22 ابريل 2012
في عالم الهواتف الذكية المتحركة الذي نعيش أيامه اليوم، هنالك بعض الشركات العالمية التي سادت وتربعت على كرسي عرش هذا السوق، والتي تمكنت من السيطرة عليه من خلال منتجاتها التي طرحتها وتطرحها بشكل مستمر، والتي تمكنت من لفت نظر الزبائن إليها، وإقناعهم بأن ما تنتجه من هواتف وتقنيات هو الأفضل الذي لا يمكن أن ينافسه أحد.. وفي هذا العالم أيضاً هناك بعض الشركات العالمية التي تراجعت وأفل نجمها ولم تعد قادرة على إثبات نفسها، بعدما كانت بمثابة “الكل في الكل” فيما مضى، وباتت هواتفها التي تغنت بها فيما مضى، مصطفة على أرفف المحلات تعاني من عدم الاهتمام بها.
يبدو أن هناك العديد من أسماء الشركات التي اعتدنا على سماعها في السابق، أصبحت اليوم تعاني من إهمال المستهلك لها، وعدم اكتراثه بها وبما تقدمه من هواتف وأجهزة ذكية، ورغم أن هنالك العديد من الشركات التي لم تتمكن من مسايرة التطور التكنولوجي الهائل الذي صاحب ورافق الهواتف الذكية المحمولة، إما لطرحها لهواتف لم ترق إلى مستوى المنافسة، أو لم تتمكن من إقناع المستهلك والزبون... من خلال ما تقدمه من ميزات وخصائص أو من خلال الشكل الخارجي الذي تأتي عليه من ميزات تتعلق بالنحافة والوزن... إلى غير ذلك من أمور فنية وتقنية، أجبرت الملايين من المستهلكين على الوقوع في حب بعض الهواتف الذكية من أول نظرة بعد أن رأوا هذه الهواتف أو تعاملوا معها.
“إنتل” تنفض الغبار
يبدو أن شركة “إنتل” الأميركية صاحبة السيادة واليد الطولى في تصنيع “المعالجات المركزية” ذات الأشكال والأنواع والسرعات المختلفة، بدأت اليوم بنفض طبقة الغبار السميكة التي رافقتها ورافقت معالجاتها المركزية هذه، لفترة زمنية ليست بالقليلة، وخصوصاً فيما يتعلق بالهواتف الذكية المتحركة، والتي رغم تنوعها وكثرتها، وتعدد الشركات العالمية وغير العالمية المصنعة لها، لم نسمع إلى جانبها عن أي هاتف من شركة “إنتل” العريقة، ورغم تنوع التقنيات والتكنولوجيا المستخدمة في هذه الهواتف الذكية اليوم، إلا أننا لم نسمع أيضاً عن قيام هذه الشركة بتزويد أي من هذه الهواتف بمعالجاتها المركزية من نوع “إنتل”، والتي تعتبر المعالجات الرئيسية والأساسية في تزويد الكمبيوترات المكتبية والشخصية المحمولة، في الأجهزة التي تتعامل معها، ونظام التشغيل ويندوز من مايكروسوفت، هذا بالإضافة إلى نظام التشغيل “ماك أو أس” من شركة آبل، والتي طرحت بعضا من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها، مزودة بمعالجات مركزية خاصة من “إنتل”.
أهمية المعالج المركزي
يمكننا اعتبار المعالج المركزي قلب الجهاز النابض، وعلى اختلاف أشكاله وأنواعه “كمبيوتر محمول، مكتبي، لوحي أو حتى هاتف متحرك ذكي...”، كل هذه الأجهزة التكنولوجية وغيرها الكثير، لا يمكنها العمل إلا من خلال هذا المعالج المركزي، الذي يمنح هذه الأجهزة من خلال ما يتوافر به من “كورات/Cores” مختلفة أو ما يسمى “بالأنوية”، بالإضافة إلى سرعته المحددة التي يأتي بها، مع هذه الكورات، يمنح هذه الأجهزة المختلفة، القوة والطاقة اللازمة... التي كلما زادت في هذا المعالج وكثرت، كلما جاءنا هذا الجهاز بأداء وقدرة أعلى وأكبر على التعامل مع البرامج والتطبيقات، وكلما كان أسرع في إنجاز المهام والوظائف الموكولة إليه.
أنواع المعالج المركزي
تدخل المعالجات المركزية اليوم كأساس رئيسي في تصنيع الأجهزة التكنولوجية المختلفة، وتختلف أنواع هذه المعالجات حسب الجهاز المستخدم فيها، فالمعالج المركزي الخاص بالكمبيوتر المكتبي ليس نفسه المعالج المركزي المستخدم في الكمبيوتر اللوحي، والمستخدم في الهاتف الذكي ليس هو المستخدم في كمبيوتر ألترابوك... فكلٌ له ميزاته ومواصفاته التي تميزه عن غيره. والجدير بالذكر أنه وقبل عشر سنوات تقريباً لم نسمع عن العديد من المعالجات المركزية كما هو حاصل اليوم، فالشركات المصنعة للأجهزة التكنولوجية، لم تعد تعتمد على ما تقدمه شركة “إنتل” وإيه تي آي من معالجات، فباتت الشركات المصنعة تنتج معالجاتها المركزية الخاصة والمتخصصة لأجهزتها، وخصوصاً فيما يتعلق بالهواتف الذكية المتحركة.
