السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كندة علوش وجه سينمائي يلعب دراما

كندة علوش وجه سينمائي يلعب دراما
2 يناير 2010 23:08
عندما تخرجت كندة علوش من قسم النقد في معهد الفنون المسرحية كانت تحلم بالإخراج السينمائي، وكان التمثيل في الدراما التلفزيونية غائباً عن تفكيرها، لكن المخرجة رشا شربتجي اعترضتها في منتصف الطريق، لتمنحها فرصة أول دور في مسلسل "أشواك ناعمة"، ثم توالت الأدوار التلفزيونية دون أن تسرق حلمها الأول في أن تكون مخرجة سينمائية. بعد أن لعبت كندة أول دور في الدراما التلفزيونية مع رشا شربتجي كرت سبحة الأعمال، فشاركت في مسلسلات "حسيبة" و"خبر عاجل" و"يوم ممطر آخر" و"ظل امرأة" و"سحابة صيف" و"صراع المال" و"هدوء نسبي" و"على قيد الحياة"، مسجلة حضوراً جيداً لفنانة لم يمض على تخرجها من المعهد سوى خمس سنوات. أما آخر أعمالها فهو مشاركتها في المسلسل الطويل "رجال مطلوبون" والمؤلف من 90 حلقة بإشراف المخرج حاتم علي وإخراج سامي جنادي وسامر برقاوي، وبطولته الأساسية نسائية بالكامل. وتدور أحداثه بين دمشق ودبي، وتقوم كندة فيه بدور فتاة فلسطينية تعمل في مركز للتجميل بدبي كخبيرة مكياج، ويقودها طموحها المهني إلى رفض الإنجاب، مما يؤدي إلى فقدانها لزوجها وأسرتها. وكندة سعيدة لمشاركتها في هذا المسلسل الطويل المعرّب، لاسيما أن عدداً كبيراً من الفنانين والنجوم العرب يشاركون به، كل بلهجته، مما يغني العمل بنكهات عربية عديدة، وهي مرتاحة لكون العمل ليس مرتبطاً ببطولة أحادية، وإنما بطولة نسائية جماعية، وكل حلقة على حدة ستشهد عقدة درامية ممزوجة بدفقات كوميدية. كما أن الأحداث والشخصيات الكثيرة ستجعل العمل دراما حدث يبرز في كل حلقة على شكل مختلف. وفي جعبة كندة عمل آخر مهم، لكنها لا تفصح عنه في الوقت الحاضر، بانتظار أن يتأكد إنتاجه. فن استهلاكي وبرغم كل هذا النجاح في الدراما التلفزيونية، إلا أن كندة تصدر حكماً قاسياً على هذه الدراما، وإن كان هذا الحكم واقعياً إلى حد كبير، وبالنسبة لكثير من الأعمال، فهي تكاد تنفي عن الدراما التلفزيونية صفة الفن، وتعتبر أن معظم الإنتاج الدرامي التلفزيوني أصبح تجارة وسلعة استهلاكية يتحكم بها التجار وبعض المنتجين المغامرين، والذين لا يهمهم في النتيجة إلا الربح المادي، حتى لو تجاوزوا شروط ومعايير العمل الفني. أما عن خياراتها الفنية في الدراما التلفزيونية، فإن كندة تعترف أنها لا تختار، فالمخرج هو الذي يختار الممثلين، وهي تقبل بأفضل المتاح، وترى أن الممثل أصبح مجرد أداة، ينصب اجتهاده في حدود أن يقدم الشخصية التي يلعبها على أفضل وجه، ورغم بحثها الدائم عما هو مميز، فإنها لم تحقق غايتها من هذا البحث، لأن الشرط الإنتاجي هو الذي يتحكم في الدراما التلفزيونية. وتميل كندة إلى الأعمال الاجتماعية المعاصرة، ولا تغريها مسلسلات البيئة الشامية، لهذا فقد سبق أن اعتذرت عن عدم المشاركة في مسلسلي (بيت جدي) و(باب الحارة)، مفضلة أن تذهب باتجاه الأعمال التي تطرح المشكلات الاجتماعية في حياتنا، ولاسيما لدى الشباب والشابات، وهي تعمل لتقدم شخصيات مختلفة، وتنوع في خياراتها ضمن