المنتخب المصري سيظهر حتماً بصورة مغايرة ومختلفة تماماً، عن التي ظهر عليها في لقاءات دور المجموعات، فمرحلة جمع النقاط من أجل التأهل انتهت، وبات الفريق مطالباً بالفوز والتأهل بداية من مواجهة جنوب أفريقيا، وخاصة أن المباريات لن تقبل أنصاف الحلول، والهدف الرئيسي هو تحقيق اللقب الغالي.
وأعتقد أن الأوضاع ستتغير جذرياً في الأدوار الإقصائية، والمنتخب يعلم ذلك جيداً، وهو مطالب باللقب، والفريق لم يقدم مستواه المعهود في الدور الأول، فكان عرضة للانتقاد رغم الحصول على 9 نقاط وشباك نظيفة، واللاعبون ومديرهم الفني خافيير أجيري، سيعملون على تطوير الأداء وإرضاء الجمهور الذي يحتاج للفوز بلقبه الثامن.
البطولة دخلت في مرحلة المدربين، والمدرب الأفضل والقادر على تغيير شكل أداء فريقه سيكون المتوج باللقب، لأن إدارة المباريات داخل الملعب تميز بين الفريق القوي وغيره، وما زلت عند رأيي بأنه من الصعوبة التكهن بالأطراف الأربعة في الدور نصف النهائي، لأن هناك عدداً كبيراً من المنتخبات غاية في القوة ولديها فرصة للتتويج، وتحديد المنتخب المتوج باللقب سيكون أمراً صعباً كذلك.
وهناك تطور جماعي غير مسبوق للمنتخبات العربية وخاصة الجزائر والمغرب، والفريقان قدما أفضل اللقاءات حتى الآن في النسخة الحالية من «كان»، وواضح تماماً فكر المدربين على أدائهما وخاصة هيرفي رينارد المدير الفني لمنتخب المغرب، وجمال بلماضي المدير الفني لمنتخب الجزائر، الذي يتفوق بشدة على جميع مدربي النسخة الحالية، من حيث فكره الواضح على أداء اللاعبين وسيطرته على كم هائل من النجوم دون مشاكل تذكر، وبدليل فوزه على تنزانيا رغم تغيير 9 عناصر أساسية، وبأداء غاية في الروعة.
النجوم الكبار وأصحاب الخبرة في المنتخبات المشاركة ستكون لهم الكلمة العليا، بداية من مباريات الدور الثاني من البطولة، خاصة أن لقاءات الحسم تحتاج للخبرة والتعامل الجيد وإنهاء الهجمات واستغلال أنصاف الفرص، وسيأتي دور النجوم في هذه المرحلة المهمة للغاية، والبطولة بدأت في «مرحلة الجد» بعد خروج 8 منتخبات في الدور التمهيدي، ومع مرور مراحل البطولة، ستكون المفاجآت غاية في القوة والإثارة.
وأخيراً، أرى أن ملاعب البطولة الستة، القاهرة والدفاع الجوي والسلام، والإسماعيلية والإسكندرية والسويس، نقطة مضيئة في النسخة الحالية من البطولة، ومصر أجبرت العالم على احترامها بفضل التجهيز التاريخي للملاعب في فترة وجيزة، لتكون غاية في الروعة والجمال، من حيث الإمكانيات والأرضية وتبهر الجميع، والاستثمار في الملاعب والبنية التحتية بعشرات الملايين من الجنيهات سيساعد على تطور الكرة المصرية وظهور الدوري مستقبلاً بصورة أفضل.