فاليوم نسمع عن العشرات من المعالجات المركزية الجديدة في عالم الهواتف الذكية، مثل، المعالج المركزي فائق السرعة “إنفيديا تيجرا 3” من شركة إنفيديا، والمعالج المركزي من شركة ساموسنج “كورتيكس A9”، واللذين تعتمد عليهما العديد من الشركات المصنعة للهواتف المتحركة الذكية، هذا بالإضافة إلى العديد من المعالجات المركزية التي تعتبر الركيزة الأساسية للهواتف الذكية. وفي كل هذا وذلك لم نسمع عن المعالجات المركزية الشهيرة من إنتل، التي طالما سمعنا عنها في الأجهزة والكمبيوترات الشخصية، فأين هي إنتل اليوم من عالم الهواتف الذكية المتحركة؟
هاتف بمعالج «إنتل»
يبدو أن شركة “إنتل” وبعد طول انتظار وترقب، قررت إزالة الشكوك وتأكيد الإشاعات الكثيرة على دخولها عالم الهواتف المتحركة الذكية، وذلك من خلال تصنيعها معالجات مركزية خاصة بالهواتف الذكية المتحركة، ولهذا أعلنت الشركة عزمها على طرح هاتفها الجديد عبر شركة “لافا العالمية” الهندية والتي تعتبر من أكثر الشركات المتخصصة في الهواتف نمواً في الهند. وسيطلق على الهاتف اسم “إكسولو إكس 900/Xolo X900”، وذلك حسب ما صرح به المدير التنفيذي لشركة إنتل باول أوتيليني، والذي أكد وبحسب العديد من المصادر، أنه سيبدأ طرح هذا الهاتف، الذي يعتبر أول هاتف في العالم يأتي مزوداً بمعالج مركزي من “إنتل”، في الهند خلال الأسبوع الأخير من شهر أبريل الحالي.
إكسولو إكس 900
يعتبر الهاتف الجديد الذي تم الإعلان عنه، والمزود بمعالج مركزي من شركة إنتل أحادي النواة وبسرعة 1.6 جيجاهيرتز من نوع آتوم، هو الهاتف الذكي المتحرك الأول في العالم، يأتي بمعالج من شركة “إنتل”، بحسب “phonearena.com”، ويأتي المعالج الجديد من الشركة بتقنية “هايبر ثريدينج” والتي من شأنها أن تجعل من هذا المعالج المركزي منافسا قويا للمعالجات المركزية ثنائية النواة التي نراها في العديد من الهواتف الذكية الحالية، وقد يكون أيضاً منافسا قويا للمعالجات الجديدة رباعية النواة والتي من المتوقع أن يأتي بها بعض الهواتف خلال الفترة القادمة. ومن ميزات المعالج المركزي الجديد أنه يأتي مزوداً “بكور/Core” أو نواة خاصة لمعالجة الرسوم تأتي بسرعة 400 ميجاهيرتز منفصلة عن السرعة الإجمالية للمعالج المركزي الرئيسي، ما يجعل تعامله مع البرامج والتطبيقات التي تحتوي على رسوم كثيرة أو الألعاب الكبيرة ذات المراحل المعقدة أفضل، وأداءه أعلى.
مواصفات وميزات
يمتاز الهاتف الجديد بالعديد من الميزات التي شاهدنا بعضها في العديد من الهواتف الذكية الموجودة حالياً في الأسواق، ورغم أن شركة “إنتل” وعدت بأن الهاتف الجديد سيأتي مستخدميه بتجربة أداء أعلى، وسلاسة وسرعة استجابة، لم يعهدوها في الهواتف الذكية الحالية، تبقى عملية تجربة الهاتف الجديد والتعامل معه، هي خير برهان على قدراته التي يأتي بها، ولإمكانياته التي سيقنع بها زبائنه أو لا يقنعهم بها، رغم حصول الهاتف على أفضل الدرجات خلال العديد من الاختبارات والفحوص التي خضع لها من خلال الخبراء والمختصين. ومن هذه الميزات التي يأتي بها الهاتف الجديد:
? يأتي الهاتف الجديد كما أشرنا في البداية، بمعالج مركزي من شركة إنتل، يعتبر المعالج المركزي الأول في العالم من هذه الشركة المصمم خصيصاً للهواتف المتحركة، حيث يمتاز المعالج بأنه أحادي النواة وبسرعة تصل إلى 1.6 جيجاهيرتز، ومن منوع أتوم Z2460.
? يأتي الهاتف الجديد إكس 900، بذاكرة داخلية عشوائية بحجم 1 جيجابايت، ذات قناتين بسرعة 32 بت من نوع LPDDR2، وذلك لضمان السلاسة القصوى في التعامل مع البرامج الكثيرة والمختلفة في نفس الوقت. كما يأتي بذاكرة تخزين داخلية بحجم 16 جيجابايت.
