طهران (وكالات)
طلبت إيران أجهزة من السلطات الأميركية والفرنسية، حتى يتسنى لها تفريغ محتويات صندوقي الطائرة الأوكرانية الأسودين، فيما أكدّ تقرير التحقيق الإيراني أن صاروخين أطلقا في اتجاه طائرة «بوينج 737»، التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية الدولية، التي أسقطت في وقت سابق من الشهر الجاري قرب طهران.
وقالت كندا، التي فقدت 57 من رعاياها في الحادث، «إن فرنسا هي التي ينبغي أن تتعامل مع مسجل بيانات الرحلة ومسجل الأصوات لأنها إحدى الدول القليلة القادرة على تحليل المعلومات».
وأُسقطت الطائرة التي كانت متجهة إلى كييف جرّاء خطأ كارثي بعيد إقلاعها من طهران في 8 يناير، ما أسفر عن مقتل 176 شخصاً كانوا على متنها غالبيتهم من الإيرانيين والكنديين، وهو ما أثار دعوات إلى تحقيق شفاف من جانب أوتاوا وكييف خصوصاً.
وأفاد تقرير لمنظمة الطيران المدني الإيرانية، نشر مساء أمس الأول، على الموقع الإلكتروني للمنظمة، بأن المحققين اكتشفوا أن صاروخين من طراز «تور-إم1» أطلقا باتّجاه الطائرة، موضحاً أن التحقيق مازال جارياً لتقييم تأثيرهما.
ويؤكد التقرير معلومات نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» تتضمن تسجيلاً مصوراً أظهر ما بدا أنهما صاروخان تم إطلاقهما باتّجاه الطائرة.
ونفت إيران على مدى أيام التهم الغربية، المبنية على تقارير استخباراتية أميركية، أشارت إلى أن الطائرة أُسقطت بصاروخ قبل أن تعترف أخيراً بذلك في 11 يناير.
وأقر قائد القوات الجو-فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زادة بالمسؤولية الكاملة عن الحادثة، لكنه أشار إلى أن الجندي الذي أطلق الصواريخ تصرّف بمفرده.
وبحسب القوات المسلحة الإيرانية فإن الطائرة أسقطت إثر «خطأ بشري».
الصندوقان الأسودان
وكان حاجي زادة أعلن أن مشغل بطارية الصواريخ ظن أن الطائرة «صاروخ عابر» حين كانت دفاعات البلاد في حالة تأهب على مستوى «الحرب» خشية التعرض لهجوم أميركي.
وأسقطت الطائرة بعد ساعات على مهاجمة إيران أهدافاً عسكرية أميركية في العراق بالصواريخ، رداً على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد في 3 يناير.
وأشار تقرير المنظمة من جانب آخر إلى أن «قراءة بيانات الصندوقين الأسودين متعذرة في إيران»، نظراً إلى أن الطائرة تعتبر «من الأحدث في العالم».
وحضت أوكرانيا إيران على تسليمها الصندوقين الأسودين في حين أن كندا تصر على إرسالهما إلى فرنسا أو أوكرانيا. لكن تقرير منظمة الطيران المدني يوحي بأن إيران ترغب في الوقت الراهن بالاحتفاظ بالصندوقين الأسودين.
وأشار إلى «تضرر الصندوقين الأسودين بسبب الحادث والنيران»، مضيفاً أن «الذاكرة الرئيسة لكل من الجهازين موجودة إلا أن ضرراً قد لحق بالقطع الرئيسة فيهما».
وقال إن: «إيران قدمت طلباً لمختبرات التحقيق في الحوادث الجوية في فرنسا وأميركا لإعلامها وتزويدها بالأجهزة اللازمة لفك شيفرة الصندوقين، إلا أنهما لم تردا على هذا الطلب حتى الآن، لكنهما أعلنتا قائمة بالأجهزة اللازمة، حيث تم وضعها تحت تصرف المسؤولين للعمل على شرائها».
وأشادت أوكرانيا حتى الآن بـ«التعاون الكامل» لإيران، لكنها تطالب بتسليمها الصندوقين الأسودين معتبرة أنه بهذه «الطريقة تثبت إيران استعدادها لحوار مفتوح وتحقيق محايد».
ونفى الرئيس الإيراني حسن روحاني أن «تكون الحكومة، التي لم تبلغ من قبل القوات المسلحة بالسبب الفعلي للمأساة إلا بعد ظهر 10 يناير، سعت إلى إخفاء الحقيقة عن الشعب»، وطالب قيادة أركان القوات المسلحة بتقديم «تفسيرات».