3 يوليو 2010 00:27
عادت إلى الواجهة من جديد مقولة “أخطاء الحكام جزء من لعبة كرة القدم” وذلك بعد إلغاء الهدف الثاني للمنتخب الإنجليزي في مرمى ألمانيا في المباراة التي جمعت المنتخبين في دور الستة عشر من نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا.
وذهبت التحليلات بعيداً وقتل خبراء الكرة القضية بحثاً ما بين مؤيد ومعارض، فمنهم من قال إن عدم احتساب الهدف الثاني للإنجليز كان السبب الرئيسي في الهزيمة التاريخية التي تلقاها ملوك كرة القدم أمام غريمهم التقليدي “الألمان”، ومنهم من رأى عدم تأثير الهدف الملغي على نتيجة المباراة باعتبار أن المنتخب الألماني كان الأقوى والأفضل والأحق بالتأهل للدور نصف النهائي باعتباره مرشحاً قوياً لنيل اللقب إلى جانب البرازيل والأرجنتين.
هدف الإنجليز الملغي فتح الباب أمام تعديلات “الفيفا” في المرحلة المقبلة، وقال خبراء إن التفكير الآن ينصب حول طرق جديدة يمكن من خلالها وضع جهاز غير مرئي على خط المرمى يمكنه إصدار صوت يصل إلى الحكم عبر السماعة في حال تخطت الكرة هذا الخط منعا “للقيل والقال”، وهذا الجهاز لا يصدر الصوت إلا في حال تخطي الكرة فقط وليس أجسام اللاعبين، وكل ذلك من أجل تسهيل مهمة الحكام في إدارة المباريات وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين المتنافسين.
أيا ما كان الأمر فإن الأخطاء التي وقع فيها حكام المونديال حتى الآن لا تقل ولا تزيد عن الأخطاء التي يقع فيها حكامنا ما يعني ان الأخطاء فعلاً جزء من كرة القدم مهما كان مستوى الحكم.
فقد صعدت فرنسا إلى نهائيات كأس العالم بخطأ تحكيمي وقع فيه حكم المباراة الفاصلة التي جمعت المنتخب الفرنسي مع المنتخب الايرلندي ولم يستمر “اللغط” طويلاً، وصعدت فرنسا “زورا” إلى النهائيات وخرجت بفضيحة من الدور الأول بعد أن حصلت على نقطة وهدف واحد في المباريات الثلاث التي لعبتها.
ولأنها كرة القدم فإننا نتوقع مزيدا من الأخطاء في المباريات المصيرية القادمة والتي تحدد الفائز بكأس العالم شريطة إلا تكون هذه الأخطاء متعمدة من أجل مجاملة منتخب على حساب آخر، وهذا مستبعد في المونديال حيث يعتبر حكام البطولة أفضل حكام الكرة الأرضية طبقا لاختيار “الفيفا”.
وأسأل لو أن خطأ مثل الذي وقع فيه حكم مباراة إنجلترا وألمانيا أو حكم مباراة ايرلندا وفرنسا في المباراة المؤهلة للمونديال الحالي وفازت بها فرنسا بهدف “هنري” الشهير، لو أن هذا الخطأ ارتكبه حكم محلي في أي من الدوريات العربية، ماذا كان سيحدث..؟، أغلب الظن أن هذا الحكم سيظل لفترة طويلة محل جدل وهجوم من الجماهير والأجهزة الفنية، لكن في كأس العالم مر الأمر بسلام ولم يعلق الإنجليز فشلهم على “شماعة” الحكم رغم تأثيره الكبير على معنويات اللاعبين الإنجليز الذين تاهوا في الملعب تماماً بعد الهدف الثالث، ويا جماهير كرة القدم “أخطاء الحكام جزء من اللعبة”.
salsharhan@admedia.ae