? تأتي شاشة الهاتف بحجم 4.03 إنش، من نوع إل سي دي تعمل باللمس المتعدد، وبوضوح رائع يصل إلى 1024X600 بيكسل، بمعدل وضوح يصل إلى “295” بيكسل لكل إنش.
? يأتي بكاميراتين خلفية بحجم 8 ميجابيكسل مع فلاش مدمج، قادرة على تصوير فيديو فائق الدقة بوضوح يصل إلى وضوح 1080p. وأمامية بحجم 1.3 ميجابيكسل.
? يدعم الهاتف الجديد معظم التقنيات الجديدة التي تدعمها الهواتف الذكية الحالية، وخوصاً فيما يتعلق بتقنية الاتصال السريع HSPA+، والتي تمنح الهاتف القدرة على الاتصال بسرعة تصل إلى 21 ميجابايت في الثانية. كما يحتوي الهاتف على مخرج HDMI، وmicroUSB. بالإضافة إلى تقنية الاتصال القريب NFC المبني عليها الهاتف، لمشاركة المعلومات وإجراء الدفع الإلكتروني عبر الجهاز لدى نقاط البيع.
? يأتي الهاتف بنظام التشغيل القديم من جوجل أندرويد خبز الزنجبيل 2.3، مع تأكيد الشركة أن الهاتف قابل للترقية إلى آخر إصدارات أنظمة التشغيل من جوجل، آيس كريم ساندويتش 4.0.
? المعالج الجديد الذي يستخدم في هاتف إكس 900، سيمكن بطارية الجهاز للعمل لمدة ثماني ساعات من الاتصال الصوتي وخمس ساعات متواصلة من تصفح الإنترنت عبر 3G، أو ست ساعات من تشغيل الفيديو عالي الدقة، أو 45 ساعة من سماعة الموسيقى والأغاني.
شركات تستعين بـ «إنتل»
يذكر أن إنتل لديها العديد من الشراكات مع العديد من الشركات التكنولوجية المصنعة للهواتف الذكية، وعلى رأس هذه الشركات شركة لينوفو الصينية وموتورولا الأميركية وأورانج... وذلك في مجال الهواتف الذكية وتقنياتها، ومن المتوقع أن يصدر هاتف K900 من لينوفو بمعالج مركزي معدل من إنتل الشهر القادم، في حين هناك هاتف آخر يعمل بنفس المعالج، يتوقع أن يبدأ شحنه إلى الأسواق العالمية من شركة أورانج يونيو القادم. وعلى ما يبدو أن هناك العديد من الشركات الأخرى التي أعلنت بصورة غير مباشرة عن استخدامها لمعالجات شركة إنتل المركزية في هواتفها الذكية، في خطوة لتنويع منتجاتها ولطرح هواتف وأجهزة ذكية قادرة على الدخول في هذا السوق والمنافسة بقوة فيه.
موعد الطرح والسعر
تم الإعلان عن جهاز Xolo X900 في معرض الهواتف الذكية الأخير الذي أقيم في برشلونة فبراير الماضي، وبحسب العديد من المصادر وخصوصاً موقع “timesofindia” فإن الهاتف الجديد لافا إكسولو إكس 900، سيتوافر في الهند يوم الخميس المقبل، وسيباع الهاتف الجديد بسعر 423 دولارا أميركيا أو 1553 درهما إماراتيا.
التفكير في الشراء
السؤال الذي ذكرناه عشرات المرات، والذي من المؤكد أن العشرات من القراء والمتابعين سيطرحونه أو يطرح عليهم هو هل أشتري هذا الهاتف الذكي الذي يأتي بأول معالج مركزي من شركة إنتل، والذي أكدت الشركة المصنعة له أنه سيتفوق على العديد من المعالجات المركزية ثنائية النواة الموجودة حالياً في الأسواق، والتي ستخدمها العشرات من الهواتف الذكية اليوم، كما سيتفوق في نفس الوقت وبحسب الشركة على المعالجات المستقبلة الجديدة رباعية الأنوية، والتي يتوقع أن نبدأ برؤية الهواتف الذكية التي تعمل بها خلال الأشهر أو الأسابيع القليلة القادمة.
فإذا كنت في حيرة، من عملية الشراء لهاتف ذكي جديد، ولا تعلم إن كانت الهواتف الذكية التي تعمل بمعالجات إنتل المركزية والتي تأتي بسرعة 1.6 جيجاهيرتز هي الأفضل لك من الهواتف الذكية الأخرى والتي تأتي بسرعات أقل، من خلال المعالجات المركزية التي تأتي من شركات تكنولوجية أخرى. فالأفضل لك في هذه الأوقات، أن تنتظر وتصرف النظر عن فكرة شراء هاتف ذكي جديد، وتنتظر حتى مايو ويونيو القادمين، واللذين سيكشفان حتماً بقدومهما الستار عن العديد من الهواتف الذكية المتميزة والرائعة التي ستجعل عملية الاختيار رغم صعوبتها، متعة ما بعدها متعة.
المصدر: أبوظبي