24 منتخباً، تأهل منها 16، ثلثا منتخبات آسيا 2019 في الإمارات موجودة حتى اللحظة، وما تم هو خروج غير المؤدين جيداً، أو الذين خانتهم تفاصيل صغيرة، لتبقى مواجهات حساسة وأكثر قابلية للمفاجأة.
وتبرز مواجهة السعودية واليابان بين المنتخبين الأكثر تتويجاً في البطولة، وكلاهما مرشح للتتويج من جديد، نهائي مبكر، والحسابات فيه مفتوحة، ومنتخب اليابان لم يقدم حتى الآن الأداء الكاسح، ومنتخب السعودية يعتقد محبوه أنه قادر على تقديم شيء أفضل بكثير مما قدمه حتى الآن.
بقية المواجهات، إما إنها متكافئة للغاية كمواجهة أستراليا وأوزبكستان، أو ترى فيها بوضوح طرفاً مرشحاً، مثل مواجهة الإمارات وقيرغيزستان أو تايلاند أمام الصين، لكن يجب تقديم كل شيء لديك فيها، فهذه أدوار إقصائية.
على منتخباتنا العربية كل الحذر من المبالغة بالفرح بهذا التأهل، فكل ما تم تحقيقه في الدور الأول لم يعد له معنى الآن، فمنتخب فيتنام الذي تأهل بفضل بطاقة صفراء أقل وسوف يواجه الأردن، يملك نفس حظوظ أي منتخب حقق 9 نقاط، فرغم أننا كجمهور أو إعلام نرى أن هناك طرفاً مرشحاً على آخر، لكن هذا لا معنى له داخل المستطيل الأخضر.
وأظهر عمالقة الشرق لنا وجهاً لطيفاً حتى الآن، لكنه وجه يجب أن نخشاه ونفكر به بشكل أكثر عمقاً مما يبدو عليه، فالصين وكوريا واليابان لو دققنا بما فعلته في الدور الأول، سنكون أمام خيارين للحكم على لعبها.
إما أنها حاولت بشكل أو بآخر اختزان طاقتها، وإبقاء بعض أفكارها مخفية، لأخذ نسق متسارع مع تقدم البطولة وزيادة صعوبتها، وحفظ سلاح المفاجأة في جعبتها، ليتم استخدامه عندما تحتاج إليه.. هذا التفكير قد يكون له وجه آخر، يتمثل بأن هذا مستواها، ونحن نبالغ بالحذر منهم، وعلينا أن نلعب معهم بشجاعة ونهاجمهم في مناطقهم، والمشكلة في طريقتي التفكير هذه، أننا لن نعرف الحقيقة إلا عندما نواجهه!
مسألة اللياقة تخيفني في البطولة أكثر من المسائل الفنية، فنحن غائبون عن لقبها بالأساس منذ 2007، وهي الآن باتت أطول وأكثر كثافة وحتى أكثر تنافسية واستهلاكاً بدنياً، والأطراف الأخرى تهتم بمسائل اللياقة والتغذية والنشأة الرياضية الصحيحة أكثر منا، وهي أمور لا يمكن لمدرب وضع لمسته السحرية عليها في يومين، فهي تتعلق بسنوات من العمل.
ننتظر البطولة الحقيقية الآن، يرتفع فيها النسق والأداء، فلم يعد هناك فكرة المركز الثالث ولا التأهل المضمون.. فالجميع مضطر للتعب الآن.