السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

النجوم السوداء في مهمة كتابة التاريخ أمام أوروجواي

النجوم السوداء في مهمة كتابة التاريخ أمام أوروجواي
1 يوليو 2010 22:49
تعلق القارة السمراء آمالها على المنتخب الغاني من اجل تحقيق إنجاز تاريخي يتمثل في بلوغ الدور نصف النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في جنوب أفريقيا، عندما يلتقي اليوم على ملعب “سوكر سيتي” في جوهانسبرج مع أوروجواي التي تحن بدورها إلى ماضيها البعيد عندما توجت باللقب العالمي عامي 1930 و1950. لم يسبق لأي منتخب أفريقي التأهل إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم وتبقى أفضل نتيجة لها الدور ربع النهائي حيث بلغته الكاميرون عام 1990 والسنغال عام 2002 وغانا في النسخة الحالية. وهي المرة الأولى التي تلتقي فيها غانا واوروجواي، وتبدو كفة الأخيرة راجحة نسبيا بالنظر إلى خبرتها الكبيرة في البطولات الكبرى بينها 10 مرات في العرس العالمي حيث أحرزت اللقب عامي 1930 و1950 وبلغت دور الأربعة عامي 1954 و1970 وربع النهائي عام 1966 فيما تشارك غانا للمرة الثانية على التوالي في النهائيات بعد الأولى عام 2006 عندما خرجت من الدور الثاني على يد البرازيل صفر- 3 . وتمني غانا النفس باستغلال المعنويات العالية لدى لاعبيها بعد الإنجاز الرائع في دور ثمن النهائي عندما تغلبت على الولايات المتحدة وصيفة بطلة كأس القارات 2-1 بعد التمديد. وأكد مدرب المنتخب الغاني الصربي ميلوفان راييفاتش أن فريقه يملك الإمكانيات “لكتابة التاريخ ويصبح أول منتخب قاري يبلغ دور الأربعة للعرس العالمي”. وقال راييفاتش في تصريح له في معسكر المنتخب الغاني في موجواسي “سنحاول الاسترخاء، تواجدنا في دور ربع النهائي مهم جداً بالنسبة لنا، لسنا مطالبين بتحقيق أي نتيجة لكننا سنبذل قصارى جهدنا من أجل كتابة التاريخ”. وأضاف راييفاتش ظاهرة المونديال الحالي بعدما كان “مجهولاً” قبل انطلاق العرس العالمي،”منتخب الأوروغواي كان مثيراً للإعجاب، يملك مجموعة من اللاعبين في أفضل البطولات الأوروبية”، مبرزا ً”لكن لا يجب أن ننسى بأنه لدينا العديد من اللاعبين الشباب الذين اكتسبوا الثقة، القوة الضاربة في منتخب غانا هي وحدة صفوفه”. وتابع “عندما وصلت إلى غانا عام 2008 كان أمامي عمل كبير، نجحت كثيراً في مهمتي والثمار نقطفها اليوم من خلال النتائج التي تحققت حتى الآن، أنا فخور جداً بما فعلناه مدة عامين. بلغنا المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى منذ 18 عاماً على الرغم من غياب ثمانية لاعبين عن صفوفنا، وربع نهائي كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ، غانا الآن بين أفضل ثمانية منتخبات في العالم، آمل أن تكمل غانا المشوار أبعد من ذلك، نتحدث كثيراً عن كأس العالم في هذه الفترة!