28 سبتمبر 2008 01:15
جاءت الجولة الثانية من الدوري لتقدم لنا وجهاً آخر غير الذي شاهدناه في جولة البداية، ونحن نتابع مجموعة جديدة من الأندية تفرض كلمتها على أحداث الجولة، والتي يمكن أن نطلق عليها مجازاً ''جولة تصحيح الأوضاع''، بالنسبة للفرق التي لم يحالفها التوفيق في ضربة البداية·
قد نتفق أو نختلف على المستوى العام للجولة، لكن بالتأكيد، فإن أبزر أحداثها كان يتمحور حول أندية الجزيرة والوحدة والشارقة والنصر، وهي تضرب بيد من حديد، وتسجل أول انتصاراتها في دوري المحترفين، في الوقت الذي خرج الفرسان بأكبر المكاسب في الجولة الثانية بعد أن دعموا موقفهم في القمة بإضافة فوز ثان، واستفادوا من بقية النتائج في الانفراد بالقمة دون مزاحمة·
وفي الجهة المقابلة، فرض الظفرة نتيجة التعادل على العين في أول مباراة تنتهي بنتيجة سلبية في دوري المحترفين، في الوقت الذي تذوّق فيه الشباب حامل اللقب والوصل أولى خسائرهما في المسابقة، فيما بقيت أحوال الشعب دون جديد بتعرض الفريق لمرارة الهزيمة للمرة الثانية على التوالي·
جاءت الجولة بشكل عام أقل من سابقتها، كما يرى أعضاء فريق ''ستاد الاتحاد'' والذين نتوقف معهم في السطور القادمة للتوقف مع أبرز ظواهر الجولة وأحداثها·
البداية مع عبدالرزاق إبراهيم الذي يرى أن الجولة الثانية من الدوري تميزت بتفوق النواحي الهجومية، ويقول: في هذه الجولة شعرنا بأن فرق الدوري زاد إحساسها بالمسابقة، وبالتالي زادت لديها الرغبة في الفوز والانتصار·
الفرق التي لم يحالفها التوفيق في الجولة الأولى كان يهمها أن تعوض البداية، وتضع أقدامها على درب المنافسة، والفرق التي فازت في الجولة الأولى كانت تسعى إلى تعزيز مكاسبها، وزيادة رصيدها من النقاط، لأن البداية الصحيحة تساعد صاحبها على التعامل بشكل جيد مع تقلبات المنافسة، وانعكس هذا الموقف على الأداء الهجومي في معظم المباريات التي يطغى على فرقها الأداء الهجومي·
وأضاف: صحيح أننا لم نتابع جميع المباريات بنفس الدرجة، لكن من خلال النتائج تظهر الرغبة الهجومية بدليل النتائج الكبيرة التي حصلت، وبالتأكيد اختلفت الأساليب بين فريق وآخر حيث اعتمد البعض على أسلوب الهجوم المفتوح، كما شاهدنا في مباراة الوحدة والوصل، وآخرون على الهجوم المعاكس، كما حصل في النصر الذي اختار أسلوب الهجوم المرتد من أجل تحقيق المكسب، ونفس الأمر ينساق على الشارقة الذي أحسن الاستفادة من هجماته المرتدة·
وإذا كانت القوة الهجومية حاضرة فإن هناك أكثر من علامة استفهام على الأداء الدفاعي في معظم الفرق والتي يرى خليل غانم أنها كانت الحلقة الأضعف في الجولة الماضية وساهمت في ضعفها كثرة الأهداف التي شاهدناها·
ويقول خليل: بالنسبة لي كانت الجولة مخيبة للآمال على صعيد خطوط الدفاع في أكثر من فريق حيث شاهدنا عدداً قياسياً من الأهداف يدخل مرمى الخليج، كما تعرض مرميا الوصل والشباب لأهداف غزيرة، وإذا كان فريق مثل الخليج لا توجد لديه فرصة في المنافسة والفارق بينه وبين الفرق التي يواجهها كبير فإن مثل هذه الخسائر الكبيرة غير مبررة بالنسبة لفرق مثل حامل اللقب الشباب والوصل واللذين يحدوها الأمل في المنافسة على اللقب·
ظاهرة كثرة الأهداف أوقفت أيضاً فهد خميس، والذي يصف الجولة بالجنون نظراً للمفاجآت الكثيرة التي حصلت فيها على صعيد النتائج، ويقول فهد: بشكل عام أرى أن الكثير من اللاعبين والفرق افتقدوا التركيز في هذه الجولة، وإن كان ذلك لا يقلل مطلقاً من جهود الفرق التي اجتهدت وسعت إلى الفوز، لكن حجم النتائج لم يكن متوقعاً، وهو أمر يدل على عدم استقرار·
وأعتقد أن هذا التقلب الذي شاهدناه بين الجولتين سوف يستمر في الجولات القادمة قبل أن تصل جميع الفرق إلى درجة تركيزها الكاملة، وبصراحة لا أدري إذا كانت كمية الأهداف التي شاهدناها في هذه الجولة دليلاً على قوة المباريات أم دليلاً على الضعف!
ولعل تساؤل فهد خميس يجيب عليه محسن مصبح بطريقة غير مباشرة في معرض تعليقه على الجولة بالقول: إن الجولة الثانية فاجأتنا في مستوى مبارياتها التي جاءت أقل من الجولة الأولى، والسبب بالتأكيد يكمن في تغير أحوال الفرق وظهور معظمها بحال مغاير عن المستوى الذي كانت عليه في البداية·
غلب الفتور على مستوى معظم المباريات حيث جاءت مباراة الشعب مع النصر عادية، وفي الظفرة لم يكن حال العين مع فرسان الغربية أفضل، ومباراة الجزيرة مع الخليج سارت من طرف واحد ولم يواجه الجزيرة منافسة حقيقية·
الأهلي رغم فوزه وتصدره جدول الترتيب إلا أنه في تقديري ظهر بصورة أقل من الصورة التي كان بها أمام النصر في المباراة الأولى، فيما عانى منافسه عجمان من سوء الحظ·
الاستثناء الوحيد كان مباراة الوصل والوحدة التي جاءت مثيرة وممتعة، وأعتقد أنها أنقذت الجولة بأن قدمت للجميع مباراة تستحق أن تتابع وتشاهد·