أبوظبي (الاتحاد)
قال د. محمد النغيمش، الكاتب والمستشار في الإدارة: «إن الأبحاث الحديثة ربطت بصورة واضحة بين تأثير الرضا الوظيفي ومقدار السعادة التي يشعر بها المرء في عمله، وبصورة تبين بأن النمط القيادي له علاقة واضحة جداً بسلوك الموظفين الإيجابي تجاه عملهم، وعلى وجه التحديد رضاهم عن بيئة العمل».
وذكر أنه في دراسته للدكتوراه عن القيادة وعلاقة أحد أنماطها بسلوك الموظفين، وفي مقدمتهم رضاهم في بيئات العمل، تبين أن رضا الموظفين ينعكس بوضوح على الأداء الوظيفي، تحديداً إذا كان المرؤوسون يعملون في ظل شخص يتحلى بمهارات قيادية مؤثرة، مشيراً إلى العديد من الأبحاث التي أظهرت أنه حينما يكون الموظف راضياً ينعكس ذلك بوضوح على أدائه وعلاقاته مع محيطه من الزملاء والعملاء والمراجعين في الدوائر الحكومية.
وعبر عن سعادته ببلوغ نسبة رضا الموظفين في بعض الجهات الحكومية الاتحادية 93%، إلا أن ذلك لم يمنع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من متابعة الجهات التي بلغت نسبة الرضا 60%، ومنحهم مهلة لتغيير بيئة العمل، مما يعكس حرص القيادة واهتمامها برأس مال الحكومة الأغلى وهم موظفوها.
وبين أن هذا الشعور حينما ينبع من رئيس حكومة فهو يتماشى مع الأبحاث العلمية الحديثة التي أظهرت وجود علاقة واضحة بين الرضا والسعادة، وبين النمط القيادي المؤثر «التحويلي»، وكذلك الرضا الوظيفي.
ودعا الدكتور محمد النغيمش إلى تكثيف الدورات التدريبية وورش العمل التي تصقل مهارات القيادة التحويلية لتوليد مستويات مرضية من الرضا الوظيفي، فضلاً عن قوة القائد التحويلي في التأثير على مرؤوسيه بصورة عامة، نظراً لصفاته المؤثرة. وأضاف: «إن من أسباب الرضا الوظيفي أيضاً، تحقيق العدالة في نموذج التقييم السنوي، فمن التوجهات الحديثة تطبيق نظام 360 في تقييم الأداء، والذي يقلل فيه نسبة مزاجية المدير أو غياب التقييم العادل».
ويعني هذا النظام أن يأخذ المدير وزنا نسبيا أكبر في تقييم مرؤوسيه كما يعطى وزناً لآخرين يساهمون في العملية كالعملاء، فضلاً عن مرؤوسي المرؤوس نفسه، كل أولئك يقيمون الفرد في نهاية العام. ولفت إلى أن هذا النظام بحد ذاته يمكن أن يطبق في جهة من جهات الدولة لدراسته ومن ثم تقرير تعميمه من عدمه في جميع المؤسسات حتى يكون التقييم أكثر موضوعية.
وأطلق البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة برامج ومبادرات تستهدف الارتقاء ببيئة العمل في الجهات الحكومية، بما يواكب توجهات حكومة دولة الإمارات في تعزيز الوعي وبناء ثقافة السعادة وجودة الحياة، وإحداث نقلة نوعية في تطوير العمل.
ويركز البرنامج على جوانب عديدة لتعزيز جودة الحياة، في ترجمة عملية لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن «رأس مال الحكومة الأغلى هو موظفوها».
وتستهدف هذه البرامج عدة جوانب في بيئات العمل، بما فيها تعزيز الإنتاجية وكفاءة العمل المؤسسي، مع التركيز على الأبعاد الاجتماعية في حياة الموظفين بما يضمن عملهم في بيئة إيجابية تعزز صحة الموظفين، وترسخ الغاية ليتمكنوا من العمل على تحقيق رؤية وتوجهات القيادة في حكومة دولة الإمارات.