23 ابريل 2012
خولة علي (دبي) - تزامنا مع الاحتفالية الخاصة بيوم التراث العالمي، اختتمت بلدية دبي أسبوعا زاخرا من الفعاليات والأنشطة التراث المحلية بإطلاق “القطار التراثي” في حديقة الخور، وهو مصمم بملامح البيئة التراثية وبمختلف أنماطها. وينطلق القطار بين مرافق الحديقة، معرفا الزوار والسياح بتاريخ وتراث أهالي هذه المنطقة، من خلال ما ترمز إليه مقطوراته الثلاث من تفاصيل تجسد تلك الأجواء، وتجعل المرء ينطلق في أحضان القديم بين ربوع الحديقة وسحرها.
إلى ذلك، قال حميد المري، مدير إدارة النقليات في بلدية دبي “جاءت المشاركة في أسبوع التراث ببلدية دبي من خلال إطلاق مشروع القطار التراثي كعنصر ترفيهي، لكنه يقدم معلومة عن البيئة التراثية المحلية من خلال التصميم الذي ظهر عليه القطار، حيث نبعت الفكرة من الرغبة في إيجاد عنصر تراثي في المرافق الترفيهية التي تشهد تواجد فيه العديد من الزوار والسياح، وكوننا من إدارة النقل في البلدية ارتأينا أن نصمم وسيلة نقل يتحقق العنصر الترفيهي، وتختزن في طياتها بعض المعلومات التراثية”. وأضاف “بدأنا بفكرة تصنيع قطار تراثي وهو عبارة عن ثلاث مقطورات، كل قاطرة منها تمثل نوعا ونمطا معينا من سمات وملامح البيئة المحلية فإحدى القاطرات أطلقنا عليها اسم المجلس وتم تصميمها وفقا لطبيعة المجالس التراثية القديمة، والقاطرة الثانية صممت على شكل إحدى القلاع التراثية، والقاطرة الثالثة جاءت لتعكس طبيعة المساكن التقليدية القديمة التي كانت متوفرة في الماضي ومنها العريش الذي يعلوه البرجيل، والمقطورة الأساسية تم تصميمها على شكل سفينة تراثية تقوم بسحب المقطورات التراثية الأخرى لتقدم في نهاية الأمر لوحة تراثية متكاملة”.
وتابع المري “جاء ذلك من منطلق الحرص على حماية التراث وغرسه في نفوس الأجيال وتعريف الجنسيات الأخرى من المقيمين والسياح بالوجه التراثي لهذا البلد، وهناك أيضا عدة أهداف لهذا المشروع بخلاف الهدف الأساس وهو العمل على إبراز التراث الإماراتي من خلال عمل نموذج من المعالم والمباني التاريخية والأثرية، وأيضا زيادة أعداد رواد الحدائق من خلال استقطاب العديد من الزوار، وتوفير سبل الترفيه التي تحاكي التراث المحلي، وتحقيق وفروات مالية من خلال إعادة تدوير القطارات المتهالكة، التي حاولنا أن نعيد تدويرها والاستفادة منها بوسيلة حضارية جدا في تصنيع قطار على مستوى من الجودة والتميز”. وحول مواصفات القطار التراثي، أوضح المري أن ارتفاع القطار يصل ارتفاعه 310 سم، والارتفاع 2400 سم، ويستوعب 70 راكبا. ولفت إلى أن هناك فكرة مستقبلية في تصنيع قطار تراثي آخر على أن يقوم بنشاطه ودوره في نقل السياح في قرية التراث والغوص.
وعلى هامش لاحتفال بإطلاق القطار التراثي، كانت هناك مشاركة من عدد من الجهات منها مركز الشيخة ميثاء لذوي الاحتياجات فرع حتا، في هذا السياق، قالت المشرفة في المركز أميرة محمد “جاءت مشاركتنا في الاحتفالية الخاصة التي نظمتها بلدية دبي بمناسبة يوم التراث العالمي، بمعرض يضم إبدعات ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد ركزنا على عرض كافة المنتجات التي تحاكي التراث والبيئة المحلية، والتي تولد من البيئة الجبلية التي تتسم به منطقة حتا، فكل قطعة من الأعمال ترسم ملامحها وطبيعة ونمط حياة قاطنيها، من خلال بعض اللوح التي تصور حياة سكان الجبال، وبعض المجسمات الفنية التي تجسد الآبار الحجرية التي تجلب منها المياه، والقلاع والحصون التي تصور معالم هذه المناطق، بالإضافة إلى بعض القطع التي تم إنتاجها من خلال إعادة تدوير بعض القطع المهملة لنقدم في نهاية الأمر عملا فنيا مكتملا يعبر عن التراث والثقافة المحلية”.