الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إنشاء بيئة تراثية بالمدارس تحاكي نمط حياة الأجداد في الماضي

إنشاء بيئة تراثية بالمدارس تحاكي نمط حياة الأجداد في الماضي
21 ابريل 2012
(دبي) - تزامناً مع اليوم العالمي للتراث، وضمن مبادرة هيئة الثقافة والفنون في دبي، لإنشاء بيئة تراثية في كل مدرسة، نظمت مدرسة الكويت للتعليم الأساسي، إحدى المدارس المشاركة في هذه المبادرة، حفلاً تراثياً بهيجاً أزاحت فيه الستار عن مركز للتنمية التراثية، وسط مشاركة واسعة من قبل بعض المسؤولين من هيئة الثقافية والفنون والهيئة التدريسية، وعلى إيقاع الأهازيج الشعبية والترانيم الشجية التي صاحبت الحفل، وما احتواه من أنشطة وفعاليات متنوعة ومختلفة حول أنماط الحياة القديمة، وما يلفها من أجواء وسلوك حياتي يومي، عبرت الطالبات من خلال مشاهد وصور حية، عن الماضي بكافة تفاصيله عبر بوابة محطة التنمية التراثية. وتقول ثريا حمد عيسى مدير مدرسة الكويت للتعليم الأساسي، إنه تم افتتاح مركز التنمية التراثية في المدرسة، لغرس مفردات التراث المحلي في نفوس الطلبة، والحفاظ على الهوية الوطنية. وتضيف ثريا حمد أن هذا الإرث لا يمكن أن يترك في وقت يشهد العالم فيه تحولاً كبيراً في شتى مجالات الحياة، ودخول ثقافات مختلفة ومتنوعة، من شأنها أن تؤثر في فكر ونهج أي مجتمع، ما لم يساهموا في تعزيز الثقافة المحلية، وإثراء جوانبها عبر مجموعة من الأنشطة والفعاليات التراثية المحلية الأصيلة، والتي لابد أن تكون موجودة في فكر الأجيال وأمام أنظارهم. فيما تشير عوشة عبيد المشرفة على المركز، قائلة: تهدف هذه المبادرة التي أطلقتها هيئة الثقافة والفنون إلى إيجاد بيئة تراثية محلية متكاملة في كل مدرسة، لتكون عبارة عن نافذة يطل منها الطالبات ليتعرفن على تراث أجدادهن، وتكون بمثابة مرجع تراثي لهن، لينهلن منها بعض المعلومات والمعرفة، والرد على تساؤلاتهن حول نمط حياة الأجداد وكل التفاصيل التي تتعلق بحياة الماضي، وذلك بهدف غرس التراث المحلي في نفوسهن وتأصيل هذا التاريخ حفاظاً عليه من الانفتاح وتعدد الثقافات. وقد تم ترشيح ثلاث مدارس لهذا العمل، حيث قمنا بتنفيذ عدة أقسام تحاكي نواحي الحياة المختلفة في الماضي، منها الخيمة والعريش وهو المسكن التراثي القديم، وأيضا الحياة العملية التي كانت موجودة في الماضي، كالحياة البحرية المتمثلة بكافة مفرداتها البيئية، وأدوات الصيد، كالشباك والقراقير، ومعدات الغوص لصيد اللؤلؤ، فكان المكان أشبه بلوحة تصور علاقة الآباء والأجداد بالبحر، الذي كان مصدر رزقهم الأساسي. وعلى مقربة منه سوق شعبي ودكة لبيع الأسماك، حيث اعتادت النسوة قديما على القيام بمسؤولية البيع بعد أن يقوم الرجل بالصيد، وهناك قسم آخر يصور تفاصيل الدكان الشعبي بما يضمه من أعشاب علاجية، وبعض الاحتياجات المنزلية آنذاك، وأيضا مجلس تراثي يجسد كرم الضيافة العربية التي كانت جزءاً لا يتجزأ من القيم الأخلاقية التي تربوا عليها. كما يمكن أيضا أن نلمح البيئة الزراعية عند مدخل الجناح التراثي، والذي يضم أنواعاً من الخضراوات، التي كانت تزرع في تلك البيئة. وتقول فاطمة إحدى الطالبات في الصف التاسع: اعتدنا أن نرى جداتنا وهن يقمن بقرض «أي قص» البرقع، فكانت مشاركتي مع مجموعة من الطلبات في كيفية تنفيذ عدد من البراقع من خلال قص خامة مخصصة لصناعة البرقع، كانت تجلب من الهند، وهي خامة لماعة يطلق عليها اسم «شيل»، وتقص بشكل مربع، وتفرغ عند مكان العين وفقا للقياس المطلوب. كما قامت مجموعة من الطالبات بصناعة «السحناه» وهو عبارة عن مسحوق السمك، ويتم تجهيزه عن طريق تنظيف سمك العومة من الرأس بعد تجفيفه ثم يتم «فركه» بقطعة من خوص النخيل للتخلص من الغبار العالق به، وبعد ذلك ننتقل لمرحلة طحنه بالهاون للحصول على مسحوق بودرة يتم تناولها مع الأرز الأبيض، والسمن البلدي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©