1 يوليو 2010 21:43
يعتبر كورنيش البحيرة قلب الشارقة النابض بالحياة، وقبلة المتنزهين، وهو بمناظره الخلابة، وواجهته المائية، مع حزامه الأخضر الذي يلتف بحنو ليحتضن المكان، يعد من أهم مناطق الإمارة حيوية، وأشهرها جمالاً، وأكثرها جذباً للزائرين والسائحين.
ويستريح الكورنيش على امتداد بحيرة خالد بطول يبلغ حوالي 5 كلم وبشكل شبه دائري، وقد زرع بمساحات خضراء كسته بالنضارة، مع أشجار النخيل المتناثرات بين حناياه، والتي تقف برشاقة وشموخ لتشهد على حركة رواده التي لا تتوقف منذ طلوع الشمس وحتى فلول المغيب. وقد بنيّ هذا المعلم السياحي والمتنفس الجمالي ليكون صورة متميزة وإضافة مهمة، تعكس وجهات الحياة العصرية الراقية في الشارقة، وهو بتصميمه المدروس وحدائقه الغناء، ينفرد بإطلالات مائية قل مثيلها، ويوفر لقاطنيه وزواره العديد من المرافق والتسهيلات المتكاملة، التي تشمل الممرات السالكة للتمشية والنزهة، والمطاعم الفاخرة مع المقاهي العربية والغربية المنتشرة على ضفاف واجهته البحرية، وقد تم تزويد كامل الكورنيش بأعداد وافرة من مقاعد الجلوس الثابتة والمقابلة للبحيرة، للتمتع بالمنظر الطبيعي ومشاهدة النافورة الشاهقة التي تتوسطها والتي يصل ارتفاعها إلى 76 متراً وكانت تعد ثالث أطول نافورة بالعالم عندما أنشئت في عام 1984، كما تصطف على طول الممشى أعمدة الإضاءة التي تضفي ظلالاً رومانسية على المكان، وبسياج تقليدي من الألمنيوم لحماية المتنزهين وأطفالهم، بالإضافة إلى شارعه المقوس الشهير الذي يعد عصب الإمارة، والمحاط بسلسلة طويلة من الأبراج الزجاجية الراقية، والتي تعلو شاهقة لتتلألأ إلى عنان السماء.
وشارع الكورنيش الذي يوصف بأنه قبلة المتنزهين، الراجلين والراكبين، من هواة المشي والرياضة، أو من محبي القوارب والسيارات، نابض بالحركة والحياة على مدار السنة، ولكنه ينشط و يزدحم أكثر فأكثر في أيام العطلات، وفي فصل الشتاء وطوال شهر رمضان الكريم، وفي العديد من المناسبات الاجتماعية والوطنية، حيث تجد الزوار والمتنزهين، متفرقين ومتجمعين، من الأفراد والعائلات، ومن كل الفئات والجنسيات، وهم مستمتعون بالتسكع بين المقاهي والممرات، المطلة على هدير البحيرة، مراقبين لمرجحة القوارب الخشبية القديمة «العبرات»، وهي تتهادى على سطح الأمواج، لتعانق زرقة السماء في النهار وتلاحق ألق النجوم في الليل.
ولعل أهم ما يميز منطقة كورنيش البحيرة، هو مسجداها الكبيران، المطلان على بحيرة خالد، حيث يقع الأول منهما والذي يسمى بجامع «النور» مباشرة على ضفاف الماء، في بداية الشارع وقرب المقهى الشعبي المعروف على الكورنيش، ويعد هذا الصرح الديني تحفة معمارية بحد ذاته، بما يشكله من روعة التصميم، وبديع الهندسة، ودقة الزخارف المستوحاة من طراز المباني العثمانية والمساجد التركية القديمة والمشهورة في اسطنبول، حيث القباب الكثيرة التي تعلو البناء، والتي أضافت على طبيعة البحيرة أصالة وجمال فن المعمار الإسلامي النفيس، والذي تفتخر الشارقة عموماً بشيوعه فيها.
أما المسجد الآخر فهو يقع في حديقة المجاز المتاخمة للكورنيش، وقد تم تشيده خصيصاً ليكون مقصداً لأهالي منطقة المجاز بالشارقة، بالإضافة إلى زائري بحيرة خالد، كما يتميز أيضاً بطرازه الهندسي الفريد.
كما يمنح كورنيش البحيرة سكان الإمارة وزائريها فسحة من الزمن لقضاء أوقات ممتعة، ومزيداً من الإثارة في الهواء الطلق.
المصدر: الشارقة