عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
شكلت جدارية الفنانة التشكيلية فاطمة الحمادي، التي اتخذت من الحرف العربي وسيلة تعبيرية جمالية، نقطة جذب لزوار مؤتمر ومعرض أبوظبي الأول للمخطوطات المقام بمنارة السعديات والذي يستمر لغاية 15 فبراير المقبل، والهادف إلى إبراز دور أبوظبي المحوري في الحفاظ على التراث العربي الأصيل ونشره. وتبرز الجدارية الممتدة على مساحة 15 متراً طولاً ومترين ارتفاعاً، جماليات الخط العربي بصيغ حداثية تعيد إنتاج اللوحات الكلاسيكية الحروفية في فضاء لوني حديث، إذ تشتغل الفنانة على توظيف الحروف العربية في عمل تجمع فيه تكوينات زخرفية برؤية معاصرة يتماهى فيها الحرف مع اللون.تقول الحمادي عن عملها الفني: «أعمل على توظيف الخط العربي ضمن رؤيتي الفنية، فأشتغل عليه بألوان الأكريليك والبخاخات ومختلف أنواع الفرش، وأدخل عليه تكوينات زخرفية هندسية، بينما أستعمل الألوان الإسلامية، كالأصفر والبرتقالي والتركواز، ولم أتقيد بجمل معينة بقدر ما حاولت إبراز جمال الخط، وتكوين أشكال جمالية يتداخل فيها اللون بالحرف بالشكل ليعطي هذه الجدارية».وتضيف الحمادي التي تعمل على تأليف مناهج الفنون البصرية بوزارة التربية والتعليم بدبي: «أحاول في هذا العمل الذي أنجزته على مدار يومين إبراز قدرة الخط العربي على تجاوز الزمن، والوصول إلى مساحات معاصرة، بحيث وضعت في البداية تصورا للوحة، ثم بدأت تنفيذ العمل، وهو عبارة عن رسم حر جمالي خاص بي يبرز طاقة الحرف وقوته على التجدد، رغم تكراره أكثر من مرة في العمل الواحد».وتشير الحمادي، التي شاركت في العديد من المعارض داخل الدولة وخارجها، إلى أن الكثير من الفنانين «أصبحوا يتجهون نحو الفن التشكيلي الحروفي للخروج عن الخط الكلاسيكي المتعارف عليه»، مؤكدة أن هذا الفن «يبرز جماليات الحرف العربي بأسلوب شيق جميل، لا سيما أن الخط له القدرة على التشابك والتداخل والتكرار والانسيابية، الأمر الذي يفتح مساحة من الحرية في التشكيل، وفي مزج التكوين الزخرفي بالخط واللون بأحجام وأشكال هندسية مختلفة».