، العالم كله يدعم غانا وليس أفريقيا وحدها”. وأردف قائلا ً”سنواصل اللعب بالطريقة ذاتها التي قادتنا إلى ربع النهائي. نحن لا نفرض أسلوب لعبنا لكننا نحاول الاستفادة من نقاط ضعف خصومنا”، مضيفا ً”المهم هو أن تنجح في تغيير خطة اللعب في الوقت المناسب خلال المباراة”. لكن راييفاتش يواجه مشكلة حقيقية في ربع النهائي بسبب إيقاف أندري أيوو، نجل أسطورة كرة القدم الغانية عبيدي بيليه، والمدافع جوناثان منساه لحصولهما على الإنذار الثاني في المباراة الأخيرة امام الولايات المتحدة، والإصابات التي يعاني منها كيفن برينس بواتنج والقائد جون منساه والجناح صامويل اينكوم حيث مشاركتهم أمام أوروجواي غير مؤكدة. ولم يتدرب بواتنج الاثنين بسبب الإصابة التي تعرض لها في فخذه السبت الماضي في مواجهة الولايات المتحدة ضمن الدور ثمن النهائي، فيما يشكو منساه من آلام متكررة في ظهره، في حين أن إينكوم يعاني بدوره من إصابة منذ مباراة الولايات المتحدة. وما يزيد محن راييفاتش أن البديل إسحاق فورساه لم يلعب منذ المباراة الأولى أمام صربيا. في المقابل، يعاني مهاجم رين الفرنسي أسامواه جيان من إصابة خفيفة في كاحله تعرض لها الاثنين في التدريبات. وأبدى الجهاز الفني للمنتخب الغاني تفاؤله بخصوص مشاركة جيان أمام إوروجواي، خصوصاً أنه هدافها في البطولة الحالية برصيد 3 أهداف وفي تاريخ مشاركتها في النهائيات برصيد 4 أهداف، بعد الأول الذي سجله في مونديال 2006 في مرمى التشيك. وأوضح جيان الذي تعرض لإصابات قوية أعاقت مسيرته في الموسمين الماضيين: “الإصابة ليست قوية. كنت بحاجة ليومين من الراحة وأتمنى أن أكون جاهزاً لمباراة اليوم”. واعتبر جيان (23 عاما) أن أوروجواي مرشحة للفوز، وقال “انه منتخب كبير ومتمرس على البطولات الكبيرة، لكننا مستعدين لمواجهته، قبل البطولة لم نكن مرشحين، لم يكن لدينا أي شيء لنخسره، هذا هو سر نجاحنا”. وختم “لا أعمل كي أكون أفضل لاعب في الدورة، لكن فقط أرغب مساعدة فريقي على التقدم، منذ عامين، انتقدت كثيراً من قبل أبناء بلدي، تمكنت من العودة بفضل الله وجهدي لأنني بحق عملت كثيراً”. في المقابل، تسعى أوروجواي إلى مواصلة عروضها الجيدة في البطولة من خلال استغلال المعنويات العالية أيضاً بعد فك نحس الخروج من الدورين الأول (1974 و2002) والثاني (1986 و1990) في مشاركاتها الأربع الأخيرة، وبلوغ ربع النهائي للمرة الأولى منذ 1970 وهي ترصد دور الأربعة للمرة الأولى منذ 40 عاماً. واعترف مدرب أوروجواي أوسكار تاباريز بأن المباراة التي يخوضها فريقه أمام غانا ستكون “الأهم في العقود الأخيرة” لكرة القدم الأوروجويانية. وقال تاباريز “لا أعرف ما إذا كانت المباراة الأهم في حياتي كمدرب، لكن هي كذلك بالنسبة لكرة القدم في الأوروجواي، إنها المباراة الأهم منذ فترة طويلة، لأن تحقيق الفوز على غانا سيعني الوصول إلى أشياء كنا نبحث عنها، ليس الآن، وإنما منذ وقت طويل مثل أن نعود من جديد بين أفضل أربعة منتخبات في العالم”. وأضاف “عانينا من أوضاع صعبة في التصفيات، لكننا الآن في الطريق الذي كنا نرغب في العودة إليها، أمام كوريا الجنوبية تعرض اللاعبون لضغط كبير في أغلب فترات المباراة، لكنهم عادوا للظهور في ظروف صعبة بعدما دخل مرمانا هدف التعادل”، مشيراً إلى أنه “هكذا أثبتنا أننا أحيانا نتسبب في المشكلات، لكن اللاعبين يجدون المخرج، في تلك النوعية من المباريات لابد من الظهور في الوقت المناسب، ليس لدي يقين، لكنني أشعر بالاطمئنان قبل مباراة اليوم”. ويعول تاباريز على قوته الهجومية الضاربة والتي شكلها مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني دييجو فورلان ومهاجم أياكس امستردام الهولندي لويس سواريز حيث سجل الأول هدفين في مرمى جنوب أفريقيا