أحمد السعداوي (أبوظبي)
«المريحانة»، واحدة من أشهر الألعاب الشعبية في الإمارات منذ أزمنة بعيدة، لكونها تعتمد على مكونات بسيطة منتشرة في البيئة المحلية، منها الحبال التي تربط بين النخيل، أو بين أشجار السدر، ليجلس الصغار من البنات والأولاد عليها، ويستمتعوا بممارستها عصر كل يوم برفقة أصدقاء الفريج، حين كانت ألعابهم دوماً تتسم بالبساطة، وتعود عليهم بالعديد من المنافع واكتساب المهارات واللياقة البدنية.
واكتسبت «المريحانة» مكانة مميزة في عالم الألعاب الشعبية عشرات السنين، ولا تزال حتى الآن تمارس بالشكل التقليدي ذاته حتى وإنْ اختلف شكلها، واتخذت مظهراً عصرياً نراه في الحدائق المنزلية، أو الحدائق العامة.
ويقول الخبير التراثي، والمتخصص في الألعاب الشعبية، علي الشحي، إن لعبة المريحانة لها أهمية خاصة عند أهل الإمارات بمختلف بيئاتهم الجبلية، الساحلية، الحضرية، الزراعية.
وأضاف: «كل بيئة كانت تعتمد على أشجار معينة لعمل المريحانة، فالبيئة البدوية تعتمد على شجر الغاف لكونه الأكثر انتشاراً فيها، في حين يعتمد أهالي البيئتين الساحلية والجبلية على أشجار السدر والسمر، بينما أهل المناطق الزراعية يعتمدون على جذوع النخيل».
أما الحبل الذي يربط بين طرفي المريحانة، حسب الشحي، فيسمى حبل «الكوبار»، وهذا الحبل يصنع من غزل ألياف النخيل، وفي وسط الحبال هناك لوح خشبي عرضه نحو 30 سنتيمتراً، لتسهيل الجلوس على المريحانة، وتشجيع الصغار على اللعب لفترات أطول.
ويضيف الشحي، أنه في مرحلة زمنية لاحقة، أصبحت المريحانة تُصنع من خشب «الشندل» القادم من الهند، وبعض البلدان الأفريقية، كما أن طقوس المريحانة، لم تقتصر فقط على الصغار، وإنما يقبل عليها نساء الفريج من الجيران والأقارب اللواتي كن يجلسن إلى جوار أبنائهن، أثناء ممارسة هذه اللعبة.