13 ديسمبر 2009 23:17
في مسعى لخلق أجواء حميمية كان الشاعر الألماني جوته قد خلقها في ديوانه “الديوان الشرقي للمؤلف الغربي”، أحيا معهد جوته في دبي مساء أمس الأول أمسية شعرية، استمع فيها الجمهور إلى قصائد الشاعر المعروف من ديوانه “الشرقي”.
وقرأت القصائد بالألمانية فريدريكا موشيل المديرة في مركز جوته لتعليم اللغة الألمانية، وقرأ بالعربية الشاعر جهاد هديب، ورافقهما على العود العازف العراقي خالد محمد علي، في أجواء قاربت حدود الصوفية.
القصائد هي تعبير عن رؤية الشاعر الألماني للشرق بدفئه وحميميته في مواجهة الغرب وما كان يمثله في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من تحولات مرعبة، هذه التحولات هي التي دفعت الشاعر للبحث عن ملاذ إنساني وثقافي وحضاري، فوجد هذه الملاذات في العالم الشرقي والإسلامي عموما، والعربي خصوصا، ومن خلال مفردات بارزة تظهر في هذا “الديوان الشرقي”.
ومنذ قصيدة “هجرة” تبرز هذه الرغبة في الهروب من عالم يتصدع:
الشمال والغرب والجنوب تتناثر
العروش تتصدع والممالك ترتجف
فهاجر أنت إلى الشرق الطاهر
لتستروح نسيم الآباء
وبين الحب والشرب والغناء
يجدد فيك نبع الخضر للشباب
ثم أن جوته هنا لا يكتفي باستدعاء صور الشرق الحميمية، بل يذهب إلى استلهام لغة القرآن في عدد من قصائده وفي صور شديدة الاقتراب من هذه اللغة.
ويستلهم الشاعر قصة غرام سليمان وملكة سبأ حين يجد الهدهد يسير على الطريق، ثم يقترب منه “ناشرا أهداب تاجه، يخطر في خيلاء، وهو الممتلئ بالحياة، مبديا سخريته من كل ما هو ميت”، يخاطبه الشاعر بحب كبير مبديا إعجابه طالبا منه “أسرع لتعلن للحبيبة، لقد سبق لك أن قمت بدور رسول الغرام”.
المصدر: دبي