العرض الأخير في «المسرح الجامعي» يقدم حكاية بوليسية بعرض مشوق

قدمت جامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية، مساء أمس الأول عرضها الثاني والأخير في مسابقة مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي. وكان العرض باللغة الإنجليزية، وحمل عنوان (Fragile parcel) “الهشاشة” تأليف محمد سعيد أحمد وإخراج فاربود فارجاد. وتحكي المسرحية عن قصة شاب يصله طرد بريدي هو عبارة عن دمية، لكن هذا الطرد يغير مجرى حياته، فتلاحقه عصابة، وتعذبه، وتهدده بالقتل إذا لم يرجع تلك الدمية إليهم، وتتشابك الأحداث الدرامية إذ يتدخل أحد أقرباء الشاب فيكشف له أن الدمية تحتوي على شريحة فيها معلومات سرية (لم يكشف الغرض عنها)، ويمكن شحنها إلى خارج البلاد، والحصول من ورائها على مبالغ هائلة، ثم تتصاعد الحبكة فيقتل الشاب رجل البريد عن طريق الخطأ، ثم يحصل على ثروة كبيرة لتنتهي المسرحية بمونولوج وعظي يلقيه الرجل القتيل نفسه فيتحدث من خلاله عن الجشع وعاقبته الوخيمة. على صعيد الإخراج استخدم المخرج شاشة عرض ليعلق من خلالها على ما يجري، فكانت تظهر عليها بعض العبارات التي تعلق على الأحداث، أو تشرح ما سيأتي منها، وهذه تقنية تتعلق بالتغريب الذي يهدف إلى إثارة الأسئلة في ذهن المتفرج ودفعه إلى اتخاذ موقف نقدي مما يجري على الخشبة، كما تنوع الفضاء المسرحي فانتقل من بيت الشاب إلى مركز للشرطة، ثم إلى مكان شحن الطرود البريدية، وساعد في تلك التنقلات من حيث السينوغرافيا استخدام فضاء فارغ تم تأثيثه من خلال الإضاءة، وحركة الممثلين. ورغم أن فريق العمل بذل جهودا صادقة لتقديم عرض يتميز بحبكة تعتمد على تحدي توقعات المتفرج، وعلى الإيقاع السريع للحكاية البوليسية فنجح في ذلك أحيانا، إلا أن بعض الأخطاء كان يمكن تداركها بشيء من التروي منها مشهد محاولة إنقاذ رجل مصاب بطلقة في قلبه عن طريق استخدام الضغط اليدوي على القفص الصدري للمصاب من أجل إنقاذ حياته، أو عن طريق استخدام جهاز الصدم الكهربائي، وهذه أخطاء طبية لا يمكن تجاهلها خصوصا أن من يقدم هذا العرض هم طلاب من كلية للطب والعلوم الصحية.