10 يناير 2013 23:23
المنامة (الاتحاد) - أكد الهولندي فرانك ريكارد مدرب المنتخب السعودي أن المشكلة الأهم التي أدت لتراجع الكرة السعودية خلال السنوات الأخيرة تمثلت في قلة الاهتمام بتطوير «القاعدة» من اللاعبين الناشئين وبناء الأكاديميات والعمل على تطوير كرة القدم من الأساس، خاصة خلال السنوات الـ 9 الأخيرة، وهو ما كان سببا واضحا في الفجوة الحالية التي تمر بها اللعبة والمنتخب.
وقال: في السنوات الأخيرة، كان اللاعب يأتي من الشارع، وبعد أقل من عام ينضم للفريق الأول، وهذا لا يحدث في كرة القدم الحديثة مطلقا، حيث الاهتمام بتكوين اللاعبين وتطويرهم منذ الصغر.. صحيح أن هناك مواهب متميزة ومتوافرة، ولكن إعدادها يتطلب إمكانيات أكبر وبنى تحتية وفيرة وقدرات هائلة خاصة مع كبر حجم المملكة واتساعها وكثرة عدد السكان.
وتابع: الكل يعرف أن الكرة السعودية لها تأثيرها وتلعب دوراً كبيراً في الكرة العربية بشكل عام، ولكن غياب الخطط التطويرية والاهتمام الخاص بالقاعدة من الناشئين أدى لهذا التراجع، وفي المقابل هناك دول صغيرة بالمنطقة الخليجية مثل قطر وغيرها عملت على توفير كل ما يحتاجه هذا القطاع من بنى تحتية وبناء أكاديميات ووفرت إمكانيات هائلة لدعم تلك الخطط، مقابل توقف عن التطوير في المملكة.
وأشار إلى أن اتساع مساحة السعودية وكثافة سكانها يعني أن هناك مواهب موجودة ولكنها تحتاج للفرصة وللتكوين الصحيح، وقال: اتحاد الكرة الحالي لدية رؤية جيدة للمستقبل، وحاليا بات هناك جهاز فني إسباني مهمته الاهتمام بتطوير الناشئين ورعايتهم ووضع البرامج الخاصة بتكوينهم وهو ما سيقدم للكرة السعودية مستقبلا أكثر إشراقا، وذلك تحديداً أهم ما تحتاج إليه الكرة السعودية الآن.
وعن رأيه في عقلية اللاعبين الحاليين بصفوف المنتخب السعودي، قال: التعامل مع عقلية اللاعب السعودي لا يزعجني وأنا سعيد بالعمل مع المجموعة الحالية بصفوف المنتخب فهم رائعون وسنعمل على تطوير إمكانياتهم.
ورد ريكارد على استفسار عن أسباب كثرة النقد والهجوم الإعلامي والجماهيري عليه، قائلاً: بالنسبة للجماهير فأنا أقدر تماما انفعالاتها وأرى أنها منطقية لأن المنتخب عودها على الإنجازات والآن هو بعيد عنها، لكنه يمر بمرحلة إحلال وتجديد وعلى الجماهير الصبر.
وتابع: في بداية عملي مع «البارسا» قوبلت بعواصف من النقد لأن الناس كان يحزنها غياب الفريق الكتالوني عن الإنجازات، ولم يكن أحد لديه صبر علينا، والكل تعجل الإنجازات، وكان الضجيج وقتها صاخبا وما أن حصلنا على فرصة تكوين فريق مناسب حتى عاد البارسا للألقاب وهذا ما نريده الآن من السعوديين.
وأشار إلى أنه رغم ذلك فإن الضغوط التي واجهها أثناء العمل في أوروبا سواء في تدريب البارسا أو المنتخب الهولندي، كانت أقل بكثير مما يختبره الآن مع المنتخب السعودي حيث ضخامة الضغط الإعلامي والجماهيري المستمر وبشكل يومي، وقال: أنا أتقبل ذلك بصدر رحب لأن هذا في النهاية عمل الإعلام ويجب التعايش معه لأن الإعلام يعكس نبض الشارع بطبيعة الحال.
وأوضح أنه وأسرته سعداء بالعيش في المملكة ولا توجد بينه وبين الشعب السعودي أي مشكلة، وقال: السعوديون شعب صريح ومباشر ويتحدثون بما يفكرون فيه وهم ودودون وطيبون، وأريد التأكيد على أني سعيد بالعمل في المملكة ومع المنتخب.
وعلق ريكارد على فوز ميسي بجائزة أفضل لاعب في العالم للمرة الرابعة على التوالي، وقال: هو يستحق ذلك، ميسي لاعب عظيم وأنا سعيد من أجله، لقد تحدثنا سويا في أوقات سابقة وكان سعيدا بزيارته للسعودية.
وعن مستوى خليجي 21، قال: هي بطولة جيدة، ولها زخم إعلامي ضخم لم أجد له مثيلاً في بطولة مجمعة، وفي بطولة غرب آسيا كان هناك 3 إعلاميين فقط في المؤتمرات الصحفية والآن لا يمكنني عدهم.
وتابع: البطولة حماسية للغاية والمنافسة شرسة، وأعتقد أن الفريق بات أفضل بعد الفوز على اليمن وسنسعى لحسم بطاقة التأهل أمام الكويت وأستبعد أن نفكر في الثأر كما يردد البعض نظرا لهزيمتنا في نهائي خليجي 20 باليمن، لأن الموقف هذه المرة يختلف ونحن سنقاتل من أجل التأهل أمام حامل اللقب.
وأشاد ريكارد بمستوى ياسر القحطاني وأكد أن اللاعب تعرض لضغوط هائلة أيضا من الإعلام والجماهير عقب قرار عودته، وقال: أنا سعيد بتسجيله هدفا في اليمن وهو يجتهد بشكل كبير حتى يخدم المنتخب ويجب أن يجد الدعم والمساندة.