السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"غرف النوم".. خصوصية تحكمها إبداعات التصميم

"غرف النوم".. خصوصية تحكمها إبداعات التصميم
5 يوليو 2019 00:20

خولة علي (دبي)

غرف النوم، واحة من الراحة والهدوء والاسترخاء في المنزل، فمن خلالها يستعيد الفرد نشاطه وحيويته، وينطلق لعمله وحياته من جديد بإيجابية ورغبة أكثر، فكان من الأهمية أن تصمم هذه المساحة بطريقة عملية وصحيحة ومدروسة، حتى تقوم بوظيفتها على أكمل وجه، وتتحول إلى محطة جاذبة يمكن أن يستغرق فيها الفرد وقتاً طويلاً دون أن تنتابه لحظات من الضيق أو الممل.. فكيف يمكن أن تحقق غرف النوم الخصوصية والراحة، ليمضي الفرد بداخلها ساعاته الطويلة دون ضجر أو ملل، نتيجة لما تتمتع به هذه الغرفة من أناقة وجمال؟.

رحابة وانشراح
يقول مصمم الديكور لؤي بوادغجي: تعد غرفة النوم من الفراغات المهمة في حياتنا، والتي لا يجب الاستهانة بتصميمها أو اختيار ألوانها، فهي تحتاج إلى توزيع عناصر ومكونات الديكور الداخلي بطريقة متوازنة ومتناغمة، فعادة ما يقضي الفرد جل يومه ووقته بين جدران هذه الغرفة، حيث تتنوع هواياته، بين القراءة والكتابة ومشاهدة التلفاز وغيرها الكثير، لذا لابد من خلق بيئة أكثر رحابة وانشراحاً في هذا المكان. لافتاً إلى أن الإكثار من المفروشات والإضاءة في غرفة النوم يعد شيئاً سلبياً، حيث يجب الاقتصار على مكونات الغرفة الأساسية، وهي السرير وبعض الطاولات الجانبية مع خزانة واسعة للملابس، بالإضافة إلى «تسريحة» ومكتب صغير إذا كان الفرد من هواة القراءة والكتابة أو العمل على الكمبيوتر، ويمكن إضافة جلسة صغيرة تتناسب مع حجم الغرفة.

أبعاد أنيقة وفخمة
ويؤكد بوادغجي، قائلاً: الأمر يتوقف أولاً وأخيراً على حاجة الفرد، وأيضاً على مساحة الفراغ، فبالنسبة لغرفة النوم الواسعة يمكن تعدد النشاط فيها، وإضافة عناصر جمالية تعمل على خلق أبعاد أنيقة وفخمة في الردهة، ومن الممكن أن تُقسم غرفة النوم إلى قسمين أو أكثر باستخدام عناصر خفيفة، كالمفروشات أو الحواجز الخشبية بطريقة جمالية لتتحول غرفة النوم إلى غرفة نوم ومعيشة صغيرة لمشاهدة التلفاز وقضاء وقت أطول فيها، كما يمكن إضافة مكتبة صغيرة إذا لزم الأمر، أو بانتري صغيرة يضم البراد وآلة صنع القهوة.
ويشير بوادغجي، إلى أنه لابد من اختيار ‏الألوان الفاتحة والحيادية، وهي من الألوان المفضلة لغرف النوم، لتمنحنا شعوراً بالراحة والسكينة والابتعاد عن الألوان الغامقة والنقوش الكثيرة التي تصيب الفرد بالانزعاج والضيق، وتؤثر سلباً على نفسية مستخدمها، ومع ذلك يمكن إدخال عناصر من ألوان غامقة بشكل خفيف لإعطاء تناسق وجمال للألوان، ويضيف: تتنوع تصاميم غرف النوم بتنوع الأنماط، فهناك من يتجه إلى الاستايل المودرن الحديث (modern style)، الذي يتسم بالبساطة في تصميم الغرفة، وهناك من يفضل النمط المعاصر (Art deco) بلمسات ومفروشات فنية محددة وخامات تستخدم حديثاً، كالستيل الذهبي والأكسسوارات العصرية المنتقاة بعناية، ‏وهناك من يتخذ الأسلوب الصناعي (industrial style)، الذي يعتمد خامات صناعية أو من الطبيعة، بالإضافة إلى عناصر تحتوي على الخشب بكميات كبيرة، مع بعض المعادن.

نمط كلاسيكي
وبالنسبة إلى النمط الدارج حالياً في الإمارات بشكل خاص والخليج بشكل عام، حسبما يقول بوادغجي، فإن الطلب يزداد على النمط الكلاسيكي، الذي يعتبر عنوان الفخامة والأناقة، ويعيدنا إلى الزمن القديم والقصور الأوروبية الفخمة، بالإضافة إلى نمط من المفروشات المتشحة بالزخارف والألوان والنقوش بطريقة عصرية تحاكي وتناسب عصرنا الحالي، وهو النمط الذي يدعى «نيو كلاسيك» (new classic)، ‏والذي يضم ألواناً فاتحة ومفروشات بين البسيطة والمزخرفة بشكل خفيف، مع عدم الإكثار من الألوان والنقوش، بالإضافة إلى الستائر البسيطة في الشكل واللون والخامة.
وحول أهمية انتقاء وتوزيع الإضاءة لتحقيق راحة أكثر في المكان، يؤكد بوادغجي، قائلاً: يجب أن لا يستهان بالإضاءة الموجودة في غرفة النوم، فلابد من دراستها بشكل يتناسب مع استعمال الغرفة، على سبيل المثال يجب أن نوزع إضاءة جيدة بجوار التسريحة أو المكتب إن وجد، مع التنوع في عناصر الإضاءة من إنارة مخفية لـ«Spotlight» وإنارة جانبية على طرفي السرير لتوفير نوع من التوازن والتنوع المطلوب حسب رغبتنا وطريقتنا وذوقنا، كما لا بد من وضع مفاتيح الكهرباء بشكل عملي وسهل يخدم الغرض منها لتعطي سهولة لمستخدم الغرفة مع إمكانية التحكم في شدة الضوء حسب حاجته ورغبته.

عناصر أساسية
يقول لؤي بوادغجي مصمم الديكور: من العناصر المهمة في غرفة النوم، اختيار ستائر مع طبقة سميكة تمنع دخول ضوء الشمس، وتحجب النور خلال فترة النوم، بالإضافة إلى عدم الاستهانة باختيار مفارش ووسائد من النوع الجيد بحيث تناسب عمر مستخدم الغرفة وحالته الصحية، وأيضاً تناسب كل فصول السنة، ‏مع عدم الإكثار من المفروشات والأكسسوارات بحيث تقتصر على الأمور الضرورية والعملية للحفاظ على طاقة إيجابية متوازنة بها، مع عدم وضع نباتات لأنها تمتص الأكسجين ليلاً، وتؤثر سلباً على صحة الأفراد، ولابد من دراسة ‏التهوية جيداً عبر نوافذ كبيرة لدخول أشعة الشمس في ساعات النهار لتقلل الرطوبة، وتمنع البكتيريا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©