المهدي الحداد (الرباط)
يمر التحكيم المغربي بمرحلة صعبة، بعدما تعالت الأصوات وزادت الاحتجاجات على قضاة الملاعب، إثر سلسلة من الأخطاء القاتلة التي أثرت بصورة مباشرة وكبيرة على نتائج عدة مباريات في الدوري المغربي، حيث تتهم بعض الأندية المسؤولين عن لجنة التحكيم واتحاد كرة القدم بعدم الحياد، والانحياز لبعض الفرق على حساب أخرى، في خرق لمبدأ تكافؤ الفرص والحظوظ.
وجاءت الجولة الأخيرة من الدوري المحلي، لتشكل شرارة الغضب والانتقادات القوية، بعدما أثر الحكام على نتائج ثلاث مباريات، لكل من نهضة بركان أمام الرجاء البيضاوي، والجيش الملكي أمام رجاء بني ملال، ثم أولمبيك أسفي مع الوداد البيضاوي، بإلغاء أهداف صحيحة، وعدم احتساب ركلات جزاء واضحة، والتغاضي عن حالات طرد وتسلل، أسفرت عن تسجيل أهداف غير مشروعة، ليرفع المتظلمون وضحايا الأخطاء التحكيمية الفادحة رسائل احتجاج شديدة اللهجة لاتحاد الكرة.
وتوالت تهديدات بعض الأندية بالانسحاب من المنافسة، آخرها رجاء بني ملال متذيل الترتيب، والذي وجه رسالة عاجلة إلى رئيس الاتحاد، فوزي لقجع، مفادها أن الفريق لن يلعب الدورة المقبلة، وسينسحب رسمياً من الدوري، ولن يستأنف نشاطه إلا بعد عقد اجتماع طارئ مع المسؤولين، وتلقي ضمانات، وشرح أسباب الأخطاء التحكيمية المتتالية في حق النادي، كما بعث الرجاء البيضاوي رسالة تظلم، ومطالبة بفتح تحقيق بخصوص مباراته الماضية ضد نهضة بركان، والمهزلة التحكيمية، كما وصفها بيانه، متهماً الحكم الدولي والمصنف رقم 1 بالمغرب، رضوان جيد، بعدم تطبيق القانون، والتأثير على سيناريو المواجهة، الذي انتهى بالتعادل الإيجابي 2-2.
وزادت رسالتا رجاء بني ملال والرجاء البيضاوي من الأزمة بين الأندية المحلية من جهة، والاتحاد المغربي ولجنة التحكيم من جهة أخرى، حيث سبق وأن هددت فرق أخرى علانية بالانسحاب من المسابقة، في حال تواصلت أخطاء قضاة الملاعب، كما استقبل المسؤولون عن الشأن الكروي وتعيينات الحكام، شكاوى ورسائل تهديد من أندية متظلمة، كالمغرب التطواني، واتحاد طنجة، ويوسفية برشيد، وأولمبيك أسفي، ومولودية وجدة.
ويجد الاتحاد المغربي، في موقف حرج أمام التصعيد وتوالي الشكاوى والتهديدات أسبوعياً من أندية الدوري المحلي والدرجة الثانية، خاصة أن مجموعة من المتهمين هم حكام يحملون شارة الدولية منذ مدة طويلة، ويقودون مختلف القمم الكروية في المسابقات العربية والأفريقية، ومنهم من تولى إدارة مباريات في كؤوس عالمية، لتضطر لجنة التحكيم لاتخاذ عقوبات صارمة، كما حدث قبل أسابيع، حينما قررت إيقاف الحكم الدولي هشام التيازي مدى الحياة، علماً أنها تضع آخر الترتيبات لبداية العمل بتقنية «الفار» مطلع مرحلة الإياب من الدوري، للتقليل من الأخطاء، وتهدئة العاصفة الهوجاء للأندية.