المتاح أو المعروض عليها. أختار السينما أولاً إذا واجهت كندة علوش خيارين جيدين، أحدهما في التلفزيون والآخر في السينما، فستختار السينما دون أي تردد. ولاسيما أن حلمها السينمائي هو الشاغل الأكبر لديها، وهي كخريجة قسم نقد ودراسات على قناعة ذاتية وعلمية بالفروق بين التمثيل في السينما والمسرح والتلفزيون، ففي السينما لدى الممثل الوقت للتركيز والتأقلم، وفي المسرح يوجد تمثيل حقيقي. أما في التلفزيون فالممثل محكوم بشروط الإنتاج التي تتطلب السرعة في التصوير، والإلحاح على إنجاز المشاهد. وبالتالي لا يتاح للفنان الوقت كي يبدع بتميز. ثلاث فرص ثمينة منذ تخرجها عملت كندة كمساعدة مخرج في عملين، وشاركت مع المخرج حاتم علي في فيلم قصير، كما كانت لها مشاركة في فيلم "التجلي الأخير لغيلان الدمشقي". وهكذا فقد خرجت من وراء الكاميرا لتقف أمامها ممثلة سينمائية، وكانت فرصتها الكبيرة عندما اختارها المخرج المصري شريف عرفة من بين عشرات الممثلات السوريات كي تشارك كضيفة شرف في الفيلم المصري "ولاد العم"، ووقفت إلى جانب نجوم مصريين كبار لتلعب دور الفدائية الفلسطينية، في قصة تتناول الصراع العربي الصهيوني والكفاح الفلسطيني، وقد أبلغها شريف عندما اختارها لهذا الدور أن وجهها سينمائي. وتمثلت فرصتها الثمينة الثانية في اختيارها من قبل المخرج الإيراني العالمي عباس رافعي، لتلعب دور الصحفية الفلسطينية في فيلم "اليقظة". أما فرصتها الثالثة المتميزة فكانت مع المخرج السوري الشاب جود سعيد الذي اختارها للمشاركة في فيلمه الأول "مرة أخرى"، وهو الفيلم الذي فاز بالمرتبة الأولى في مهرجان دمشق السينمائي السابع عشر، حيث جسدت شخصية كندة التي تماثلها في الاسم الأول، وتشبهها في كثير من الصفات كالطيبة والانفعالية. سرقها التمثيل ولكن! مرة أخرى سرق التمثيل السينمائي كندة من الإخراج، لكنها عنيدة ومصممة، لذا فقد أخرجت فيلماً لصالح قناة المشرق السورية الخاصة حمل اسم (في مهب الريح)، وهو لا يزال ينتظر العرض على شاشة القناة المذكورة، التي تملك حقوق عرضه الحصرية. كما أسست مع زوجها الفارس الذهبي بالاشتراك مع المخرج هافال أمين شركة "استوديو داماس"، وهي شركة تخطط لإنتاج أفلام وثائقية وروائية وفق شروط فنية سليمة، وقد بدأت نشاطها بتقديم فيلم وثائقي من ثلاثة أجزاء عن الراقصة "إغراء" التي احترفت التمثيل وقدمت (45) فيلماً سورياً، ولدى الشركة حالياً مشروعان لفيلمين روائيين كبيرين، ستلعب كندة دوراً فيهما سواء أمام الكاميرا أم خلفها. كندة بطبعة فلسطينية في مسلسل الاجتياح لشوقي الماجري، تكلمت كندة علوش باللهجة الفلسطينية، وفعلت ذلك أيضاً عندما لعبت دور الصحفية الفلسطينية في فيلم "اليقظة"، وكذلك في فيلم "ولاد العم" المصري، وفي مسلسل "رجال مطلوبون" سنراها في ثوب خبيرة مكياج فلسطينية. ولا يزعج هذا الأمر كندة، بل إنها تحبه وتعشقه، بمثل ما تحب وتعشق اللهجة الفلسطينية، حتى أنها تتحدث بها في منزلها، وتتعمد التواصل مع الزملاء والأصدقاء الفلسطينيين، كي تعزز من تمكنها من هذه اللهجة، وهي السورية مولداً وهوية وجنسية.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©