التعرض للعقم أو صعوبة الحمل مثل: تعرض السيدة لاضطرابات في الهرمونات بالغدة الدرقية، وكذلك السيدة التي تعاني تكيس المبايض وذلك بعد علاج التكيس أولا وفي حالة وجود خلل أو كسل بنشاط الغدة النخامية المسئولة عن إفراز الهرمونات الأنثوية بالمبايض يجب عدم تأجيل الحمل واستغلال الفرصة الممكنة للإنجاب·
وفي حالة إصرار الزوجين على تأجيل الحمل ينبغي على السيدة الاطمئنان على مخزون المبيض لأن المبايض لابد أن تكون نشيطة وبها أعداد كافية من البويضات لأن المبايض التي تحتوي عددا قليلا من البويضات تقل وظيفتها مع مرور الوقت وبالتقدم في السن لذلك ننصح حديثة الزواج بأن تحمل فورا ولا تفكر في تأخير الإنجاب ولو ليوم واحد فهناك بعض الحالات التي تقل فيها وظيفة المبيض لدرجة أن الدورة تنقطع لدى السيدة أو حتى الفتاة في سن مبكرة جدا ومن المهم عدم الانسياق وراء الموجة السائدة التي يتبناها بعض الشباب من حديثي الزواج بأن تأجيل الحمل ضرورة لبناء المستقبل·
ومن الحالات التي ينصح فيها بعدم تأجيل الإنجاب أيضا الزواج في سن متأخرة لأن فرصة الإنجاب تتناسب عكسيا مع تقدم السن، فكلما زاد عمر الزوجة قلت فرصة الإنجاب ونشاط المبايض يقل بالإضافة إلى خطورة تعرض السيدة لأمراض تحول دون قدرتها على الإنجاب بالإضافة إلى انقطاع الطمث·
كما أثبتت الأبحاث العلمية أن نسبة الخصوبة لدى المرأة تبدأ في الانخفاض مع بلوغ منتصف الثلاثينات، وفي هذه السن من الوارد إصابة بعض الأعضاء المتعلقة بالإنجاب مثل الالتهابات في قناتي فالوب وهما القناتان اللتان تنتقل البويضات بواسطتهما من المبيض إلى الرحم ومن الممكن أيضا حدوث التهاب في بطانة الرحم وهو المكان الذي يلتصق به الجنين· ومن المهم أن تدرك النساء أن مبايضهن تتقدم في السن بسرعة أكبر من بقية أجسامهن·
حالات ذكورية
؟ هل هناك حالات ذكورية تستدعي الإسراع في الإنجاب؟
؟؟ عند اتخاذ الزوجين قرار التأجيل لابد من فحص الزوج أيضا لان سلامة الزوجة فقط لا تكفي، فربما كان الزوج يعاني بعض المشكلات التي تؤدي مع تأجيل الحمل إلى عقم ثانوي وقلة فرص الإنجاب·
ومن الحالات التي ينصح الزوج فيها بعدم تأخير الإنجاب أن يكون عدد الحيوانات المنوية لديه قليلا، ومن المهم إجراء فحص للسائل المنوي لتحديد عدد تلك الحيوانات، كما أن الزوج الذي يعاني دوالي الخصية ويؤجل الإنجاب يمكن أن يسبب له ذلك عقما ثانويا، لان الدوالي تؤثر على المدى الطويل على القدرة على الإنجاب، كما أن الزوج الذي يعاني أوراما سرطانية يأخذ عقاقير تؤثر على قدرته على الإنجاب، ومنها أيضا أدوية النقرس التي تؤثر على قدرة الحيوانات المنوية، علما بان قدرة الرجل على الإنجاب لا تتأثر بتقدم السن مثلما يحدث لدى السيدات·
لا للإجهاض
؟ بعض الأزواج يصل بهم الأمر اللجوء إلى الإجهاض عند الحمل المبكر؟
؟؟ في حالة حدوث الحمل لا يجب اللجوء إلى الإجهاض لأنه حرام شرعا مهما كان عُمر الجنين، فهناك مقولة خاطئة تشير إلى أن الإجهاض في المراحل الأولى للحمل مباح، لكني أؤكد أن الإجهاض حرام حتى ولو كان عُمر الجنين يوما واحدا·
ومن الناحية الصحية قد يتسبب الإجهاض في عدم مقدرة الزوجة على الإنجاب على المدى البعيد لأنه قد يؤدي إلى غلق قناتي فالوب، أو يتسبب في إزالة الطبقة الداخلية للرحم المسماة 'بطانة الرحم' وهو المكان الذي يلتصق به الجنين في مراحل الحمل، وقد أثبتت التجارب أن حالات عديدة ممن تعرضن للإجهاض فشل علاجها من العقم بسبب إزالة تلك الطبقة·
؟ في حالة اقتناع الزوجين بإنجاب الطفل الأول، ما أطول فترة ممكنة لتأجيل إنجاب الثاني؟
؟؟ بعد إنجاب الطفل الأول يمكن للزوجين تأخير الحمل الثاني، على ألا تطول هذه الفترة أكثر من ثلاثة أعوام، تستطيع الزوجة خلالها استعمال أي وسيلة لمنع الحمل، ولتتمكن خلال تلك الفترة من استرداد صحتها البدنية والنفسية وتعويض ما فقدته خلال فترة الحمل من عناصر غذائية، كما أن المباعدة بين الحمل والآخر تعطي الزوجة الفرصة لنسيان متاعب الحمل، بالإضافة إلى إعطاء أجهزة الجسم كلها فرصة للاسترخاء، لأنه من الثابت علميا أن أجهزة الجسم في الأم يزداد معدل عملها خلال فترة الحمل بنسبة تصل إلى مرة وثلث المرة عن الظروف الطبيعية·
مخاطر تكرار الحمل
؟ هل توجد خطورة من تكرار الحمل؟
؟؟ من الثابت علميا أن أفضل عدد للإنجاب هو ثلاثة أطفال، لان خطورة الحمل تزداد مع تكرار حدوثه بالنسبة للأم وللجنين، فبالنسبة للأم تعاني أنيميا وهشاشة عظام ومتاعب في القلب والكلى وآلام الظهر وسقوط الشعر وفقدان نضارتها وتعرضها للنزيف قبل الولادة وأثناءها وبعدها، وقد يؤدي تكرار الحمل إلى إصابة الأم بالسكر وارتفاع ضغط الدم·
أما بالنسبة للجنين فتكرار الحمل يؤدي إلى كبر حجمه، وتعثر عملية الولادة، وقد يلجأ الطبيب إلى إجراء ولادة قيصرية بما فيها من مشكلات تتعرض لها الأم أثناء التخدير وأثناء العملية وبعدها، وتعرض الأعضاء الداخلية كالمثانة للتهتك، وظهور ظواهر خلقية للجنين، فهناك قاعدة علمية تقول انه كلما زاد عدد مرات الحمل زادت نسبة تشوه الأجنة خاصة مع تقدم عٌمر الزوجة·
والحمل المناسب في الوقت المناسب يضيف لجمال المرأة، فهو أجمل تعبير عن أنوثتها وان جهازها التناسلي الداخلي يعمل بكفاءة، وحين تهتم الأم بتغذيتها فان الحمل يضيف إليها ولا يأخذ منها، عكس ذلك فان تكرار الحمل وعدم الاهتمام بالتغذية السليمة يؤدي إلى شحوب الوجه ومعاناتها متاعب في الأسنان وتساقط الشعر وفقدان نضارتها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض