القاهرة ـ إيمان إبراهيم:
أكد عدد كبير من النقاد أن تيسير فهمي سرقت الكاميرا من زميلاتها الممثلات، وخطفت الجمهور لمتابعة مسلسلها الناجح 'أماكن في القلب' الذي حصل على المركز الأول في أكثر من استفتاء على أفضل عمل درامي في رمضان·
ورغم المفاجأة السارة فقد تعاملت تيسير مع النجاح بهدوء الفنانة الواثقة بموهبتها واختياراتها واعترفت أن زميلاتها ليلى علوي ويسرا والهام شاهين ربما يكن قد سبقنها على سلم النجومية في السينما بسبب مزاجها الهادئ وكسلها وشخصيتها الانطوائية التي لا تجيد التعامل مع المنتجين، لكنها أكدت أنها لا تزال تحتفظ بموقعها في التليفزيون ضمن نجمات الصف الأول بسبب التدقيق في اختيار أدوارها والاهتمام بدراسة الشخصية التي تقدمها والاستعداد الجيد لها·
قالت تيسير: لا أتعجل النجاح فقد ابتعدت عامين كاملين عن التمثيل لم تعرض عليّ خلالهما أدوار تستفزني وتجعلني أوافق عليها، وكنت أصمم على رفض الأعمال الضعيفة لأحافظ على رصيدي من النجاح في قلوب المشاهدين إلى أن عثرت على الدور المناسب من خلال مسلسل ' أماكن في القلب' فوافقت، لأن المسلسل جديد ومتنوع فهو سياسي اجتماعي بوليسي رومانسي، ويمثل تحليلاً لموضوع الساعة حيث يعكس علاقتنا بأميركا ويعطي صورة للوضع الحالي للجاليات العربية في الغرب، لينقلنا إلى فهم الواقع ويتطرق لعالم المافيا وأجواء العصابات·
وتضيف: البعض انتقد تأخر ظهوري في العمل لأكثر من عشر حلقات إلا أن هذا لم يشغلني لأن أهمية الدور عندي لا تقاس بالظهور من أول إلى آخر حلقة، فالأهمية تكمن في مدى انجذاب الجمهور للدور واحيانا يقوم كبار النجوم بأدوار بسيطة لكنها مؤثرة، وبالنسبة لهذا الدور كان سيناريو الأحداث يتطلب ظهوري في هذا التوقيت بالذات وشخصية ' ماجدة ' التي لعبتها في المسلسل غريبة وتمر بالعديد من المراحل إلا أن دخولها السجن من المراحل الفاصلة في حياتها الأمر الذي يدفع لإحداث تغيير شامل في حياتها وهذا الدور احتاج إلى التغيير في مظهر الشخصية أكثر من مرة، مع تغيرات خارجية في طريقة اللبس وأسلوب الكلام·
وقالت ان الشعور الذي انتابها عند ارتدائها بدلة السجن في عدد من الحلقات اتسم بالكابة، وعند دخولها الزنزانة لأول مرة أصيبت بالإحباط والاختناق، وشعرت بكراهية شديدة لبدلة السجن·
خلافات
وعن المشاكل التي تعرض لها المسلسل أثناء تصويره قالت إنها كانت مجرد خلافات في وجهات النظر لم تؤثر على العلاقات الودية بين طاقم العمل، حيث كان هناك مخرج قوي هو نادر جلال الذي يعشق العمل وحرص منذ البداية على فصل الفنانين عن أي مشكلة ولم يتم تصوير أي مشهد بصورة لا ترضيه·
واكدت أن سوء التفاهم البسيط بين الدكتور أحمد أبو بكر مؤلف ومنتج المسلسل والفنان هشام سليم بطل العمل لايستحق كل هذه الضجة وأي مسلسل ناجح لابد أن تثار حوله المشاكل·
وحول ما يتردد عن سرقة فكرة المسلسل من فيلم أجنبي قالت: لم يقل أحد هذا الكلام، إلا الزميل هشام سليم وربما يكون عنده حق في شيء ما فهناك فيلم أجنبي أحداثه تدور حول سيدة متهمة بقتل زوجها، ولديها ابن وتكتشف أن الزوج على قيد الحياة ولكن الفرق أن الفيلم الأجنبي لا توجد به أحداث 11 سبتمبر، والحملة على العرب والمسلمين، ولذلك فإن التشابه الوحيد هو جريمة القتل، ومعظم الأفلام الأجنبية تعتمد بشكل أساسي على جرائم القتل فربما يكون الأمر اختلط على هشام سليم ·
ودافعت تيسير عن نفسها في مواجهة الاتهامات التي أطلقها البعض حول أنها أصبحت بطلة فقط في أعمال زوجها المنتج أحمد أبو بكر· وقالت: زوجي الدكتور أحمد لم يصنع اسم تيسير فهمي فأنا نجمة قبل أن ينتج لي وقدم لي ثلاثة أفلام فقط من 25 فيلما قدمتها ومسلسلين من بين أكثر من 75 مسلسلا شاركت فيها بالإنتاج والتمثيل وكلها أعمال ناجحة مثل 'أبناء ولكن' و'رأفت الهجان' و'الليلة الموعودة'، وذلك منذ قدمت في بدايتي 'العوامة '70 الذي حقق لي شهرة واسعة·
وبررت تراجع نجوميتها بالمقارنة بما حققته ممثلات جيلها مثل إلهام شاهين ويسرا وليلى علوي فقالت: أنا ممثلة موهوبة وأعمالي تؤكد ذلك ولا أختلف على أن نجومية الهام وليلى علوي في السينما أعلى مني لكن في التليفزيون الأمر يختلف وأنا نجمة صف أول مثلي مثل كل هؤلاء لكني كسولة ولا أجيد التعامل مع المنتجين وشخصيتي الانطوائية جعلتني امتنع عن طرق الأبواب·
وبمناسبة الحديث عن إلهام شاهين وما حدث بينهما من خلافات سابقة قالت: ليس بينى وبينها أي مشاكل ولكن أثناء اشتراكنا معا في فيلم 'صيد الحيتان' مع فاروق الفيشاوي كان هناك خلاف على الأفيش وأرسلت لها الورق وتركتها تختار الدور التي تريده ولم أفرض عليها شيئا ولكن الأفيش مشكلة مع المنتج وليس معي ويجب أن يفصل الزملاء بين كوني ممثلة وبين كوني زوجة المنتج لأنني لا أكره أحدا، وأتمنى الخير للجميع وهذا ينطبق أيضا على مشكلة التتر مع هشام سليم في مسلسل 'اماكن في القلب' لأن دوري لا يقاس بالشبر وإنما بأهميته ومحوريته والمشاهدون رأوا أهمية الدور وصعوبة الشخصية المركبة التي قمت بها وأنا أحب هذه النوعية من الأدوار والبطولة لكل المشاركين في العمل، والمشاهد هو الذي يحدد الترتيب النهائي للأسماء في ذهنه وبطريقته، والفنان الذكي يراهن على ذاكرة الجماهير التي تستمر حتى بعد أن ينتهي عرض العمل على الشاشة·
وتحدثت تيسير عن سر انجذابها للدور فقالت 'ماجدة' شخصية مركبة واخترتها منذ أربع سنوات، قبل كتابة القصة حين كانت مجرد فكرة، لأنني مغرمة بالأدوار المركبة وكل الأدوار تحتاج إلى القراءة المتأنية للسيناريو ككل وللدور بشكل خاص، وهذا هو أساس التعامل مع أي شخصية، لكن الشخصيات المركبة تحتاج من الفنان إلى أن يسبر أغوارها أكثر، ويفتش عن ماضيها ويحاول البحث عن الأسباب التي جعلتها تلجأ للشر وأسباب حقدها على البشر حتى يكون الأداء طبيعيا ومقنعا، وهذه أمور تحتاج لجهد أكبر من الفنان، وهي تحمسه فتكسر ملل الشخصيات المعتادة التي يستسهل صياغتها البعض فالأعمال المركبة تفتح شهية الممثل وتجعله يقبل عليها ويتحمس لها·