في الدور الأول، وسجل الثاني 3 أهداف بينها الثنائية في مرمى كوريا الجنوبية (2-1) والتي قادت أوروجواي إلى هذه المرحلة. أرقام وإحصائيات قبل مباراة أوروجواي وغانا هذه المواجهة الأولى بين المنتخبين على صعيد الكبار، لكنهما تواجها ثلاث مرات خلال كأس العالم تحت 20 سنة ومرتين خلال كأس العالم تحت 17 سنة. ويتفوق المنتخب الأفريقي في هذه المواجهات بانتصارين، مقابل هزيمة وتعادلين. يشارك بعض اللاعبين الذين خاضوا كأسي العالم للناشئين والشباب في جنوب أفريقيا 2010 كان لاعب وسط غانا ستيفن إبياه على مقاعد الاحتياط خلال مباراة الدور نصف النهائي من كأس العالم لدون 20 سنة عام 1997 وخسر منتخب بلاده أمام الأروجويانيين 2-3 بعد التمديد. وبعد عامين سجل لاعب أوروجواي مارتن سيلفا هدفاً في مرمى غانا في المباراة التي خسرتها بلاده 2-3 بعد التمديد خلال ربع نهائي كأس العالم لتحت 17 سنة عام 1999 امام المواجهة الأخيرة فانتهت بالتعادل 2-2 خلال كأس العالم لتحت 20 سنة عام 2009 في مصر وضمت تشكيلة غانا حينها دومينيك ادياه ودانيال اغييه واندري ايو وجوناثان منساه فيما بقي صامويل اينكوم على مقاعد الاحتياط في تلك المباراة. أما منتخب أوروجواي فضم في صفوفه نيكولاس لوديرو الذي سجل هدفاً من هدفي بلاده في تلك المباراة. هذه المواجهة الثانية والعشرون بين منتخبين أفريقي وأميركي جنوبي في نهائيات كأس العالم. وكانت الأفضلية لمنتخبات أميركا الجنوبية بشكل واضح بـ14 فوزاً وتعادلين، مقابل ثلاث هزائم فقط، لكن أيا من تلك المواجهات لم تكن في مراحل متقدمة من البطولة كما الحال حاليا لأن غانا أصبحت ثالث منتخب من القارة السمراء يصل إلى ربع النهائي بعد الكاميرون (1990) والسنغال (2002). وتعود المواجهتان الأخيرتان بين منتخبين من القارتين إلى الدور الثاني من مونديال 1990 عندما فازت الكاميرون على كولومبيا 2-1 بعد التمديد والدور الثاني من مونديال 2006 عندما فازت البرازيل على غانا 3- صفر عام 2006. تدخل أوروجواي إلى هذه المواجهة وهي تسعى إلى تحقيق فوزها الرابع على التوالي، وتعود المرة الأخيرة التي حققت فيها أوروجواي ثلاثة انتصارات متتالية في النهائيات إلى مونديال 1954 . جون بانتسيل وريتشارد كينغسون هما اللاعبان الوحيدان اللذان شاركا في جميع المباريات الثماني التي خاضتها غانا في كأس العالم حتى الآن (2006 و2010)، وفي الواقع خاص بانتسيل وكينجسون جميع الدقائق الـ750 التي خاضها منتخب بلادهما حتى الآن. لم تخسر أوروجواي في مواجهتيها السابقتين مع خصم أفريقي، فتغلبت على جنوب أفريقيا 3- صفر في النسخة الحالية وتعادلت مع السنغال 3-3 عام 2002 بعدما كانت متخلفة أمام الأخيرة بثلاثية نظيفة. ميلوفان راييفاتش هو المدرب الصربي الثاني الذي يقود منتخباً أجنبياً إلى الدور ربع النهائي بعد بورا ميلوتينوفيتش الذي قاد المكسيك إلى هذا الدور عام 1986 . هذه المباراة ستكون التاسعة لأوسكار تاباريز في قيادة منتخب أوروجواي في نهائيات كأس العالم لانه قاد “لا سيليستي” الى الدور الثاني عام 1990 وسيعادل “ال مايسترو” أمام غانا الرقم القياسي المحلي المسجل باسم خوان لوبيز الذي قاد أوروجواي إلى اللقب عام 1950 ثم إلى الدور نصف النهائي عام 1954.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©