أدوار الشر
واضافت تيسير: ان البعض تصور أنني قدمت دور 'ماجدة' في مسلسل 'أماكن في القلب' لمجرد الخروج من منطقة الأدوار الشريرة التي نجحت فيها مؤخرا، لكنني لم أقصد البعد عن الأدوار الشريرة وأنا عاشقة لهذه النوعية لأنني أجد فيها قبولا وتتيح للفنان الفرصة ليخرج أفضل مالديه، وتتحداه وتجبره على التعامل مع الشخصية بلا استهتار لأنها أدوار إنسانية، تجعل الممثل يبحث عن مفاتيحها كي يتمكن من تجسيدها بشكل جيد، بعكس الأدوار الأخرى التي لا تتطلب جهداً·
وتضيف تيسير: ليس صحيحا أن الجمهور ينصرف عن الفنان الذي يقدم أدوارا شريرة لأنه أصبح من الوعي بحيث يمكنه الفصل بين التمثيل والحقيقة، والجميع يقبلون على هذه الأدوار بعد ان كانت تعاني الهروب منها، إضافة إلى أن هذه الأدوار تلفت نظر الجمهور إليها فيستحسنها رغم أنه قد يكرهها· وطالما اقتنعت بالدور فلا يمكن أن يثير خوفي فأنا أوافق على الدور الذي يستهويني لكونه مختلفا من دون النظر إلى الخير أو الشر لهذا قدمت شخصية 'ضحى' المغلوبة على أمرها و'نجوي' الشريرة في 'أبناء ولكن' وحتى لو كرهني الجمهور في دور الشريرة فهو أمر لا يغضبني لأنني أدرك أنني نجحت لدرجة الإقناع والممثل الجيد هو القادر على تقديم كل النماذج والأنماط وقدمت دور الأم في مسلسل 'خيال الظل' من دون النظر إلى وجهة نظر النجمات في دور الأم على الشاشة وكراهيتهن له لأسباب نفسية ولدي قناعة بأن الفنان ينبغي عليه تقديم كل المراحل العمرية،ومن الذكريات الطريفة عن أدوار الشر أن أول عمل عرض لي في رمضان كان مسلسل 'الكعبة المشرفة' وكنت أجسد دور شيطانة الأمر الذي أشعرني برعب شديد، إلا أن الدور نجح واختصر فترة كبيرة من مشواري نحو الانتشار·
وحول ابتعادها عن السينما قالت: لم ابتعد عنها بإرادتي وهناك أسباب دفعتني للابتعاد وهى إنني حريصة على الوجود من خلال دور جيد مثلما أفعل في الدراما التليفزيونية وعندما لا أجد في السينما ما يرضيني أكتفي بالمشاهدة والمتابعة، واعد الآن لفيلم جديد بعنوان 'فوبيا'يتناول قضية الأدوية الفاسدة ·
وعن رأيها في نجوم الكوميديا تقول: لست من الذين يرون أن الكوميديا موجة مؤقتة وستنتهي بعد أن يملها الناس، لكنني مع الرأي الذي يطالب بأن تقدم السينما ألوانا وأشكالا أخرى من الدراما كالحركة والرومانسية والاستعراض أما نجوم الكوميديا الحاليون فلا بأس بهم، والدراما التليفزيونية أصبحت أكثر ثراء وإشباعا من السينما بعد أن نجحت في الاستحواذ على اهتمام ملايين المشاهدين بمختلف أذواقهم ويكفي أنني حصلت على كم كبير من الجوائز وشهادات التقدير التي لم تحصل عليها ممثلة أخرى من جيلي، ولا أخفي سعادتي لأن الجمهور يشعر بغيابي فهذا يعني أنني نجحت في تكوين شخصية مميزة يتذكرها الجمهور رغم قلة أدواري·